رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

عندما تتخلى «الأم» عن طفلها المدلل

ياسمين أسامة فرج
> المظاهرات المناهضة لمنظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الإنسان

على مر سنوات طويلة ظلت منظمة "هيومن رايتس ووتش"  - التى تزعم الدفاع عن حقوق الإنسان – ذراع الولايات المتحدة الخفية لتنفيذ أجندات السياسة الخارجية الأمريكية من خلال تقارير كاذبة واستدلال بشهود وهميين والتعامل مع الأحداث العالمية بكثير من الانتقائية والتحيز، مما جعلها من أكثر المنظمات غير الحكومية فى العالم التى تفتقر إلى الشفافية وفقا لتقرير “ترانسبيريفاي” السنوى حول شفافية المنظمات غير الحكومية.

واليوم، وفى تحول صادم، قررت الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب قطع هذه الذراع الخفية، حيث هددت واشنطن الأسبوع الماضى بوقف تعاونها مع “هيومن رايتس ووتش” ، متهمة إياها بالاصطفاف مع روسيا والصين فى مواجهة الولايات المتحدة‪.‬

وقالت نيكى هيلى السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة فى رسالة وجهتها إلى المنظمة “إن  “الولايات المتحدة ستبقى فى زعامة الكفاح من أجل حقوق الإنسان ، وسيبقى من دواعى سرورنا العمل مع المنظمات غير الحكومية التى تشاطرنا هذه الأهداف، لكن ليس مع المنظمات التى تقوض هذه الأهداف‪”‬.

وأضافت هيلى أن المأخذ الأمريكى الأبرز على هذه المنظمة وغيرها من المنظمات هو عدم وقوفها إلى جانب الولايات المتحدة فى سعيها لإزالة البند المخصص لإسرائيل على جداول أعمال جلسات مجلس حقوق الإنسان‪.‬

واشتعلت حرب كلامية بين واشنطن وهيومن رايتس ووتش التى ردت على تصريحات هيلى قائلة فى بيان : “لقد اشتهرت نيكى هيلى بتهديدها بتدوين أسماء الذين لا يدعمونها فى الأمم المتحدة على قائمتها السوداء، لم نكن لنتخيّل يوما أنها ستدرج على هذه القائمة مجموعات مستقلة تدافع عن حقوق الإنسان”‪.‬

والحقيقة أن هيومن رايتس ووتش صدقت فى قولها إنها لم تكن تتخيل يوما أن تدرج ضمن قائمة أمريكا السوداء، فسجل المنظمة المثير للجدل مليء بالاتهامات والفضائح حول تمويلها وعلاقاتها مع الإدارات الأمريكية بجانب الاتهامات بالتحيز وفبركة التقارير حول عدة دول على مدى سنوات.

بداية نتحدث عن تمويل هيومن رايتس الذى يأتى فى المقام الأول من منظمات أمريكية أبرزها منظمة الملياردير اليهودى جورج سوروس “المجتمع المفتوح” أو “أوبن سوسيتي”.

وكثيرا ما يرتبط اسم سوروس بثورات ما يسمى ”الربيع العربي” وغيرها من الثورات والاضطرابات فى العالم بسبب ما تقدمه منظمته من دعم ملحوظ لمجموعات مريبة تعمل تحت غطاء حقوق الانسان، ولكن هدفها الحقيقى هو تنفيذ مخططات هدم خارجية.

وتؤكد التقارير الدولية المتخصصة فى رصد أنشطة المنظمات غير الحكومية أن مصادر تمويل هيومن رايتس ووتش لا تتسم بالشفافية الكاملة وأن المنظمة لا تذكر معلومات حول حجم الأموال التى تحصل عليها من الجهات المانحة، مما يجعلها من بين أسوأ ست منظمات غير حكومية فى الولايات المتحدة من ناحية الكشف عن مصادر التمويل وفقا لتقرير “ترانسبيريفاى لعام ٢٠١٦.

ثانيا، علاقة المنظمة المثيرة للجدل بالولايات المتحدة، ففى مايو ٢٠١٤ أرسل كل من أدولفو بريز إيسكيبل وميريد كوريجان الحائزان على جائزة نوبل للسلام خطابا إلى مدير هيومن رايتس انتقدا فيه علاقة المنظمة القوية بالحكومة الأمريكية.

وأكد الخطاب – الذى وقع عليه أكثر من مائة باحث ومسئولين من الأمم المتحدة - سعى المنظمة لتنفيذ أجندة السياسية الخارجية الأمريكية من خلال العديد من المسئولين الأمريكيين الذين يشغلون بالفعل مناصب داخل المنظمة سواء كمستشارين أوأعضاء فى مجلس الإدارة أو ضمن فريق العاملين.

ولكننا الآن أمام مشهد مختلف، فقد أعلنت أمريكا تخليها عن هيومن رايتس وأخواتها ممن يرفعون رايات الدفاع عن حقوق الإنسان، وقد يرجع هذا التخلى إلى أن أمريكا تحت قيادة ترامب لم تعد فى حاجة إلى منظمات وهيئات تعمل كستار لتنفيذ سياساتها الخارجية، فقد اعتمد الرئيس الأمريكى الجديد سياسة اللعب على المكشوف والصدام مع الجميع حتى أقرب حلفائه وراح يتخذ قرارات أحادية صادمة فينسحب من الاتفاقيات الدولية ويدخل فى حروب تجارية ويتعهد بالتوقف عن تحمل الجزء الأكبر من تمويل الأمم المتحدة ومنظماتها ويقصف سوريا مرة واثنتين ويعصف بحقوق اللاجئين فى بلاده، كل ذلك دون أدنى اكتراث منه بصيحات الاستهجان العالمية بل ويهدد من ينتقدون “سنكتب أسماءكم “ فى القائمة السوداء كما حدث عندما أعلنت نيكى هيلى أنها ستكتب أسماء الدول التى صوتت فى مجلس الأمن ضد قرار واشنطن بالاعتراف بالقدس المحتلة كعاصمة لإسرائيل.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق