تخاريف محمد صبحى

متعة الفن ليست فى ممثل بارع او اداء مميز او كوميدى ساخر فكل ذلك رائع وجميل لكن الاجمل ان يكون الفنان متابعا لقضايا بلده ملما بهموم وطنه يشعر بألم جيرانه فالفن مرآة تعكس واقع الامة ولا اتصور ان بلدا تعانى من مشاكل متراكمة وتكون قضايا الفنان الهزل والضحك والمسلسلات والافلام التى لا علاقة لها بالواقع او الاحداث لذلك فمن اجمل الشخصيات التى تحظى بمكانة خاصة فى نفوس المصريين الفنان محمد صبحى ليس لمسلسلات أدخلت السعادة فى نفوسنا او مسرحيات لها بعد هادف وانما لتفاعله مع قضايا وطنه، لشعوره بمشاكل مواطنيه، لدفاعه المستمر عنهم، لحديثه الدائم عن المشاركة المجتمعية ورفع المعاناة عن محدودى الدخل، نموذج راق من الفنان الحقيقى الذى يعطى انطباعا عن الفنانين الحقيقيين الذين يتعايشون بصدق مع أوطانهم، تسمعه وتدرك على الفور اننا امام مثقف كبير حمل لقب الفنان، شاعر نظم قصائده فى مسرحيات خلقت المتعة والسخرية للجميع من مشاكلنا الحقيقيه، اديب عرف بصدق هموم امة فى كافة قطاعاتها، تخاريف صبحى هى الشيء الوحيد الذى شعرت انه صادق، وجهة نظره كانت دائما صائبه، الجوكر الذى جعل فنه لكافة الطبقات، مشكلة محمد صبحى انه احب وطنه بمقدار حبه لفنه فجعلهما وجهين لعملة واحدة، صبحى هو العاشق الذى لايزال يبحث عن معشوقته، الحلم المستمر رغم طوال انتظار، سنبل ابن مصر بعد أن تحول لامل كل مصرى مكافح يبحث عن النجاح، ما اسهل أن يكون هناك ممثل قدير لكن من الصعب ان تجد فنانا قديرا، الفن سيظل انعكاس للمجتمع والفنان هو من عاش فى قلب مجتمعه جسد مشاكله وألمه وعاش بين أبنائه ووسط أفراحه وأحزانه هكذا محمد صبحى الفنان الذى ادرك ان اسمى درجات الفن الحديث عن الوطن والانتماء له.