بينما كنت أمارس هوايتى المفضلة وهى متابعة برامج الراديو وسط هذا الكم الهائل من الفضائيات سمعت شيخاً فى أحد البرامج كان يقول «ماكان لله دام واتصل وما كان لشىء غير ذلك انقطع وانفصل» استوقفنى هذا الكلام الطيب وأعاد إلى ذاكرتى حكاية كنت قد قرأتها منذ عدة سنوات، تقول إن أحد الملوك أراد أن يخلد اسمه ويتباهى بين الناس فقرر بناء مسجد كبير وكتب عليه اسمه بالبنط العريض ومنع أى شخص أن يسهم فيه حتى يقال إنه الذى بناه بمفرده وبالفعل التزم الجميع بهذا القرار خوفاً من بطشه، وذات ليله رأى فى المنام أن اسمه قد اختفى من على المسجد ومكتوب بدلاً منه اسم سيدة عجوز.. استيقظ وذهب إلى المسجد فوجد اسمه لايزال موجوداً وفى اليوم التالى تكرر الحلم على الرغم من وجود الاسم كما هو، ولكنه بعد أن تكرر نفس الحلم لليوم الثالث.. تذكر اسم السيدة الذى قرأه فى المنام فطلبها وسألها بشكل مباشر: هل أسهمت بأى شىء فى بناء المسجد فأقسمت له أنها التزمت مثل كل الناس بقرار عدم المساهمة. فطلب منها أن تحاول أن تتذكر أى شىء فعلته فى أثناء بناء المسجد فقالت له ذات يوم كنت أمر بجوار سور المسجد فوجدت حماراً يحملون على ظهره مواد البناء وكان مربوطاً فى مكان بعيد عن المياه ولاحظت أنه يكاد يموت عطشاً فقربت إليه الماء فشرب.
وهنا قال لها الملك لقد فعلت هذا الأمر خالصاً لوجه الله فأراد الله أن يكرمك أما أنا فقد أنشأت المسجد من أجل الرياء.. وعلى الفور قرر إزالة اسمه واستبداله باسم المرأة تنفيذاً لإرادة الله.
سبحان الله.. ما أجمل التقرب إليه بعمل الخير خالصاً لوجهه الكريم دون رياء ولا طلباً لشهرة زائفة.. شهرة تظل وكأنها على «كف عفريت» إلى أن يأتى من يمحوها فى لمح البصر.
[email protected]
لمزيد من مقالات أشـرف مفيـد رابط دائم: