فى لقاء أخوى إنسانى دافيء توارت فيه قواعد البروتوكول استقبل رجالات الدولة فى إريتريا يتقدمهم الرئيس أسياسى أفورقى رئيس الوزراء الإثيوبى آبى أحمد ووفده، فى مشهد يكشف عمق وقوة العلاقات الإنسانية والأخوية بين شعب واحد يعيش فى بلدين، وعبر ذلك الاستقبال الشعبى العفوى عن أشواق شعبية فياضة للسلام ولم الشمل وطى صفحة الخلافات والتوتر والحروب الدامية. إن مبادرة آبى أحمد للسلام هى خطوة تاريخية شجاعة، قوبلت بتجاوب حكيم وشجاع أيضا من الرئيس الأريترى أفورقي، وهو ما يفتح الباب للسلام والتعاون بين البلدين. لقد ساهمت عوامل عديدة داخلية وخارجية، إقليمية ودولية فى الدفع بهذا التقارب، وكذلك رغبة قوى دولية مؤثرة فى عدم ترك الدولتين نهبا لعوامل ضعف عديدة تعصف بهما. وسيكون للقاء أسمرة آثار إيجابية هائلة على البلدين والقرن الإفريقى والقارة بأسرها والمنطقة العربية، وأولى ثمار الاتفاق الطيبة كانت إعلان الأمين العام للأمم المتحدة عن رفع العقوبات عن أسمرة، واتفاق الدولتين على تطوير موانيء إريتريا.
الآن بعد الإعلان عن انتهاء الحرب بين البلدين رسميا، يبدأ مسار السلام الطويل الذى يحتاج إلى الصبر والمثابرة والإرادة الصلبة والنوايا الطيبة، وهو مسئولية تقع على عاتق كافة القوى فى البلدين. لكن يجب ألا تنسينا هذه اللحظة العاطفية المؤثرة والآثار الإيجابية الكبيرة لها الانتباه لفواتير السلام واستحقاقاته، وأهمها إعادة بناء مؤسسات الدولة، وتحسين مستويات الحريات، وتوسيع المشاركة فى الحكم، وورفع مستوى معيشة المواطنين، وهى الملفات التى ظلت معطلة بشكل أو بآخر فى البلدين بذريعة الحرب، والتحدى الأكبر يتمثل فى الحفاظ على هذا القدر الذى أنجز من التوافق، وعدم السماح بضياعه تحت أى ظرف.
لمزيد من مقالات ◀ أسماء الحسينى رابط دائم: