رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«فخ ثوسيدس» بين واشنطن وبكين

دون مبالغة، تقف الإنسانية، اليوم، أمام «لحظة تاريخية»، تتزاحم فيها الإمبراطوريات بالمناكب علي أسباب القوة ومعززات الهيمنة، قوي تسعي للصعود بدأب للإمساك بالزعامة، وأخري تقاوم الاضمحلال بضراوة، وهذا الوضع يطلق عليه علماء الإستراتيجية «فخ ثوسيدس»، تذكيرا بمعارك «أثينا» و«إسبرطة» قديما.

ويعد ظهور قوة كبري جديدة علي المسرح الدولي حدثا نادرا، يحمل قدرا من الانتظام أو الفوضي، وبالفعل هناك تعاون راسخ بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، سياسيا واقتصاديا، وكذلك تنافس رهيب في المجالات نفسها، إنه حب مستحيل بين قوة صاعدة وأخري مهيمنة، فقد نفذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهديداته بفرض رسوم علي الصادرات الصينية لبلاده، علي مراحل بدأت بنحو 50 مليار دولار، وعندما أعلنت بكين خطوة مماثلة علي الواردات الأمريكية، صعّد ترامب وقرر فرض رسوم علي ما قيمته 200 مليار من المنتجات الصينية، وبالطبع لم يقف التنين مكتوف الأيدي، لتدور رحي واحدة من أعنف «الحروب التجارية» فى التاريخ، بين أكبر اقتصادين في العالم، يتجاوز حجم التجارة بينهما 630 مليار دولار، منها 500 مليار صادرات من الصين إلي أمريكا، والعملاق الأصفر هو أكبر مستثمر ودائن لأمريكا التى تعتبر مصدرا مهما للتكنولوجيا المتقدمة التي تبني بها بكين نهضتها الكبري.

ولاشك في أن دور الصين المتعاظم علي المسرح الدولي يزعج دوائر الحكم الأمريكية التي تعمل جاهدة للحفاظ علي القرن الحادي والعشرين «أمريكيا»، كما كان سابقه، إنه صدام بين الجبابرة علي قيادة العالم، تضيع وسط غباره الحقائق، ولا أحد يستطيع التنبؤ بتوابعه، كل يرتب أوراقه ويشحذ أسلحته لتكون له اليد العليا.. الإشكالية أن عراك الأفيال ـ أو لهوها ـ كارثة علي الحشائش، وقد يكون الوضع محنة أو منحة للآخرين، ومن المؤكد أن ارتدادات هذه الحرب التجارية بين العملاقين ستؤثر فى الأسواق ومسارات التجارة الدولية وموازين القوى العالمية، ومن ثم فإن بقية الدول وصناع القرار فيها مدعوون إلى إعادة النظر فى حساباتهم وفقا لمعطيات ومخرجات الحرب التجارية القائمة، حتى لا تفاجأ بأوضاع لم تتهيأ لها.


لمزيد من مقالات رأى الأهرام

رابط دائم: 
كلمات البحث: