هى لحظة فرح ليس لها مثيل طوال تاريخنا العريق.. بل هو يوم ليس له مثيل فى تاريخ العالم ..الآن نسترجع هذه اللحظة التى عم فيها الفرح وطننا بينما نحتفل بمرور 5 سنوات على الثورة الشعبية الحاشدة التى شاركنا فيها فكنا أكثر من أربعين مليون مصرى ملأوا شوارع كل محافظات مصر.. واذا ما أردنا أن نتوقف قليلا عند هذا اليوم الآن فان كل من شارك فيه سيشعر بالفخر والرضا بأنه من بين الذين شاركوا فى ملحمة استرداد الوطن من براثن الظلاميين .. صحيح أن الملايين قد نزلوا الى الميادين الرئيسية تحت شعار «سلمية» يحملون علم مصر وكارتا أحمر ويطالبون برحيل حكم الظلام..وصحيح أن المرأة المصرية والبنت المصرية والجدة المصرية كانت أصواتهن عالية تشارك مع أصوات الرجل والشاب والجد المصري, إلا إننا لابد أن نتذكر ايضا دور الجيش والشرطة اللذين قاما بحماية الملايين من الثوار المصريين الذين كانوا يطالبون برحيل الحكم الأسود.. وجاء القرار التاريخى للقائد العام للقوات المسلحة حينذاك الفريق عبد الفتاح السيسى بحماية ثورة الشعب المصرى وتعطيل العمل بالدستور الاخوانى وتعيين المستشار عدلى منصور رئيسا للجمهورية ليكون بمنزلة إنقاذ للوطن كله من براثن مؤامرة دولية لتدميره ..وتفتيت شعب يجسد فجر الحضارة الانسانية.
إننى حين أتذكر الآن 3 أيام مشهودة للثورة الشعبية الكاسحة فأرى أنها 3 ثورات شعبية فى ثورة واحدة، هدفها الأساسى رحيل الحكم الظلامي..أيام مضيئة لا تزال فى قلوبنا 30يونيو و3يوليو و27يوليو 2013. إننى أتذكر هذه الأيام المشهودة, أتذكر الزحام الشديد يوم 30 يونيو فى ميدان التحرير والتسابق بين الأسر على نزول التحرير سيرًا على الأقدام مع الأطفال ودون حسابات المخاطر.. أو الصعاب حاملين أعلام مصر..حيث كان الظلاميون يطمحون فى البقاء فى سدة الحكم الى الأبد دون حساب لإرادة الشعب، حيث ارتكبوا كل أنواع الجرائم البشعة بلا رحمة من قتل وسفك دماء وترويع وسحل واضطهاد وتعذيب المصريين جهارا نهارا عند سُور الاتحادية وتكميم الأفواه وإظلام البيوت وقطع الكهرباء ومنع الوقود وتحقير النساء وبث الفتنة بين المسلم والمسيحى وحرق الكنائس والتآمر على تقسيم الوطن كما تقتضى الخطة الأمريكية التى ذكرتها هيلارى كلينتون فى كتابهاً «خيارات صعبة», حيث انتصرت إرادة الشعب المصرى على كل خطط التقسيم, وسقط الإخوان الذين كانوا يحاولون أيضا تغيير الهوية المصرية عمدا من كل ناحية. كانت مصر على حافة الهاوية ولكن ايضا كانت ارادة الشعب نسائه قبل رجاله أقوى من كل المخاوف. أما اللحظة التاريخية التى ادخلت الفرحة الى قلوبنا ولاتزال حية بداخلنا فهى لحظة ظهور طائرات جيشنا العظيم وهى تحلق فى سماء مصر لحماية الشعب الذى ملأ الميادين الرئيسية فى كل محافظات مصر مطالبا برحيل حكم الظلام. انها لحظة فرح رائعة تذكرنا بلحظة عبور خط بارليف فى 6 أكتوبر 1973.حينما ارتفع العلم المصرى فوق سيناء الغالية. وعلينا دائما أن نتذكر هذه اللحظة الفريدة فى تاريخنا وعلينا أن نتمسك بتلك اللحظة حية فى الذاكرة حتى لا نترك أى فرصة لأفكار التشدد والتطرف والعنف ان تحاول التسلل مرة أخرى الى حياتنا من الأبواب الخلفية او ان تقوم بتسميم عقول الشباب والصغار..علينا أيضا أن نروى ما حدث لأحفادنا لأنه يوم غير تاريخ مصر نحو النور والأمان والاستقرار واستعادة الهوية المصرية.
لمزيد من مقالات منى رجب رابط دائم: