رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

10 رمضان
ذكرى غناء نشيد النصر على رمال الأرض المحررة

كتب ــ وليد الشرقاى

هل حياة الشعوب إلا مجموعة من لحظات المجد والعِزّة؟ وهل هناك أمجد لدينا من لحظة انتصار العاشر من رمضان عام 1973؟ واليوم فى ذكرى نصر رمضان - أكتوبر لابد من استحضار أسباب و نتائج هذا الحدث الكبير الذى غير معالم منطقتنا وأحدث بتبعاته تغييرا لخريطة الشرق الأوسط، وأكد بسالة وقوة الجندى المصرى الشجاع، وقدرته على تغيير الواقع من مستحيل إلى متاح، مستخدما ما فى يده من معطيات وأدوات.

فى مثل هذا اليوم سالت على الرمال دماء زكية، وطهّر الأبطال قطعة غالية من أرض الوطن، وغنى الجنود - مسلمين ومسيحيين - نشيد النصر على رمال الأرض المحررة. وهنا قد تكون شهادات قادة الأعداء العسكريين والسياسيين أنفسهم واعترافاتهم خير دليل على ذلك:

جولدا مائير رئيسة الحكومة آنذاك قالت: إن المصريين عبروا القناة، وضربوا بشدة قواتنا فى سيناء، والسؤال المؤلم الآن هو ما إذا كنا سنطلع الإسرائيليين على حقيقة الموقف السيىء أم لا ؟ و قال موشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلى خلال حرب أكتوبر فى كتابه من حياتى «إننى أريد أن أصرح بمنتهى الوضوح بأننا لا نملك القوة الكافية لدفع المصريين إلى الخلف ولا نملك القوة الكافية لإعادتهم عبر قناة السويس مرة أخرى.. إن المصريين يملكون سلاحا متقدما ويعرفون كيف يستخدمونه ضد قواتنا، ولا أعرف مكانا فى العالم محميا بكل هذه الصواريخ كما هو عند مصر».

وقال أهارون ياريف مدير المخابرات الإسرائيلية الأسبق عن الحرب: لا شك أن العرب قد خرجوا من الحرب منتصرين .. بينما نحن من ناحية الصورة والإحساس خرجنا ممزقين وضعفاء, وحينما سئل السادات هل انتصرت فى الحرب ؟ أجاب: انظروا إلى ما يجرى فى إسرائيل بعد الحرب وانتم تعرفون الإجابة عن هذا السؤال.

حاييم هيرتزوج رئيس إسرائيل الأسبق اعترف بأن حرب أكتوبر انتهت بصدمة كبرى عمت الإسرائيليين.. ولم يعد موشى ديان كما كان من قبل .. وانطوى على نفسه من ذلك الحين .. لقد كان دائما على قناعة بأن العرب لن يهاجموا وليس فى وسعهم أن يهاجموا .. وحتى فى غمرة الاختراق المصرى لم يعترف ديان بخطأ تحليلاته.. لقد أصبح ديان شخصية من طراز «هملت» يمزقه الشك والتردد والعجز.

وذكر ناحوم جولدمان رئيس الوكالة اليهودية الأسبق أن من أهم نتائج حرب أكتوبر ١٩٧٣ أنها وضعت حدا لأسطورة إسرائيل التى لا تهزم .. وللتفوق العسكرى المطرد لإسرائيل فى مواجهة العرب .. كما كلفت هذه الحرب إسرائيل ثمنا باهظا – حوالى خمسة مليارات دولار - وأحدثت تغييرا جذريا فى الوضع الاقتصادى فى الدولة الإسرائيلية .. غير أن النتائج الأكثر خطورة كانت تلك التى حدثت على الصعيد النفسى .

وقال ابراهام كاتزير رئيس دوله إسرائيل الأسبق أيضا عن الحرب : لقد كنا نعيش فيما بين عام ١٩٦٧ و ١٩٧٣ فى نشوة لم تكن الظروف تبررها, بل كنا نعيش فى عالم من الخيال لا صلة له بالواقع .. وهذه الحالة النفسية هى المسئولة عن الأخطاء التى حدثت قبل حرب أكتوبر, وعلينا أن نتعلم بعد هذه الحرب الفظيعة أن نكون أكثر تواضعا .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق