«موناليزا»
من مصر

وتد راسخ يقف بثبات على أرضه وكأنما تضرب جذوره فى عمق الزمان لا المكان.. الزمان الذى رسم على جبهتها خطين فى عظمة فرعى نهر النيل رشيد و دمياط، رغم الزمن الذى استدعى الشيب ليخالط خصلات شعرها، إلا أن هامتها تظل مرفوعة.. تسعى جاهدة لأن تبتسم دون أن تكترث لانكسارات أحاطت بفيها ولم تنجح فى الوصول إلى عينيها.

هى «موناليزا المصرية» التى لا يستطيع دافنشى بكل ما أوتى من فن أن يترجم لغزا واحد من تلك الألغاز المطلة من عينيها، إذ أن عينيها بئران امتلأتا بحكايات التاريخ والحياة والموت والانكسار والانتصار.. ربما كانت أما لشهيد ربطت رأسها بمنديل خضبته بدمائه .. أو والدة لفنان يقرأ التاريخ ويصيغ من حقبات عمرها، حبات عقد يلتف حول رقبتها.. فى كل حبة ألف عام أو يزيد.. أوهى أم لعامل وضع الحجر الأول لبناء الهرم الأكبر أو أم العروسة التى سيخرج من رحمها مستقبل جديد فى بهاء تاريخها.