رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

من اختلافنا يكون اتفاقنا

عبير المليجي

دائما مايدور جدل وخلاف مستمر بين الأزواج حول من المتسبب فى المشكلات، مما دعا باحثى علم الاجتماع للبحث عن ماهية الاختلافات بين الرجل والمرأة التى تسبب الكثير من المشكلات وِتعكر صفو الحياة بينهما وإن كان الأساس هو الفهم الخاطئ لتصرفات وتفكير كل منهما تجاه الآخر.

بسؤال عينة عشوائية من السيدات عن أهم ما يعانينه فى حياتهن كان الافتقاد للإشباع العاطفى وعدم الاستماع لهن وفقدان الشعور بالحنان والاهتمام، والسخرية المستمرة من آرائهن من أبرز مشكلاتهن مع أزواجهن، أما الرجال فكانت شكواهم هى الندية التى تتعامل بها زوجاتهم والرغبة فى تملك الزوج والجهل باحتياجاته وعدم التقدير المعنوى الذى يشعر به خارج المنزل.

يوضح د. أحمد علام، استشارى التنمية البشرية والإرشاد الأسري، بعض النقاط التى تساعد فى فهم كل من المرأة والرجل لطبيعة بعضهما من أجل علاقة زوجية يسودها الاستقرار، حيث بدأ حديثه بقول الله تعالى :«ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها و جعل بينكم مودة ورحمة» فهذا هو التوجيه الإلهى أن الحياة الزوجية سكن يغمره المودة والرحمة والسكينة، ونقاط الاختلاف بين الزوجين إنما هى فى الأصل ليكمل كل منهما الآخر وأهمها مايلي:

1ـ الرجل عقلانى وثابت ويعتمد على المنطق فى كل ما يدور حوله والمرأة عاطفية وتحكم على الأمور بمشاعرها ويظهر عليها الانفعال بسرعة شديدة.

2ـ تمتلك النساء ذاكرة قوية جدا وتهتم بأدق التفاصيل، بينما نظرة الرجال للأمور إجمالية ويتعاملون بموضوعية فى تحليل المشكلات.

3ـ الرجال لديهم صعوبة فى فهم المشاعر غير المنطوقة، فهو يفعل فقط ما يطلب منه فى حين أن المرأة تميل للعاطفة وتبذل أقصى طاقاتها عند شعورها بالحنان والاهتمام.

ويضيف د. علام: يجب على الرجل والمرأة أن يستفيدا من اختلافاتهما من خلال التفاهم وتقبل لهذه الاختلافات وأن يكمل كل منهما الآخر حتّى لا يشعرا بوجود نقص، أمّا إذا أصرّ كلاهما على أن أسلوبه هو الصحيح فهذا سيؤدى إلى حدوث صدام دائم بينهما، فأكثر ما تريده النساء هو الحب، والمشاركة والتواصل.. ولهذا فإن تقديم زوجها المساعدة لها يشعرها بالحب، خاصة دون أن تطلبه، كما أن احترامه لها واعترافه بحقوقها وتفهمه مشاعرها والتعاطف معها وعدم التقليل من شأنها وطمأنتها باستمرار بحبه لها وبأنها أهم شيء فى حياته له عظيم الأثر فى إشباع احتياجات الزوجة النفسية وشعورها بالهدوء والسكينة.

ويوضح د.علام: إن قيم الرجل عادة هى القوة، الكفاءة، الإنجاز، وغالباً لن يطلب المساعدة بشكل مباشر، لكن المرأة الذكية تستطيع أن تعرف متى يكون الرجل محتاجاً للمساعدة، ومن ثم تقدمها له دون أن تعطيه إحساساً أنها الأفضل أو الأذكى وتشعره دائما بأنه يعمل على راحتها وأنه رجلها وفارسها وأن وجوده بجانبها يحدث فرقاً إيجابياً فى حياتها وحالتها النفسية، مما يعزز لديه الإحساس بالثقة والتقدير والإعجاب، إضافة إلى أن الزوج بعد عودته من عمله يكون بحاجة إلى إعادة شحن طاقته بالتشجيع والكلام الطيب.

ويختتم د.علام بقوله : يجب أن تعلم المرأة أن الرجل يميل دائما إلى الصمت والانعزال والشرود، محاولاً العثور على حل لمشكلاته، أو بتعبير الكاتب الأمريكى جون جراى «يدخل الكهف»، فإن وجده خرج وإن لم يجده يحاول الانشغال بأنشطة لا تتطلب تركيزاً، فيتصفح الإنترنت أو يتنقل بين قنوات التليفزيون، أو يمارس ألعاب الفيديو.. إلخ فإذا دخل زوجك إلى الكهف لا تلحى عليه ليتحدث، ولا تقدمى له النصيحة إلا إذا طلبها، امنحيه الحب والثقة والتقدير، ووفرى له جوا مريحا.

-على الجانب الآخر تميل المرأة إلى الكلام والتحدث عن مشكلاتها فى هذه الأوقات وتحتاج إلى الشعور بالتعاطف والتفهم، وآخر ما تحتاجه هو تقديم النصائح والحلول.

- الرجل يسيء فهم المرأة إذا وجهت له أى لوم، هنا أقول له: اضبط أعصابك، لا تدافع عن نفسك، استمع للمعنى وراء الكلام واستجب بناء عليه لا بناء على الكلام نفسه.

-الرجل يحتاج من فترة لأخرى أن يأخذ مسافة من زوجته فيخرج مع أصدقائه، هنا نقول للمرأة: هذا لا يعنى أنه لا يحبك، لا تختلقى المشكلات وتعاقبيه عند العودة فالمطاط عندما يشد إلى أقصاه سيعود مرة أخرى بسرعة وبقوة.

-النساء كالموج: فالمرأة عاطفية بطبيعتها، لذا فإن مشاعر الحزن تطفو من وقت لآخر على السطح، حتى دون وجود سبب واضح، وربما يصل بها الأمر إلى البكاء، قد يكون ذلك مربكاً للرجل لأنه لا يفهم ما يضايقها وقد يظن أنه السبب ويشعر بالفشل عندما يقدم لها النصيحة ولا يجد أنها تحسنت، فعليه فقط أن يكون بجانبها، يهتم بها ويستمع اليها ويشعرها بتعاطفه معها.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق