مرت أمس الخميس الذكرى الــ «17 «لرحيل سندريلا السينما المصرية وأيقونة الأداء المشع سعاد حسنى التى رحلت عن حياتنا فى مثل هذا اليوم « 26 يناير 1943 ـ 21 يونيو 2001 »، بعد أن أثرت حياتنا الفنية بروائعها الخالدة التى مازلنا نستمتع بمشاهدتها ونستعيدها، وكأنها قدمت اليوم، مشواراً طويلا جمع بين سعاد حسنى ومتعدد المواهب العبقرى صلاح جاهين منذ أن إلتقيا فى موسكو فى بداية السبعينيات وتوطدت صداقتهما التى بدأت كمعرفة وزمالة فى أثناء تصوير فيلمهما « من غير ميعاد» عام 1962، هذا المشوار الفنى والإنسانى امتزج فيه الأمل بالألم، الحلم بالانكسار، التوهج بالملل، كان جاهين مجموعة تناقضات، لكنه الشخصية العبقرية الجديرة بالحب والتقدير والاحترام.
............................................
عندما توطدت العلاقة بينهما فى بداية السبعينيات كان يعانى من الاكتئاب، وكانت تعانى من السعادة، كان يعانى من الانكسار والهزيمة، وكانت مليئة بالقوة والتوهج والأحلام، حيث تعيش حالة من الرومانسية والدفء والاستقرار بعد زواجها من المخرج على بدرخان، ومنحت الصداقة للاثنين عمراً من الحلم والطموح والتوهج والحزن والفرح، والرؤية من كاتب مبدع لفنانة استثنائية.
لم يكن فيلم «من غير ميعاد» هو العمل الفنى الوحيد الذى جمع بين الأثنين فقط، فبعده كتب بعض اسكتشات الأراجوز فى فيلمها « الزوجة الثانية» بطولتها أمام صلاح منصور، وشكرى سرحان، وإخراج صلاح أبوسيف، وبعد مرور حوالى ثلاث سنوات كان لقاؤهما الضخم من خلال فيلم « خلى بالك من زوزو» إخراج حسن الإمام، وفى «زوزو» كتب جاهين السيناريو والحوار والأغانى، ولمعت سعاد بقوة وتألقت وهى تمثل، وتغنى بصوتها الشقى الجميل المتلون « الفتاة المثالية، خلى بالك من زوز، يا واد يا تقيل، والاستعراض الأخير استنى استنى»، ولحن الأغنيات كمال الطويل، سيد مكاوى، إبراهيم رجب.
وكان من المقرر أن يكون فى هذا الفيلم أغنية بعنوان «البوسة» لحنها بالفعل بليغ حمدى، وتم تصويرها ضمن سياق الأحداث والمشاهد فى الفيلم، لكن بعد تصويرها اعترضت الرقابة على مضمونها، بحجة خدش الحياء العام، والخروج عن تقاليد المجتمع، وأصرت الرقابة على تزمتها وموقفها، رغم أن الأغنية كسرا لقاموس الحب المعتاد، فالشاعر ينتصر للحب والمفردات فى آن واحد، وبعد تفكير ونظر لطول عرض الفيلم أكتفى صناعه بمشهد الحلم، والذى يقبل فيه حسين فهمى، أو «المخرج سعيد»، سعاد حسنى، أو «زوزو»، وتم حذف الأغنية التى كانت تترجم فرحة البطلة بالقبلة، وتمثل اللقاء الأول بين الموسيقار العبقرى بليغ حمدى، وسعاد حسنى، وفى هذا الوقت صرح بليغ حمدى : «أن فى صوت سعاد حسنى حلاوة تضاهى صوت شقيقتها نجاة الصغيرة»، والسؤال الآن أين اختفت هذه الأغنية ولماذا لم يفرج عنها « آل الصباح» الذين انتجوا الفيلم حتى الآن، وعرضها كأى فيديو كليب :
تقول كلمات الأغنية التى ننفرد» بها:
أحلى كلام اللى الشفايف بيقولوه من غير كلام
فى البوسه الكلام يتوه ........ ولا ملام
بوسه منى للحياه ...... بوسه من قلبى وهناه
للسما والأرض وحبيبى الجميل
ولكل شئ صنعه الإله
بوسه بتقول يا سلام أحلى كلام
بوسه من قلب انفطر وانبدر طرح الشجر
كل أزهاره شفايف دايبه دوب
فى بوسه من نور القمر
بوسه بتقول يا سلام أحلى كلام
بوسه منا لحبنا من شفايف قلبنا
من شفايف روحنا بنبوس الأمل
يوم اللقا.... يوم المني
بوسه بتقول يا سلام أحلى كلام.
جدير بالذكر أن الشاعر صلاح جاهين عاد وتناول مفردة « البوسة» فى أغنية «بمبى بمبى» فى فيلم «أميرة حبى أنا»، حيث قال : « بوسة ونغمض ويلا نلقى كل الدنيا بمبى»، لكن هذه الجملة أيضا كان مصيرها الحذف من المسئولين فى الإذاعة المصرية.
رابط دائم: