رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

سلام
حارس الفراشــات

البهاء حسين
عدسة ــ السيد عبد القادر

تسربت كلمات الله إلى حياة حمادة سلّام (40 عاماً) وملأت زواياها. كأنها قد بادلته الحراسة.. هى كانت مصفاة له.. دليلاً قاده إلى نفسه، وهو راح ينزّهها عن النسيان.. ترك الهواء الطلق يحملها إلى جوف الأطفال، حتى إذا ذكروا التراب كان تحتهم وإذا ذكروا السماء لمسوها بأعينهم. سلام، الأزهرى، يعرف أن الكون قرآن نعاينه، مثلما أن القرآن كون نرتله. 

فى طفولته.. حفظ سلام، مع عمه، حتى سورة الأعراف، وذات صدفة دلّه ناس على كُتًاب الشيخ عبد الهادى الصباغ بطنطا ، فاصطحبه العم إلى هناك ليحفظ الفتى على يد الشيخ، رحمه الله، 25 جزءاً، والأهم أنه كان يقوم، هو الذى لا تزيد قامته على متر، مقام شيخه فى التسميع لمن هم أكبر منه. حكى لى، وملء عينيه شجن، كيف كان يضع على الكرسى الجريد مخدة، ليزيد من طوله ثم يحصى أخطاء كل واحد ويبلغها للشيخ عند عودته. ومع الوقت تحولت العادة إلى هواية ثم إلى حلم.. أن يجلس إلى الأطفال حين يكبر ويشرف على ذاكرتهم . وحين كبر كان شيخه، بكل محبته لأصوات الأطفال وهى تردد : « قل هو الله أحد» مقلقلة، جاهزاً فى ذهنه و» كُتّابه» ما زال محتفظاً بحرارته، كالعاطفة، داخل سلام . فقط يحتاج إلى أن يخرجه ويزرعه فى الخضرة الناضجة لقريته « قصر بغداد» بكفر الزيات. أما بيت سلام نفسه فقد تناسل فيه الشغف، فابنتاه روناء وعلياء، وابنه صلاح، كلهم ختموا القرآن وصاروا يتمززون آياته.   

لعل سلام، ابن نجار المسلح، وهو يلقّن الأطفال، الذين يلتفّون حوله كفراشات الحقول، لعله يغار منهم الآن، لعله يحنّ إلى أن ترجع ذاكرته بيضاء.. طفلة، ليخطّ الله فيها، من جديد، كلماته.





 

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق
  • 1
    بشير عمر صالح محمد
    2018/06/07 05:02
    0-
    1+

    إقرأ الأهرام، إقرأ هيكل، إقرأ بصراحة.
    يستطعم الناس تفاحة نضرة حمراء اللون يغمرها الماء العسل من الداخل. يقولون حمدا وشكرا لله: الله. اليوم كعادتى كتبت بمحرك البحث « الأهرام اليومى»، وصدفة دخلت على ويب صور مبنى الأهرام من الداخل. عملاق صحفى كا The post وزيادة. موضوع جميل.
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق