رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

حالة حوار
الإرهاب الرقمى

صار من نافلة القول الحديث عن مسئولية أجهزة مخابرات دولية غربية فى نشأة تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام (داعش)، ورغم ذلك فإن التطورات تقود الولايات المتحدة والغرب إلى توجيه ضربات عسكرية ومخابراتية تقوض ذلك التنظيم بعد أن انقلبت بعض أجنحته عليهم وراحت توجه نشاطها الإرهابى إلى مؤسسات الغرب وثقافته ونوع حياته، ولكن واحدا من أهم وأخطر ساحات المواجهة مع «داعش» هى تفكيك وتصفية شبكاته المعلوماتية، أو تلك التى يمرر عبرها معلومات معينة فى شبكات «تويتر» و«انستجرام» و«فيس بوك»، لتمويل التنظيم والدعاية لفكر الأيديولوجية المتطرفة وكراهية الأجانب والعنصرية، حيث بلغت التنظيمات الإرهابية والمتطرفة درجة عالية جدا فى استخدام هذه التقنيات وتوظيفها لخدمة الفكر المتأسلم وقوى الجمود والرجعية والتخلف. ولقد توقفت ـ أخيرا ـ أمام حدثين أولهما فى بلجيكا التى اكتشفت أجهزة مخابراتها برنامجا جديدا فتح الباب أمام نظام متقدم «سوفت وير» يجعلها قادرة على الوصول إلى تفاصيل جديدة بشأن معلومات بعينها فى مواقع التواصل الاجتماعي، أدت إلى تسهيل الاتصالات بين المتورطين فى قضايا الإرهاب، أما الحدث الثانى، فهو كشف شبكة «بي.بي.سي» البريطانية واحدة من أعقد الشبكات التكنولوجية التى مولت العديد من العمليات الإرهابية حول العالم، وتزعمها مواطن من بنجلاديش اسمه سيف الحق سوجان واستمرت جهود دعم الشبكة تكنولوجياً ومالياً بعد موت زعيمها الذى كان قد استوطن جنوب ويلز، وبذل مجهودا معتبرا فى نشر الخطاب المتطرف بـ «داعش».. هذه المطاردات لمستخدمى وسائل الاتصالات الحديثة فى نشر الإرهاب ربما تمثل الرد المفحم على كل ثرثار نشر احتجاجاته على تنظيم السلطات المصرية الإنترنت، فنحن لا نفعل إلا ما يقوم به العالم كله، والحرب ضد الإرهاب ليست قنبلة وبندقية ومصادر مال ومعسكرات تدريب ودعما سياسيا وإعلاميا، ولكنها استخدام متطور جدا للتقنيات الرقمية فى التخطيط لكل ذلك وضمان انسيابيته وسريته، فالاتصال بعناصر الإرهاب والتنسيق بينها عبر الوسائل الإلكترونية يسهل الحركة وضمن الفاعلية، وإذا لم يك منتقدو التنظيم المصرى للإنترنت يفهمون هذا، فأرجو مخلصاً منهم أن يتابعوا كل مجهود دولى نظير مشابه ضد «الإرهاب الرقمي».


لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع

رابط دائم: