إشارات
ملفات شائكة.. أمام وزيرة البيئة

يبدو أن مهمة السيدة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة لن تكون سهلة، فأمامها العديد من الملفات المفتوحة والشائكة التى تنتظر إعادة دراستها بصبر وهدوء، وإعادة معالجتها للتخلص من متاعبها التى زادت فى السنوات الماضية، واتخاذ القرار المناسب لإعادة إصلاح ما يمكن إصلاحه. وعلى رأس هذه المهام إعادة الثقة إلى الشارع المصرى فى وزارة البيئة، كوزارة تعنى بهموم الناس وتقترب من مشكلاتهم، وأنها ليست ديكورا فى الحكومة، أو وسيلة لتمرير مصالح رجال الأعمال، وهذا يستلزم فتح المجال لقبول الحلول العلمية من الخبراء والمختصين والعمل على تخفيفها قدر الإمكان. كما يجب علاج الأمراض المستعصية التى أصابت جهاز شئون البيئة، الذى شهد أياما صعبة فى السنوات الماضية، حيث تم تجريفه من العلماء والخبراء وأصحاب الخبرة والقضاء على طموح ما تبقى فيهم من كوادر وظيفية. وفى ظنى أن ملف الاستثمار فى المحميات يجب أن يعاد فتحه بنظرة أكثر موضوعية، بهدف الحفاظ على هذه المحميات وهى أثمن ما لدينا، وتدبير التمويل اللازم لتنميتها، وحل مشكلات العاملين بها الذين يعملون فى أقسى الظروف دون اهتمام كاف، ولا يكون هذا التمويل من خلال جذب مستثمر يقوم بإنشاء مراجيح «مولد النبى» أو ملاه للأطفال تشجيعا للناس على زيارتها. وهناك أيضا ملف الفحم الذى أثار موجة عاتية من النقاش والجدل حوله، وأثره على الصناعة والبيئة، وعلى بصمة الكربون التى تجعل موقف مصر حرجا فيما يخص بالتزاماتها فى تغير المناخ. الملفات أمام الوزيرة عديدة وكلها مهمة، والوزيرة جاءت فى الوقت المناسب، ولأننى لمست عن قرب جدية شخصيتها وميلها للأسلوب العلمى فى النظر للأمور، فإننى مستبشر خيرا بما يمكن أن تحققه من نجاحات.