رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الساحرة المستديرة أم الساحرة الشريرة؟

غضب الجماهير أكبر بكثير من قصة المونديال.. إنها حسرة بل حسرات متتالية على ماآلت إليه جميع الأحوال.. أمنيات وأشواق مؤجلة للتفوق والنجاح والإنجاز لم ولن تتحقق فى حيواتنا للأسف.. إنه طموح المصريين الذى يسابق الزمن دوما للتغيير والإصلاح.

العالم الكبير أحمد زويل حكى لى يوما بدهشة بالغة حكاية شاب مصرى من أقاصى الصعيد جاء للقاهرة كى يحضر محاضرة حول الفيمتو سكند وقبل نهاية اللقاء طلب الكلمة بإلحاح, فنظر إليه زويل .شاب فى العشرين ملابسه متواضعة جدا مرهق ولكنه متحمس وطموح وفاهم أهمية الاكتشافات الجديدة..‬ توقع أن يطلب منه منحة دراسية فى الخارج ولكن المفاجأة أنه سأل سؤالا واحدا محددا. هل مصر لديها فرصة للحاق بقطار العلم والتكنولوجيا لتكون مثل العالم المتحضر. قال له طبعا ممكن مادامت أنت وجيلك أذكياء طموحين هكذا انفرجت أسارير الشاب واستأذن فى الانصراف ليلحق بقطار الصعيد للعودة فى نفس اليوم.. نظر الدكتور زويل ناحيتى وقال حاجة مدهشة جدا. وتناقشنا حول أنه جيل رائع يتجاوز أحلامه الشخصية رغم معاناته ويتفانى فى حماسة فائقة كى يرى بلده ناجحا وعظيما..الغضب إذن فى خسارة المونديال كان من أجل الفرص الضائعة للنجاح, خاصة أن كرة القدم لاتحتاج إلى ماتحتاجه الصناعة والتكنولوجيا من كفاح وأزمنة وأموال..لماذا لم ننجح فى منافسات كأس العالم؟ ببساطة لأننا لم نستخدم علم حساب المثلثات جيدا ومثلث النجاح, على سبيل المجاز هنا معروف فى كل المجالات. باختصار هو ثلاث كلمات فقط.. المعرفة والإخلاص والحماس. المعرفة هى أن تعرف جيدا حجم ماأنت مقبل عليه وتدرسه وتخطط له وتكتشف نقاط القوة والضعف عندك وعند الخصوم, ثم تدخل المعارك بخطط ذكية فيها أفكار خارج الصندوق. والإخلاص هو العمل والتدريب وتطوير المهارات والتفاني, والحماس هو الروح المعنوية والرغبة فى تحقيق الإنجاز.

فى الحقيقة ليست لدينا آليات للتعامل مع الرياضة كعلم وصناعة, ومجال الرياضة فى مصر ماهو إلا انعكاس لحالة التدهور والتردى وتراجع الكفاءة فى أغلب المجالات.‬ ماذا نفعل مثلا من أجل صناعة الأبطال الرياضيين؟.. قانون الصدفة والواسطة والمحسوبية مازال يعمل بكفاءة للأسف الشديد. ولولا المدرب المحترم (يورجن كلوب) الذى آمن بعبقرية صلاح ماكان له أن يتفوق ويتألق عالميا. (بلدنا مليانة محمديون صلاحيون كثيرون), ومواهب جبارة لكنهاالدعم الكبير والاتحادات والأندية والملايين ثم لاشيء. المشكلة هى فى الإدارة.‫.‬ والإصلاح يحتاج العقول الجديدة كى ننفتح على تجارب العالم ونجدد دماء الفرق واللعيبة..أيضا مستوى البدنية مشكلة مش مفهومة. إنما لوكانت لدينا إدارة وآليات مثلما يتم فى صناعة رجال الصاعقة مثلا. كنا سنكسب بالتأكيد. نفس الكلام ينطبق على الزراعة والصناعة والتعليم وعلى إصلاح الخطاب الدينى أيضا, الكفاءة والجودة والتفكير العلمى والإبداعى والمنهجى ذلك هو السبيل إلى حل مشكلاتنا الملعبكة فى دوائر الإحباطات. الرياضة ليس تسلية وترفيها فقط إنها صناعة واستثمارات, وصلاح مثلا يساوى ٨٢ مليون يورو فى بورصة الرياضة العالمية.. بينما أغلى ناد فى العالم وهو مانسشتر ثمنه ملياران ونصف مليون دولار. يعنى إذا لم يتم إسناد الأمور إلى خبراء اقتصاد واستثمارات وإدارة عالميين فلانتوقع أن تتحسن أحوالنا, وربما يلجأ البعض إلى السحر والشعوذة والأعمال السفلية ثم يتساءل فى دهشة كيف تتحول الساحرة المستديرة إلى ساحرة شريرة؟!


لمزيد من مقالات جمال الشاعر

رابط دائم: