يوم الخميس الماضى قدم المدعى العام الإسرائيلى لائحة اتهام وصفت بأنها خطيرة ضد سارة نيتانياهو زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلى وجاء فى تلك اللائحة التى وصفها البعض بالزلزال الذى يضرب منزل نيتانياهو أن سارة متهمة بالتحايل والفساد بعد أن طلبت وجبات طعام لمقر رئيس الوزراء بمبالغ كبيرة على حساب ميزانية الدولة وأن هناك أدلة أن سارة أنفقت 359 ألف شيكل (نحو 100 ألف دولار) على طلب وجبات من مطاعم خارجية رغم وجود طهاة فى مقر رئيس الوزراء، ووصفت أفعال سارة بأنها تحايل ممنهج لجأت إليه على مدار عامين ونصف العام وانها كانت تعلم أن ما تقوم به مخالفا للقانون ووصفت لائحة الاتهام المقدمة للمحكمة المركزية فى مدينة القدس ادعاءات دفاع سارة بانها مجافية للحقيقة . نيتانياهو من جانبه حاول أن يظهر انه متماسك وقال فى صفحته على الفيسبوك ساخرا إن ما حدث سيكون مصيره مثل باقى القضايا التى نسبت لزوجته.
وطوال الأسابيع الماضية بذل محامو سارة نيتانياهو جهودا مكثفة لإنقاذها من عقوبة السجن فى حالة تقديم لائحة اتهام ضدها فى قضية إهدار المال العام وإنفاق 359 ألف شيكل من ميزانية الدولة و من أموال دافع الضرائب الإسرائيلى على أطعمة ووجبات خاصة طلبتها ولضيوفها من مطاعم فاخرة رغم وجود طهاة فى مقر رئيس الوزراء.
وكانت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية قد كشفت أن المستشار القانونى للحكومة الإسرائيلية «أفيحاى مندلبليت» أعد تقريرًا بمخالفات سارة ذكر فيه انها اعتادت طلب وجبات مرتفعة السعر من المطاعم وأيضا الاستعانة بشيف خاص فى كل مرة يكون لديها ضيوف وتحميل النفقات أو إدراجها عن طريق الغش والاحتيال على حساب الدولة مما شكل أعباء على ميزانية إسرائيل وكبدها مئات الآلاف من الشيكلات. وقال مندلبليت فى تقريره إن سارة تسيطر وبقوة على كل ما يجرى داخل مقر إقامة رئيس الوزراء فهى تعين اناساً وتفصل آخرين بنفسها، وكما تقول صحيفة معاريف فإن سارة قالت لمحاميها إنها تفضل الذهاب للسجن على دفع أى مبالغ أو غرامات. كان محامو سارة قد اقترحوا على المستشار القانونى للحكومة ان تقوم سارة برد ثمن الوجبات والأطعمة التى طلبتها إلى خزينة الدولة على أن يتم إغلاق ملف القضية وعدم تقديم سارة للمحاكمة، وطبقا لما قاله جاى بيلاج فى أخبار المساء بالتليفزيون الإسرائيلى فإن سارة رفضت هذه التسوية، وقالت لفريق المحامين الخاص بها إنها تفضل السجن على دفع أى مبالغ لخزينة الدولة، وهو ما نفاه محامو سارة وقالوا إن ما ورد فى تقرير جاى بنشرة المساء غير صحيح. وكانت التقديرات انه فى حالة موافقة سارة على دفع 200 ألف شيكل من إجمالى مبلغ 359 ألف شيكل سيتم إغلاق ملف القضية لكن هذا لم يحدث، وكان هؤلاء المحامون قد اجتمعوا فى بداية شهر مايو الماضى مع المستشار القانونى للحكومة وناقشوا معه قضية الأموال المهدرة. وكانت سارة قد خضعت فى شهر يناير الماضى للتحقيق وسماع أقوالها فى تلك القضية.
وفى يونيو من عام 2015 أدلت بشهادتها أمام المحكمة الإسرائيلية فى الدعوى القضائية التى أقامها مدير مسكن نيتانياهو «مانى نفتالى» ضد مكتب رئيس الوزراء بعد إقالته.
ونفت سارة فى شهادتها أمام المحكمة جميع التهم التى نسبها نفتالى إليها من خلال وسائل الإعلام، وقالت إن ادعاءاته ما هى إلا اغتيال معنوى لها ولعائلتها. وأضافت أنه قد حان الوقت لتظهر الحقيقة واضحة جلية واتهمت نفتالى بالابتزاز ومحاولة الضغط عليها من خلال تهديد مكتب رئيس الوزراء وإرسال رسائل نصية يهدد فيها بنشر أكاذيب عنها ما لم يحصل على علاوة مالية ويتم تعيينه بشكل رسمى لأنه كان فى الأصل حارس أمن وانتقل بعد ذلك ليتولى منصب القائم بأعمال مدير مسكن نيتانياهو. وقالت سارة إنها كانت تشعر منذ البداية بأن هذا الشخص غير ملائم لشغل هذا المنصب، ولكنها على حد قولها خضعت لضغوط خارجية لم تفصح عنها.. أحد الاتهامات التى وجهها نفتالى إلى سارة انها كانت تسىء معاملته ومعاملة باقى العاملين فى مسكن نيتانياهو، وألمحت سارة إلى ان صحيفة «يديعوت أحرونوت» هى من تقف وراء نفتالى وتدعمه بنشر كلامه وإبرازه بهدف الإضرار بزوجها رئيس الوزراء وهى لم تذكر اسم الصحيفة ولكنها قالت إن لنفتالى علاقات مع صحيفة كبيرة أرادت إسقاط رئيس الوزراء فى أثناء فترة الانتخابات، محاكمة سارة ألقت الضوء على جوانب خفية من حياة عائلة رئيس وزراء إسرائيل وخاصة على زوجته سارة. فقبل الانتخابات الأخيرة وفى محاولة لتجميل صورة نيتانياهو وعائلته، التى يطلق عليها الإعلام هناك العائلة الملكية،قام مساعدو نيتانياهو بالاستعانة بمخرج، وصفه الكاتب بن كسبيت فى صحيفة معاريف بأنه منافق لتصوير فيلم عن المقرالرسمى الذى تقيم فيه العائلة لإظهار إلى أى مدى يعيش الزوجان فى ظروف بائسة بعيدة تماما عن الترف والبذخ الذى تروج له وسائل الإعلام، وقد صور المخرج المقر بما فيه من سجاد ممزق ورطوبة على الجدران، الأمر الذى دفع وسائل الاعلام للتهكم على الفيلم وقالوا إنه كان ينقصه ان يكتب عنوان «نيتانياهو» فى نهاية الفيلم ليرسل له المواطنون تبرعاتهم ! الكاتبة سيما كيدمون بصحيفة يديعوت أحرونوت، التى تطلق على نيتانياهو وسارة لقب القيصر والقيصرة، اتهمت عائلة رئيس الوزراء بسوء معاملة العاملين معهم ومعاملتهم كالخدم.
رابط دائم: