رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

طموحات الإمارات تلامس الفضاء

رسالة دبى شريف أحمد شفيق
> مبنى وكالة الإمارات للفضاء

طموحاتها وتطلعاتها لا يحدها مكان ولا زمان، آمالها وأحلامها تسيرعلى الأرض وتعانق السماء.. إنها الإمارات التى استوفت على رمالها مسيرة عمرانية ضخمة من التطور والتنمية وقطعت مشوارا طويلا حققت من خلاله نهضة شاملة فى مختلف القطاعات، والآن أصبحت قاب قوسين أو أدنى لملامسة الفضاء.

لقد كشف المهندس سالم المرى مدير برنامج الإمارات لرواد الفضاء عن إرسال أول رائد فضاء إماراتى فى أبريل 2019 لتأدية أول مهمة فى المحطة الدولية للفضاء مدتها 10 أيام. ولم تقف أحلام وطموحات الإمارات إلى هذا الحد، فهى خطوة فى مسيرتها تتجه من خلالها لتصنيع ما يطلق عليه «مسبار المريخ» أو «مسبار الأمل» وإقامة أول مستوطنة بشرية قابلة للحياة على سطح الكوكب الأحمر عام 2117. فمن المقرر أن يصل المسبار الى كوكب المريخ عام 2021، تزامناً مع الذكرى الخمسين لقيام دولة الإمارات، وسينطلق فى رحلة تستغرق 9 اشهر يقطع خلالها أكثر من 60 مليون كيلومتر وستكون الإمارات ضمن 9 دول فى العالم فقط لها برامج فضائية لاستكشاف الكوكب الأحمر. لقد امتلكت أبوظبى فى فترة قصيرة بنية تحتية تكنولوجية ومعلوماتية فى مجال الفضاء وأصبح لديها مجموعة من البرامج الطموحة التى تستثمر فى بناء الكوادر البشرية المؤهلة للعمل فى مجال استكشاف العالم الخارجي، كبرنامج «الإمارات لرواد الفضاء» و«مدينة المريخ العلمية» التى تعتبر نموذجا عمليا صالحا للتطبيق على كوكب المريخ.

فمنذ إعلان الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة فى يوليوعام 2014  عن إنشاء و«كالة الفضاء الإماراتية» وبدء العمل على مشروع إرسال أول مسبار عربى وإسلامى إلى كوكب المريخ، والجهود والمبادرات لا تتوقف من أجل المضى فى إنجاز هذا المشروع الحضارى العملاق وتشييد أكبر مجمع لتصنيع الأقمار الصناعية. لقد بدأت دولة الإمارات رحلتها الرائدة نحو الفضاء منذ 12 عاما بجهد كبير على مختلف المستويات لبناء منظومة علمية صلبة تدعم مختلف القطاعات لتحقيق أحلامها حيث تجاوزت استثماراتها بقطاع الفضاء 5.4 مليارات دولار. ومن المنتظر أن تكشف الدولة خلال الفترة المقبلة عن أسماء أربعة رواد سيمثلون أول مجموعة فى «برنامج الإمارات لرواد الفضاء»، وسيتم اختيار الأربعة من بين 95 مرشحا ، 75 شابا و20 فتاة، تتراوح أعمارهم بين 23 و48 عاما من جميع إمارات الدولة، والذين تمكنوا من التأهل تمهيدا لإرسالهم إلى الفضاء للقيام بمهام علمية متعددة، حيث سيعتمد الاختيار على الأنسب والأكثر كفاءة بغض النظر عن الجنس، على أن يرسل منها رائدان منهم للتدريب فى روسيا ضمن برنامج تدريبى مكثف. وتمثلت أحدث خطوات الإمارات المهمة فى هذا المشروع فى توقيع مركز «محمد بن راشد للفضاء» ووكالة الفضاء الروسية «روسكوسموس»، الأسبوع الماضي، اتفاقية تعاون لإرسال أول رائد فضاء إماراتى للمشاركة فى الأبحاث العلمية ضمن بعثة فضاء روسية إلى محطة الفضاء الدولية على متن مركبة «سويوز إم إس». ومن المتوقع أن تعزز هذه الاتفاقية من مكانة أبوظبى فى مجال الفضاء وعلومه واكتشافاته على مستوى العالم. كما إنها سوف تسهم فى بناء قاعدة من الكوادر الإماراتية التى تمتلك الخبرات فى مجال الفضاء، حيث أن وكالة الفضاء الروسية تعتبر من أهم وكالات الفضاء فى العالم التى حققت العديد من الإنجازات فى هذا المجال خلال العقود الماضية. وفى هذا الصدد أكد  الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى أن الاتفاقية تدعم أهداف «مئوية الإمارات 2071» والتى تركز فى جانب كبير منها على علوم المستقبل و تطويرها فى مجالات الابتكار والفضاء والهندسة والطب وغيرها، واصفا الاتفاقية بأنها خطوة جديدة تقطعها الإمارات فى طريقها نحو تحقيق الأهداف الكبيرة التى تنشدها فى مجال اكتشاف الفضاء وتبلغ أوجها فى عام 2117 بإقامة أول مستوطنة بشرية خارج الأرض سعيا لضمان البدائل التى تخدم مستقبل البشرية.

إن إرسال أول رائد فضاء إماراتى إلى الفضاء يعد خطوة تاريخية تؤذن ببداية مرحلة جديدة تؤكد أن دولة الإمارات قادرة على تنفيذ طموحاتها وأنها لا تعترف بالمستحيل. لقد أصبحت الإمارات نموذجا للدولة العصرية التى تمتلك مقومات النمو والتطور وتحدى الصعاب ولعل ما حققته خلال سنوات قليلة فى مجال استكشاف الفضاء، الذى كان مقصورا على الدول الكبري، يفتح المجال أمام العرب والدول الإسلامية للانخراط فى هذا المضمار وتعزيز مكانة الدول العربية وسط الدول الغربية فى امتلاك منظومة حديثة للعلوم والتكنولوجيا تسهم فى دفع مسيرة التطوير بفكر وسواعد أبنائها وما يمكن أن يقدموه من إنجازات عديدة  ضمن رؤية واضحة للمستقبل.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق