رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«الأهرام» فى قلب سيناء(2)..
تدمير البنية التحتية للإرهابيين.. وتعاون بين الأهالى والجيش والشرطة

شمال سيناء ــ عماد الدين صابر
> إحدى صالات الألعاب الرياضية

مستشفى بئر العبد صرح طبى عملاق.. وتوافر السلع التموينية لمدة 6 أشهر

 

يوما بعد يوم تحقق القوات المسلحة تقدما فى تطهير أرض الفيروز من العناصر الضالة أعضاء التنظيمات الارهابية من خلال العملية الشاملة ( سيناء 2018) فقد استطاعت القوات تدمير البنية التحتية لتلك العناصر، وإعادة الحياة الى طبيعتها فى اغلب المدن والقرى فى شمال سيناء.

«الأهرام» رصدت خلال جولتها فى شمال سيناء العديد من المشاهد التى تؤكد عودة الحياة والانضباط مرة أخرى وسط فرحة وسعادة الاهالى بعد معاناة استمرت ما يقارب الـ8 سنوات.

فمن داخل منطقة «جلبانة»، تحدث الحاج «حسن حسين»، عن الجهود التى تبذلها القوات المسلحة والشرطة المدنية فى القضاء على الإرهاب، ويؤكد أن القوات المسلحة والشرطة تستمع للمواطنين دائمًا لتلبية احتياجاتهم المعيشية اليومية، وأن أهالى جلبانة يعملون معهم من اجل تحقيق الأمن والاستقرار.

أما الحاج «سيد أحمد»، الذى كانت له مشكلة فى تأخر بعض المواد التى تستخدم فى الزراعة كالأسمدة وغيرها، نظرًا للظروف الأمنية، فقال نحن نتفهم ذلك ونقف بجانب الدولة من اجل تحقيق هدفها فى القضاء على الإرهاب.

من جانبه، يؤكد المهندس «محمد عباس» مدير مزرعة بـ »جلبانة» فى شمال سيناء حدوث طفرة زراعية كبيرة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتى والتصدير إلى الخارج، والتى تقوم القوات المسلحة بجهود كبيرة من أجل توفير الأسمدة والمبيدات اللازمة لها، ويوضح أن المزرعة تنتج العديد من أنواع الفاكهة والخضراوات مثل البرتقال والمانجو والزيتون.

> مشروع «إسكان سلام مصر»

ويقول إن المزرعة تتميز بإنتاج البرتقال الصيفي، وتنتج ما يقرب من 1000 طن فى الموسم تكون جميعها جاهزة للتصدير، الأمر الذى يساعد فى توفير العملة الأجنبية، ويشير إلى أن المساحة الإجمالية للمزرعة تبلغ 200 فدان بقدرة إنتاجية تبلغ مليونى جنيه فى العام، ويعمل بها نحو 800 عامل ومهندس وسائق.

ويوضح أن المزرعة توفر العديد من فرص العمل سواء لأهالى شمال سيناء أو ممن هم خارج المحافظة، مشيرا إلى أنه يتم توفير أماكن إقامة إلى أولئك الذين يرغبون فى العمل من خارج المحافظة.

ثم توجهنا إلى أحد المشاريع التنموية وهو «إسكان سلام مصر»، الذى تتضمن مرحلته الأولى 218 وحدة سكنية، يعمل بها آلاف الخريجين من مختلف المجالات والمحافظات المصرية وهو ما يؤكده المهندس «سيد عبدالله»، بشركة طنطا للمقاولات.

ويقول المهندس الذى ينتمى لسيناء، إنه على مدى سنوات مضت لم ير تلك المراحل التنموية فى سيناء، وأن تعليمات القيادة السياسية أنه قد آن الأوان للتعمير الفعلى لسيناء بأيادى ابنائها .

وعقب ذلك توجهنا إلى قرية البياضية، حيث يقع مقعد «الشيخ سالم»، ووجدنا مجموعة بداخل المقعد تعرفنا من خلالهم على الحياة فى القرية بصفة خاصة وبشمال سيناء بصفة عامة.

فيؤكد «سالم موسى زيتون»، من عائلة العواليل عشيرة المرشى بقرية البياضية، وجود تنسيق بين القبائل والعائلات والمشايخ مع رجال القوات المسلحة والشرطة المدنية، ويقول إن التعاون يتمثل فى تقديم المعلومات للقوات المسلحة والشرطة المدنية عن العناصر الإرهابية، اللذين يعملان ليلا ونهارا من اجل امننا واستقرار شمال سيناء.

ويوجه «موسي» رسالة إلى المصريين مفادها أن شمال سيناء تعيش الآن حالة أمنية مستقرة، وأن المواطنين يعيشون حياة طبيعية، ونحن متفهمون نقص السولار والبنزين من أجل السيطرة على الجماعات الإرهابية وعدم وصوله إليهم حتى القضاء عليهم، ويدعو الشباب فى رسالة خاصة بهم إلى العمل والاجتهاد لأن الوطن يحتاج لإرادة مواجهة التحدي.

فيما يوضح «حسين العاصي»، من قرية الفتح رمانة بشمال سيناء، والذى كان موجودا داخل مقعد «الشيخ سالم»، أن الأوضاع فى رمانة، آمنة ومستقرة، وأن انتماء أهالى شمالى سيناء لمصر، وقال نحن مصريون 100 بالمائة ولا يوجد أى شيء، ونحب الجيش والشرطة الذين يسهمون فى تحقيق الأمن والاستقرار لنا.

> الأسواق تعود إلى طبيعتها

ويطالب الرئيس عبد الفتاح السيسى والحكومة والأجهزة المعنية والمحافظة، بضرورة النظر إلى شباب شمال سيناء والعمل على توفير احتياجاتهم واحتوائهم كى لا يقعوا فريسة للجماعات التكفيرية والإرهابية، ويقول: «عندنا شباب أطباء ومهندسون وكل التخصصات ولدينا قرى يصل فيها نسبة التعليم الى 80 بالمائة».

ويشدد «حسين» على ضرورة عدم اهمال هؤلاء الشباب، لقلة وجود الرزق هنا لان الأرض هنا صحراوية تختلف عن الأرض فى الوادي، ويدعو المسئولين إلى منح الشباب والخريجين أرضا، وتسكينهم فى الوظائف الحكومية بدلا من الموظفين الذين خرجوا على المعاشات.

ويقول: « نحن انتماؤنا لمصر وسيناء 100 بالمائة، ويجب أن يتم تمليك الأراضى حتى يعمل الناس بها ويزرعوا ويجتهدوا ويكافحوا، وأن تكون هناك ضوابط من الدولة لعملية تمليك الأراضى مثلما يتم فى المحافظات المختلفة «، ويدعو الدولة والإعلام إلى تبنى فكرة تمليك الأراضى للشباب والاهتمام بأهالى سيناء ضرورة ملحة كونها بوابة مصر الشرقية. 

ويقول «حسين»، برغم الاهتمام الإعلامى والجيش والشرطة المدنية بنا لكننا نريد النظر للشباب بنظرة فاحصة متعمقة، ويعرب عن أمله فى أن يكون هناك مؤتمر للشباب فى شمال سيناء لرعاية الشباب والاهتمام بهم.

بدوره، يوضح الشيخ «سليمان أبو سماحة» من قبيلة البياضية، أن قبيلته من أكثر القبائل علما وتعليما، فعندنا أطباء ومهندسون وضباط بكثرة وفى كل المجالات، وقال نحن لا نتجزأ عن القوات المسلحة والشرطة فى محاربة الإرهاب والمجموعات التكفيرية.

ويقول إن محافظة شمال سيناء من أغنى المحافظات بخيراتها وعلى الدولة أن تعمل على إقامة عدد من المصانع وأن يستثمر رجال الأعمال أموالهم فى شمال سيناء، وطالب القيادة السياسية بالنظر الى الشباب حتى لا يقعون تحت تأثير الجماعات التكفيرية لظروفهم المعيشية الصعبة، ونحن لا نزايد على وطنية الشباب.

ويتساءل «أبو سماحة» قائلًا، ما المانع من عمل مصانع تستفيد منها الشباب ونخدم شريحة كبيرة منهم ولو تمت رعايتهم سيتم تحسن أحوالهم، ويطالب وسائل الاعلام بتحرى الدقة والحقيقة فى اخبارهم، لان الأصوات المغرضة تظهر من حين لآخر لقلب الحقائق وتشيع بأنه لا يوجد امن فى شمال سيناء وهذا غير صحيح، ويدعو رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى بسرعة إقرار الكردون العمرانى لمدينة بئر العبد، وعمل منتجع سياحى بمنطقة الرواق بشكل ممتاز سيكون مقصدا للسائحين.

> مندوب الأهرام يتحدث إلى مشايخ القبائل

وللتعرف على الحالة الصحية للمرضى والخدمات المقدمة لهم، ذهبنا إلى مستشفى بئر العبد المركزي، والتقينا نائب مديرها الدكتور محمد منصور، وهو من أبناء شمال سيناء، الذى أكد أن المستشفى يعد نقلة طبية غير مسبوقة لخدمة أهالى شمال سيناء بشكل عام وأهالى مركز بئر العبد من أبناء المدينة والقرى بشكل خاص، ويشير إلى أن المستشفى القديم كان به نحو 20 سريرا منذ 15 عاما والآن حلت مشكلاته بنسبة 95 بالمائة.

ويوضح أن نحو 20 قرية تتمتع بخدمات هذا الصرح الطبى العملاق، مستعرضا المشكلات الصحية التى كان يعانى منها المرضى منها عدم وجود عناية مركزة وحضانات وجراح مخ واعصاب وقلب وجراحة اوعية دموية، لكن الآن تم عمل بروتوكول طبى للتعاون بين 4 جامعات مصرية ويوجد جميع أنواع الجراحات.

ويقول نائب مدير مستشفى بئر العبد المركزي، إن الطاقة الاستيعابية للمستشفى 82 سريرًا والتجهيزات تعتبر على أعلى مستوى وتوفر خدمات جديدة ومنها الأشعة المقطعية، و4 غرف عمليات و8 غرف عناية مركزة، وقسم للكلي، و 10 أقسام طبية متخصصة، ويوجد مكان مجهز للرنين المغناطيسي.

ويشيد الدكتور محمد منصور نائب مدير مستشفى بئر العبد المركزى بالقيادة السياسية التى تدعم كل مطلب لأبناء وأهالى شمال سيناء فى جميع القطاعات وليس القطاع الصحى فقط، ويؤكد أن الواقع جميل ويحتاج لقوى بشرية لكى يكون المستقبل أفضل والأدوية عندنا حاليا تكفي.

وبما ان هناك حديثا عن عدم وجود مواد الاعاشة للمواطن فى شمال سيناء، التقينا مدير إدارة التموين ببئر العبد، على سليمان، الذى أكد توافر جميع السلع التموينية بالمحافظة ولمدة 6 أشهر مقبلة، وذلك بفضل توجيهات القيادة السياسية برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ووزير التموين الدكتور على مصيلحي.

ويقول نحن نوفر جميع السلع التموينية للمواطنين عن طريق البطاقات التموينية الذكية « سكر وزيت وأرز وخبر ودقيق»، وأن المخابز تعمل بكامل طاقتها الإنتاجية، ويوضح أن المواد البترولية متوافرة فى جميع المحطات، ويتم تشغيل محطات معينة فى ظل الظروف الأمنية المحيطة بنا ونتعامل مع الدولة لتحقيق هدفها.

وحول العملية التعليمية، يقول محمد زاهر شوربجي، بإدارة العبد التعليمية، إن الإدارة وضعت مع وزارة التربية والتعليم خطة منذ بدء الحرب على الإرهاب أرسلت خلالها قوافل تعليمية من خبراء فى جميع المواد الدراسية خاصة الصف الثالث الثانوي.

وأوضح أن هذه القوافل تقوم بمراجعة شاملة للطلاب فى الصف الثالث الثانوى وأن العام الدراسى انتهى على خير، وأن عددا كبيرا من الطلاب دخلوا الطب والهندسة وغيرها من الكليات. 

والتقينا خلال الزيارة مع على صلاح الدين مدير الإدارة التعليمية الأزهرية فى بئر العبد، الذى شرح لنا الدور الذى يقوم به الأزهر بشمال سيناء عبر حملات لتصحيح المفاهيم المغلوطة، وتوعية المواطنين بالفكر الوسطي، ويؤكد أن القوات المسلحة والشرطة يقومان بدور كبير فى توفير الأمن والاستقرار وحماية المنشآت الحكومية والتعليمية.

فى ظل الصورة الحية التى نقلنا بالصورة والقلم من شمال سيناء، لابد أن نشير إلى أن العملية الشاملة سيناء 2018 نجحت بنسبة 90 بالمائة فى تدمير البنية التحتية للعناصر الإرهابية من الأوكار والخنادق والأنفاق ومخازن الأسلحة والذخائر والعبوات الناسفة، والاحتياجات الإدارية والمراكز الإعلامية ومراكز الإرسال وضبط أعداد كبيرة من العربات والدراجات النارية وكميات كبيرة من المواد المتفجرة والأسلحة والذخائر والقنابل والألغام والصواريخ.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق