رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

‫النائب مصطفى الجندى لـ«الأهرام»:
خسرت منصب رئيس البرلمان الإفريقى بفعل فاعل‬

‫حوار ــ مـاهـر مـقلـد
مصطفى الجندي > تصوير ـ حسن شوقي

  • ليس لدى استثمارات فى القارة السمراء سوى ورشة سفن بأوغندا‬

‫على عكس كل التقارير الرسمية - التى حصلت الأهرام - على نسخ منها خسر النائب مصطفى الجندى مرشح مصر منصب رئيس البرلمان الإفريقى فى الانتخابات التى جرت فى جوهانسبرج عاصمة جنوب إفريقيا، وفاز بها للمرة الثانية على التوالى روجيه نكودو دانج مرشح الكاميرون . ‫كل المؤشرات كانت تصب فى مصلحته فهو عضو فى البرلمان منذ عام 2005 وتم انتخابه نائبا لرئيسه ويتحدث الفرنسية والإنجليزية بطلاقة بالإضافة إلى العربية الأم.‬ ‫مرت الانتخابات لكنها تركت أثرا فى أعماق مصطفى الجندى حيث اعتكف فى منزله وهو يتأمل المشهد بكل تفاصيله .‬ ‫«الأهرام»  كانت قد تواصلت  معه بعد ساعات من الانتخابات وهو فى جوهانسبرج عبر خاصية «الواتس أب» لمعرفة ما الذى حدث؟ وجاءت رسالته تكشف عن عدم رغبة فى الكلام و‫بعد عودته لم يكن متحمسا للكلام  والتزم الصمت وأغلق هاتفه وبعد  تبادل للرسائل تم ترتيب موعد الحوار واقترح أن يكون  فى فندق صغير  بحى المعادى الهادئ لا يبعد سوى بضعة أمتار عن قسم شرطة المعادى وخلاله كشف عن أنه حزين ليس بسبب عدم الفوز ولكن نتيجة الضغوط الخارجية التى تم ممارستها على الدول الأعضاء وقال كنت واثقا فى الفوز لدرجة اليقين وما حدث أثبت أن القرار يخضع للمستعمر الذى لايزال يمارس نفوذه.‬ ‫كما كشف عن تراجع بعض الدول فى اللحظات الأخيرة وعدم حضورها عملية التصويت وظل وفدها فى الفندق وان الرسالة الأولى بعدم الفوز كانت من رئيسة الجالية اليهودية فى جوهانسبرج .‬.. ‫ ‬‫وهذا نص الحوار‬


مصطفى الجندى خلال الحوار مع محرر الأهرام

كيف خضت انتخابات رئاسة البرلمان الإفريقى وتحت أى حسابات؟‬

‫كل المؤشرات والحسابات كانت ترجح فوزى فى الجولة الأولى وبفارق كبير جدا عن أى منافس وهذه الحسابات ليست نتيجة  توقعات ولكنها كنت مبنية على اتصالات ومقابلات ودعم من الدولة‬.

ما الذى كانت تستند إليه هذه الحسابات ؟‬

‫كانت مبنية على أن من سيصوت لمرشح مصر كل من يدعمنى يختار مرشح مصر  والمؤمن بمبدأ التناوب فى رئاسة البرلمان حتى تحصل كل الدول على نفس الفرص و من أجل هذا زرت عددا كبيرا من الدول الإفريقية  لحثها على انتخابى والدولة ممثلة فى وزارة الخارجية لها حساباتها  من الناحية الأخرى وأجرت اتصالات على أعلى مستوى مع كل الدول الأفريقية عن طريق البعثات الدبلوماسية  فى الخارج وتولى السفراء مقابلة رؤساء البرلمانات الأفريقية والأعضاء فى البرلمان الأفريقي  وتسليم رسالة من  الدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب  يدعم فيها ترشيحي  وهناك جهات مهمة عديدة تحركت بشكل قوى خلال مراحل الترشيح وحتى التصويت‬

لماذا خسرت مصر منصب رئاسة البرلمان الإفريقى ؟‬

‫ليلة الانتخابات حدثت مؤشرات أدت إلى فوز مرشح الكاميرون لدورة ثانية وخسارة مرشح مصر ومرشح زيمبابوى .‬

هل المؤشرات ظهرت ليلة التصويت فقط ؟‬

‫بالفعل المؤشرات السلبية ظهرت ليلة وصباح يوم التصويت أما قبل ذلك كانت كل الدلائل والبيانات ترجح فوز مرشح مصر بالمنصب من الجولة الأولى وفى حال إجراء جولة الإعادة سيكون الفوز بنسبة كبيرة جدا وهذه المؤشرات هى نتاج جهد وتواصل البعثات الدبلوماسية المصرية مع رؤساء وأعضاء البرلمانات الأفريقية.‬

ما الذى حدث  حتى تتغير كلية هذه التقديرات؟‬

‫فى صباح يوم الانتخابات اختفى كل أعضاء البرلمانات الإفريقية  الناطقين باللغة الفرنسية من  المكان الذى ستجرى فيه الانتخابات لمدة 3 ساعات كاملة من الساعة الثامنة صباحا وحتى الساعة الحادية عشرة وبعدها ظهروا ودخلوا مكان التصويت بشكل جماعى وبعد أن سألت تبين  أنه تم تجميعهم فى أحد الفنادق  حيث حدث تكتل للناطقين  بالفرنسية وتم تغيير الموقف التصويتى فى اللحظة الأخيرة لصالح مرشح الكاميرون.‬

 ‫هل هذا هو السبب الرئيسي؟‬

‫هناك أسباب آخرى من بينها حضور رئيسة الجالية اليهودية فى جنوب أفريقيا و التى قدمت نفسها لى وصافحتنى وقالت:باللغة الإنجليزية حظ سعيد‬

هل هى عضو فى البرلمان ؟‬

‫ليست عضوا  بل هى حضرت كمتابع  للحدث .‬

أين الدول الإفريقية الأخرى الداعمة لك ؟‬

‫ حصلت على تصويت 10 دول إفريقية ولها كل الشكر وهناك دول إفريقية كانت حتى ساعات الليل معى وتدعمنى وفى الصباح لم تحضر للتصويت .‬

مثل من ؟‬

‫الوفدان النيجيرى والإثيوبى كلاهما لم يحضر التصويت فى الانتخابات وتكرر الموقف بطريقة مختلفة من السنغال بدليل أن  رئيس البرلمان الفائز فى كلمته بعد نجاحه شكر رؤساء 3 جمهوريات من بينهم  رئيس السنغال كان هناك توجه فى اتجاه معين‬.

ما تفسيرك ؟‬

‫ربما شخصيتى المستقلة جعلت البعض يتردد‬

ما المقصود بالشخصية المستقلة ؟‬

‫ ‬‫  الذى حدث باختصار هو أن مصر ترشحت على منصب رئيس البرلمان الأفريقى وخاضت حملة انتخابية نظيفة لم تتطرق فيها من بعيد أو قريب لأسماء المرشحين المنافسين وكان لمرشح مصر رؤية وبرنامج لخدمة البرلمان الأفريقى والشعوب ،مصر كانت فرصتها كبيرة وأنا عضو فى هذا البرلمان منذ عام 2005 وتدرجت فى المناصب حتى فزت بمنصب نائب رئيس البرلمان بالانتخاب  وأتحدث الفرنسية والانجليزية و العربية بطلاقة بالإضافة إلى لغتى العربية الأم .‬

هل هناك رابط فى الإخفاق فى الفوز بتنظيم كأس العالم ورئاسة اليونسكو والبرلمان الإفريقى ؟‬

‫ الرابط بين انتخابات البرلمان الأفريقى يكون مع عدم الفوز باستضافة حدث كاس العالم لكرة القدم لأن الحدث أفريقى أما اليونسكو فلا وجه للمقارنة على اعتبار المنافسة مع مرشحين من العالم وليس القارة‬

بعد النتيجة من اتصل بك  من مصر؟‬

‫لم يتصل أحد‬

حتى رئيس البرلمان ؟‬

‫نعم‬

بماذا تفسر ذلك؟‬

‫بسبب الصدمة التى حدثت فالجميع كان يتوقع الفوز وأتفهم الموقف فى هذه اللحظات فليس هناك كلام يمكن أن يقال .‬

فكرة الترشيح من  كان يقف وراءها ؟‬

‫قبل عام ونصف تقريبا من الآن اقترح على الدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب فكرة الترشح وهو يدرك أن التوقيت كان مبكرا  وبالتفاهم تقرر إرجاء إعلان القرار حتى اللحظة المناسبة كى لا يؤثر على العلاقة  الودية مع رئيس البرلمان الأفريقى الذى يشغل المنصب وكان القرار النهائي  قبل 3 شهور من الآن بالاتفاق مع الجزائر.‬

هل تأخرت في  التحضير للمهمة ؟‬

‫لا أعتقد شهرين أو 3 شهور فترة كافية جدا وزيمبابوى تحركت قبل الموعد بشهر ونصف تقريبا.‬

 بماذا فكرت بعد حسم الانتخابات لصالح مرشح الكاميرون ؟‬

‫ أعترف بأننى فى اليوم التالى فكرت فى أن أتقدم باستقالتى من  عضوية البرلمان الأفريقى ومن مجلس النواب المصرى وأعتزل العمل العام وأجلس فى بيتى .‬

لماذا فكرت فى كل هذا  ؟‬

‫لأننى شعرت أنى لم أحقق طموح مصر‬

لكن مصر دولة تؤمن بقواعد الديمقراطية والانتخابات ؟‬

‫فى داخلى كانت هناك حالة من الفوران خصوصا أننى لا يمكن أن أخوض السباق باسم مصر وباسمى وأنا لست واثقا بنسبة مريحة من الفوز.‬

 لا توجد انتخابات  فى العالم مضمونة مائة فى المائة ؟‬

‫كنت أعتقد فى وجودها لكن بعد هذه التجربة أستطيع القول لا توجد‬

 كيف تغلبت على انفعالك وتراجعت عن خطوة اعتزال العمل العام؟‬

‫بعد تفكير ومساندة من زملائى أعضاء الوفد المصرى برئاسة الدكتور سيد فليفل رئيس لجنة الشئون الأفريقية والنائبة مى محمود والتى بذلت جهدا خارقا وكل أعضاء الوفد المصرى وكان لابد من مواصلة العمل والتحدى وفى اليوم التالى ترشحت لرئاسة تكتل دول الشمال فى البرلمان وفزت بالتزكية واجتمعت بعد خمس دقائق من الفوز برئيس البرلمان بصفتى رئيس تكتل الشمال وطلبت عقد لقاء مع رؤساء المناطق الخمس وبحضور رئيس البرلمان وكانت لى رسالة محددة هى أن يجرى تقسيم عادل للمناصب  فى اللجان بالاتحاد بين التكتلات وفى حال عدم الالتزام سينسحب تكتل  الشمال ويترك البرلمان.

هل تم الاستجابة لمطالبك ؟‬

‫كانت استجابة رئيس البرلمان وقرر عقد اجتماع فى اليوم التالى لرؤساء التكتلات الخمس, وبالفعل تم منح تكتل الشمال مناصب مهمة حيث حصلت تونس على رئاسة لجنة المرأة وليبيا نائب رئيس لجنة الشباب والمغرب مقرر حقوق الإنسان ومصر نائب رئيس لجنة الزراعة والرى ومقرر لجنة القواعد والقوانين، ورئيس تكتل الشمال.‬

كيف ساندك رؤساء التكتلات؟‬

‫لمست تقدير لمصر بعيدا عن تداعيات الانتخابات والضغوط الخارجية التى شهدتها وتم الاتفاق على عقد اجتماع رؤساء المناطق بحضور رئيس البرلمان فى القاهرة خلال شهر يوليو القادم لعمل لائحة جديدة للبرلمان الأفريقى ورؤية مختلفة على أن  ترفع هذه المقررات إلى الجلسة العامة للبرلمان  فى أكتوبر المقبل‬

متى بدا اهتمامك بأفريقيا ؟‬

‫ من سنوات طويلة مضت  ووالدى كان أستاذ تاريخ وعرفت معه القارة السمراء  وأنا انتمى الى التيار الناصرى وجمال عبد الناصر كان مولعا بأفريقيا‬.

 ماذا عن حجم استثماراتك فى أفريقيا ؟‬

‫ البعض يعتقد بأن لى استثمارات ضخمة فى أفريقيا والحقيقة هى لدى فى أوغندا بعض الاستثمارات الصغيرة، وللأسف استثماراتى فى أوغندا لا تعمل الآن وهى عبارة عن ورشة تصنيع مراكب والشيء البارز الذى قمنا به هو إعادة إصلاح مراكب الشرطة والجيش فى أوغندا هناك خلال زيارة ملكة انجلترا لأوغندا لتأمين الفندق من الخارج وإلى هذه اللحظة الحسابات مازالت مفتوحة .‬

 ‬‫لماذا يشاع عن وجود استثمارات كبيرة لك افريقيا ؟‬

‫كنت حصلت على ألف فدان للزراعة  فى السودان وتم سحبها منى وكنت أخطط لجعلها مزرعة نموذجية يعمل بها مواطنون من مصر والسودان .‬

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق