رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

فى انتظار « كوريا شمالية» جديدة

محمد عبدالقادر

أعلن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون بشكل “مفاجئ” أبريل الماضي اعتزام بلاده تعليق برنامجها النووي والصاروخي، مما أثار ترحيبا إقليميا ودوليا.

وبرر كيم هذا التحول غير المتوقع فى سياسة بلاده برغبته فى إحداث نهضة اقتصادية حقيقية بعد ما ساهمت سلسة عقوبات دولية فى تدهور الأوضاع المعيشية.

وحذر كيم من أن العام الحالي قد يكون صعبا أيضا على بلاده، التي يتوجب عليها الاعتماد على ذاتها أكثر.

وجاء تحذير كيم متوافقا مع توقع معهد بحثي كوري جنوبي منتصف ديسمبر ٢٠١٧ أن تعاني كوريا الشمالية من صعوبات اقتصادية حادة بدءا من مارس ٢٠١٨ مع بدء تأثير العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.

وذكر”معهد إستراتيجية الأمن القومي” أنه من الواضح أن رأس المال في كوريا الشمالية آخذ في النفاد تحت وطأة العقوبات، مشيرا إلى أنه في حالة استمرارها لمدة ٣ أو ٥ سنوات، فإن اقتصاد بيونج يانج قد يتعرض لضربة قاسية.

وأصدر مجلس الأمن الدولي تسع جولات من العقوبات على كوريا الشمالية منذ عام ٢٠٠٦، ردا على تجاربها الصاروخية والنووية. لكن العقوبات الأخيرة في ديسمبر الماضي كانت الأقوى على الإطلاق.

وجاءت العقوبات بعد مباحثات بين أمريكا والصين التى تستحوذ على نحو ٩٠٪ من التجارة الكورية الشمالية، وشملت صادرات البترول والمعادن والمواد الزراعية وترحيل العمالة الكورية الشمالية في الخارج.

وتماشيا مع العقوبات، فرضت بكين حظرا كاملا على استيراد وتصدير العديد من المنتجات مع بيونج يانج تشمل الفحم والحديد والرصاص والمأكولات البحرية والنفط الخام والمشتقات البترولية.

واستباقا للعقوبات الدولية، أصدرت الولايات المتحدة في أغسطس الماضي ما سمي بـ”قانون مكافحة أعداء أمريكا”، والذي شدد العقوبات والقيود المفروضة على التعامل التجاري مع كوريا الشمالية. وتلا ذلك في سبتمبر من العام نفسه، إقرار أمر تنفيذي من الرئيس ترامب يمنح الولايات المتحدة الحق في سحب أو تجميد أي حساب أو أصول مالية لأي شركة تتعامل مع بيونج يانج.

وعلى صعيد مستوى المعيشة للكوريين بالشمال، أشار تقرير لمنظمة الأمم المتحدة عام ٢٠١١ إلى أن ربع السكان أو نحو ٦ ملايين شخص، لا يملكون ما يكفي لتناول الطعام.

كما أكد تقرير آخر للأمم المتحدة بأن نحو ٤١٪ من المواطنين يعانون من سوء التغذية، فيما يقدر دخل الفرد السنوي في كوريا الشمالية بألف و٨٠٠ دولار فقط.

وفى محاولة منه لإغراء زعيم كوريا الشمالية، استبق ترامب أجواء القمة المرتقبة مع كيم 12 يونيو في سنغافورة، بتصريحات إيجابية أكد فيها أنه يرى في اقتصاد كوريا الشمالية “إمكانات رائعة”. وقال ترامب في تغريدة على موقع “تويتر”: “أعتقد أن كوريا الشمالية تملك إمكانات رائعة وسوف تكون أمة ذات اقتصاد كبير في يوم من الأيام”.

ويبقى حلم الكوريين في الشمال بتنفيذ زعيمهم لوعوده بالنهضة، أو استمرار سنوات العزلة الدولية الطويلة المفروضة على بلادههم نتيجة تهديداتها لجيرانها، رهينة لما قد تسفر عنه القمة المرتقبة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق