لى أصدقاء كثيرون ولكل واحد منهم أسلوبه فى الحياة، وأجد متاعب كبيرة فى اقناع أبى وأمى بأنهم عاديون فى تصرفاتهم، لكنهما يلحان علىّ دائما بالأسئلة عنهم، فأرجو أن تدلنى على الطريقة المثلى لاختيار الأصدقاء.
< ولكاتب هذه الرسالة أقول:
الصديق هو أداة التوازن في حياة كل واحد، فهو صاحب تأثير ونفوذ وسلطة وهو الصدر الحنون الذي نستعين به حين نمر بمشكلة أو محنة أو ضائقة، لذلك يجب أن تختار صديقك بطريقة حذرة لكي لا تقع في نهاية الأمر في اختيار أصدقاء يكونون أسبابا لمشكلاتك لا لحلها، فاحرص على أن يكون صديقك ذا عقل رصين، لأنه إذا كان ينقصه العقل، فسوف يوقعك في المشكلات والأزمات أكثر مما ينجيك منها، وينبغى أن تكون علاقته مع الله عامرة بالإيمان، فكلما ابتعد الإنسان عن ربه ازدادت خطاياه، وأن يتسم بالمحبة بدون مصلحة، فالغرض والمصلحة والصداقة صفات لا تجتمع معا، ويجب أن يكون بجوارك في الاوقات العصيبة يدافع عنك ولا يتركك، وأن يخلص فى التعامل معك، فالإخلاص هو الذى يجعل الصداقة تدوم وتقوى وبدونه لا طعم للصداقة.
فاختيارك صديقك يتوقف على صنع الفارق وقت الشدائد فما حاجة الصديق إذا لم تجده وقت الضيق والمحن، واعرف كيف يتصرف في حالة غضبه فبعض الأشخاص يفقدون السيطرة على أنفسهم في حالة الغضب وهو من أسوأ الأشخاص الذين يمكنك اتخاذهم أصدقاء لأنهم في حالة الغضب قد يفعلون أى شىء لن يكون في مصلحتك، وعليك بالسفر معه، فالسفر يظهر حقيقة الإنسان وبالأخص الصديق، ففى السفر يرفع التكلف والتصنع ويكون الإنسان على حقيقته، و يجب أن تعرف إذا كان يستطيع تحملك والصبر عليك أم لا لأن الصبر من أهم المميزات التي يجب على الصديق المخلص أن يتحلى بها.
إن الصديق يحل محل العائلة والأسرة في كثير من الأحيان، ويأخذ دور الطبيب النفسي لبعض الناس، فقدرته على معالجة مشكلات صديقه يجب أن تتسم بالحكمة والرصانة والعقل وإلا ستصبح هذه الصداقة عبئا ومصدرا للمصائب الدائمة، وبالطبع فإن الأسرة عليها عبء كبير في مراقبة أصدقاء أبنائهم، وأن يكون الآباء والأمهات على دراية كاملة بظروفهم الاجتماعية والتربوية بحيث لا يترك الأمر حتى تقع المشكلة أو المصيبة من الاختيار الخاطئ للصديق، فأرجو أن تستمع إلى نصائح أبويك، وفقك الله فى اختيار الصديق الصالح.
رابط دائم: