كشفت الدراما المقدمة خلال شهر رمضان والإعلانات المعروضة عن أزمة فنية ومهنية كبيرة اجتاحت القنوات الفضائية، ليس فقط فى الزحام المقلق والمتوتر والتداخل بين عرض حلقات المسلسلات والإعلانات، بل وبين الأدوار التمثيلية التى يؤديها الفنانون فى الدراما والإعلانات، والتى تعكس استهتارا كبيرا بالمشاهد ومدى درجة تركيزه واستمتاعه خلال المشاهدة، وكشفت أيضا عن مشكلات عدة أثرت بالفعل على مهنة الفن ومدى قدرتها على تنمية الثقافة والحفاظ على القيم.
لا يمكن أن يعرض هذا الكم الهائل من الدراما ليناقش قضايا استثنائية أو فردية لا تعبر عن حال المجتمع بشكل عام، ويتزايد فيه الدماء والقتل والتدخين والمخدرات والعبارات غير المفهومة، بالإضافة إلى التطويل دون سبب حتى أن المشاهد يمل ولا يشعر بأن ما يقدم من مشاهد وحوارات مرتبطة بما يعيشه، وأصبحت الدراما تعتمد بشكل كبير على الإثارة والصراخ والصوت العالى وتكشف عن أزمة وعجز واضح وحقيقى فى كتابة النص.
وهذا العجز يستمر فى عمل الإعلانات أيضا، ويكشف عن ضعف مهنى أصبح ظاهرة فى معظم القطاعات المرتبطة بالثقافة والإعلام، وحالة من الاستسهال والإثارة والخروج عن المفاهيم الأساسية التى لا تحتاج لاختلافات أو وجهات نظر، وأصبحت هناك أمراض انتشرت فى الجسد، ولم يعد الإعلان يعبر عن المضمون والسلعة أو المنتج الذى يعرض من أجله، وتداخل مع الدراما واختلط الحابل بالنابل، وتوقفت عقارب ساعة العلم والمعرفة والثقافة، ولا نعرف إن كان المعروض مسلسلا أم إعلانا.
[email protected]
لمزيد من مقالات محمد حبيب رابط دائم: