فى موجات الحر الشديد.. لا تبالغى فى استخدام التكييف

مع قدوم فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة تزداد الحاجة لاستخدام التكييف لتلطيف الجو, وعلى الرغم من الفوائد العظيمة للمخترعات الحديثة إلا إنها تتسبب أعراضا جانبية ومشاكل صحية عديدة علينا أن نتجنبها بقدر الإمكان

ويقول د. أحمد الموصلى استشارى الأنف والأذن والحنجرة أن علينا أن ندرك حقيقة مهمة وهى أن الأنف لها وظيفة أساسية خلقت من أجلها وهي عملها كجهاز تكييف للهواء الداخل للجهاز التنفسي، فمثلا فى فصل الشتاء تعمل الأنف على تمدد الشعيرات الدموية المبطنة لها لتدفئة الهواء الداخل الى أنسجة الرئة الرقيقة.

أما فى الصيف فتقوم غضاريف الأنف بعمل دوامات هوائية للهواء فيبرد ويصبح مناسبا للحويصلات الهوائية بالرئة.

والتكييفات تعمل على مساعدة الأنف على جعل الهواء الداخل للرئة أكثر اعتدالا واقل رطوبة، ولكن نظرا لوجودها عادة فى أماكن محددة كغرفة معينة او الصالة مثلا فإن الحركة داخل المنزل من والى المكان المكيف مثل الذهاب الى المطبخ والحمام او العكس سيؤدى بالضرورة الى إرباك عمل الأنف وبالتالى يتسبب فى نقص مناعة الجهاز التنفسى والى مشاكل أنفية وصدرية تجعله أكثر عرضة للأمراض وأقل كفاءة فى عمله وتقل لديه المقاومة الطبيعية للأمراض.. وكما يحدث فى المنزل يحدث عادة فى العمل عند الانتقال من مكتب مكيف وآخر غير مكيف،

ويضيف د. الموصلى أن هناك مشاكل أخرى للاستخدام المفرط للتكييف مثل حدوث تكاثر للفطريات داخل الفلتر ويصبح التكييف هنا مصدرا للعدوى والأمراض، ويزداد الأمر سوءا إذا كان فى الغرفة المكيفة أشخاص يدخنون، أما بالنسبة للمصابين بأمراض الحساسية فهم يعانون من مشاكل بالغشاء المخاطى المبطن للأنف والجيوب الأنفية والاستخدام الخاطئ للتكييف قد يسبب لهم التهابات مزمنة بالجهاز التنفسي.

وتكون مشاكل ومضاعفات الاستخدام المفرط للتكييف أكثر قسوة فى تأثيرها على الأطفال بسبب ضعف مناعتهم وعدم تحملهم التغييرات الشديدة فى درجات الحرارة.

ويختتم الدكتور أحمد حديثه قائلا إنه لكى نتلافى التأثير السييء للتكييف علينا أن نراعى ما يلي:

الصيانة الدورية للجهاز وغسيل وتطهير الفلتر، وضبط  الجهاز على درجة حرارة معتدلة ومتناسبة مع الجو الخارجي، ومراعاة توجيه تيار التكييف بعيدا عن الجالسين، وتجنب الدخول والخروج المتكرر بين الغرف المكيفة وغير المكيفة.