رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

بإختصار
ما بعد الصدمة

تحدث الصدمة، حين نواجه غير المتوقع، وما لم نستعد له، أحباء يرحلون، وظروف تتغير، وهكذا تبدأ المعاناة وأيضا الألم، ونفقد القدرة على استيعاب ما حدث، ولماذا حدث، وتتوالى أعراض ما بعد الصدمة، ونعاني من الاكتئاب والاجهاد، وحتما القلق. في كل تغيير سريع، وأيضا جذري، لابد من صدمة، خاصة حين نعجز عن التكيف، مع أن التكيف ممكن، بشرط أن نتفهم ما حدث، ونغير طريقة استجابتنا له، فالحياة فصول، تجارب تسعدنا، وتجارب تشقينا، ولكل مرحلة تبعاتها. لكن الناس معادن، وردود أفعالهم تختلف، فالبعض يصمد، والبعض ينهار، ومع الخوف من المستقبل، يفقد البعض الهوية، والارتباط بالثوابت، وتصبح كل الأشياء عابرة، حتى العلاقات بين الناس، لا شئ دائم، وكل شئ مؤقت. وأحيانا لابد من صدمة، حتى نستيقظ، وهذا هو العلاج بالصدمة، في الاقتصاد تخلق معاناة، لإنهاء أزمة، وفي الإدارة توظف أزمة، لتمرير سياسة، وفي الحرب تستخدم القوة المفرطة، لشل العدو، وتحطيم ارادته، وفي علم النفس، تستخدم صدمات الكهرباء، لعلاج الفصام والهوس.

حتى القوي الكبرى توظف إستراتيجية الصدمة، للهيمنة على العالم، وهكذا تشتعل حروب وأزمات وأعمال عنف، لتحقيق أهداف هنا، وأطماع هناك، وبهذه الطريقة يحدث التغيير، تارة للأحسن، وتارة للأسوأ، وحتما هناك أرباح، وأيضا خسائر. الحياة لا تعرف الجمود، والتغيير حتمي، ومع كل تغيير لا بد من صدمة، وما قبل الصدمة شئ، وما بعدها شئ آخر، ومن صدمة إلى صدمة، تمضي الحياة، وكل صدمة تجربة، ومن تجاربنا نتعلم.


لمزيد من مقالات عبد العزيز محمود

رابط دائم: