رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

في منتدى قازان الاقتصادى
السعى لتوسيع آفاق التعاون بين روسيا والعالم الاسلامى

د. سامى عمارة

عادت مجموعة «رؤية استراتيجية روسيا والعالم الاسلامى» التى أسسها رئيس الحكومة الروسى الاسبق يفجينى بريماكوف ، والرئيس السابق لتتارستان منتيمير شايمييف فى مطلع القرن الحالى عقب انضمام روسيا الى منظمة العالم الاسلامى بصفة مراقب فى عام 2005 ، الى الانتظام فى عقد اجتماعاتها الدورية بعد توقف دام لما يقرب من السنوات الست. حرصت القيادة الجديدة لتتارستان برئاسة رستم مينيخانوف على تطوير ما أقره سلفه شايمييف من خطط ومبادرات، ومنها تطوير وتعميق علاقات بلاده وروسيا، مع مصر التى من المتوقع ان يقوم بزيارتها فى أكتوبر المقبل. وكانت تتارستان دعت فى مايو الحالى «القمة الاقتصادية روسيا والعالم الاسلامى» بعد أن بادرت فى العام الماضى باستئناف نشاط هذا المنتدى الذى يلقى اهتماما كبيرا من جانب روسيا، والقيادات السياسية والاقتصادية فى تتارستان وعدد كبير من شركاء روسيا من بلدان العالم الاسلامى.

وقد عقد هذا المنتدى الاقتصادى دورته فى هذا العام تحت شعار «الحلال- نمط حياة» الذى اتخذه مدخلا لمناقشة الكثير من قضايا التعاون الاقتصادى بين روسيا وبلدان العالم الاسلامي، وهو ما أورده فى بيانه الذى أشار فيه الي « ان الدول وفى ضوء حقائق الواقع المعاصر والبيئة الدولية السريعة التغير، تحتاج إلى شركاء موثوقين فى مجال الاقتصاد. وفى ظل سياسة روسية متعددة الأبعاد تزداد آفاق التعاون بين الاتحاد الروسى والعالم الإسلامي». وأضاف البيان: « أنه من المتوقع أن تسهم القمة فى «تعزيز الفرص الاقتصادية والقدرات الاستثمارية لدى الاتحاد الروسى وجمهورية تتارستان الروسية.

على ان نشاط المنتدى لم يقتصر على قضايا التعاون الاقتصادى بين روسيا والعالم الاسلامي، بل وتجاوزه الى توفير الفرص المناسبة للقاء من يسمونهم رواد الاعمال الشباب من دول منظمة التعاون الإسلامى، فضلا عن الدعوة إلى مؤتمر الدبلوماسيين الشباب فى دول منظمة التعاون الإسلامى، الى جانب اجتماعات هامشية أخرى تناولت مختلف القضايا ذات الاهمية المشتركة. وقد حظيت باهمية خاصة من جانب ممثلى الاوساط الاعلامية والدينية ذلك اللقاء الذى نظمته الادارة الدينية فى تتارستان برئاسة المفتى العام لجمهورية تتارستان كامل سامحولين تحت عنوان «الدين فى الاثير ــ وسائل الاعلام أحد مكونات الفضاء الاعلامى المعاصر» وهو اللقاء الذى ناقش ما وصفوه بـ«ختلف جوانب التقاطع بين وسائل الإعلام والدين»، وهى قضية خلافية ينبغى معها التريث، والتحلى بالكثير من الحذر من مغبة السقوط فى شرك الاغراق فى التفاصيل الدينية، وما قد يرتبط بها من احتمالات العودة الى «مصطلحات ومقدرات القرون الوسطي»، واحتمالات «الانسياق» وراء ألاعيب ودسائس التنظيمات الارهابية التى تتدثر برداء الدين.

وكان المشاركون فى ذلك اللقاء ناقشوا «خصوصيات اختيار محتوى هذا النوع من وسائل الإعلام»، قام منظم الندوة، بتقديم اقتراح حول «إنشاء منصة موحدة لمناقشة قضايا التفاعل بين الدين ووسائل الإعلام، وكذلك لوضع مقاربات لتغطية الموضوعات الدينية بشكل صحيح، حيث إن تشويه المصطلحات الإسلامية أحيانا يؤدى إلى تشويه فهم الإسلام نفسه» على حد تعبيره. وفى هذا الصدد، يجب التوقف عند ظاهرة الاغراق فى إضفاء الطابع الدينى على كل مناحى الحياة ، ومحاولة اعتبار «الحلال» أساسا ومعيارا لكل القيم والمقدرات الاقتصادية والاجتماعية فى المجتمع الروسي، وتعمد الاستشهاد بنصوص الماضى وخبرات «السلف الصالح» أساسا لكل ما يجرى فى عالمنا المعاصر دون اعتبار للمتغيرات الهائلة التى عصفت بالكثير من اركان الحياة على مدى قرون طويلة.

ولعل ذلك ما نعزوه الى سلبيات الحملات «المتطرفة» التى سبق واجتاحت الفضاء السوفيتى السابق خاصة مناطق شمال القوقاز وآسيا الوسطى عقب الاعلان عن سياسات البيريسترويكا.

وعلى هامش قمة قازان ــ 2018 عقد مجلس الاعمال المصرى الروسى ندوة، لم يحضرها وللاسف الشديد أى من رجال الاعمال الروس، واقتصرت على «المصريين وأصدقائهم من المسئولين» ، رغم أهمية المناسبة وثراء المعلومات التى طرحها المشاركون فى هذه الندوة،  وقد استهل أعمال الندوة ميخائيل بوجدانوف المبعوث الشخصى للرئيس بوتين فى الشرق الاوسط وافريقيا بكلمة استعرض فيها تاريخ العلاقات بين البلدين ، وما قطعته هذه العلاقات من اشواط طويلة ولا سيما فى الفترة الاخيرة استنادا الى ما تحقق من تفاهم متبادل وتنسيق عالى المستوى بين القيادتين الروسية والمصرية. واشار بوجدانوف الى الكثير من المشروعات المشتركة وفى مقدمتها مشروع الضبعة، وما سوف يتحقق من خلاله من مكاسب فى مجال توفير الطاقة وخلق الالاف من فرص العمل وتدريب الكوادر المهنية النووية ، الى جانب المنطقة الصناعية الروسية فى منطقة قناة السويس. واضاف المسئول الروسى، استئناف حركة الطيران بين البلدين وما سوف يترتب عليها من احياء لحركة السياحة ، فضلا عن الكثير من المكاسب الاقتصادية والاجتماعية. ومن جانبه اكد السفير ايهاب نصر سفير مصر فى روسيا مدى أهمية التعاون مع روسيا ، فى توقيت تشهد فيه مصر طفرة هائلة فى مختلف المجالات. واستعرض السفير المصرى ما تحقق ويتحقق من مشروعات قومية فى مختلف مجالات الطاقة والبناء والاسكان قال انها سوف تسهم الى حد كبير فى الانطلاقة المشتركة الى الاسواق العربية والافريقية، وكذلك مع بلدان الاتحاد الاوروبى وامريكا اللاتينية، و علاقة مصر مع تتارستان وما تشغله من موقع متميز على خريطة الاهتمامات المصرية. ولم تكن السياحة بعيدة عن بساط المناقشة وتبادل الرأى فى هذا اللقاء، حيث توقف عندها بالكثير من التفاصيل مصطفى خليل الخبير السياحى وعضو مجلس الاعمال المصرى الروسى مؤكدا ان الوقت الان آكثر من مناسب، لاستئناف التعاون بين البلدين اعتمادا على ما تحقق من انجازات هائلة فى مجال بناء وتطوير البنية التحتية فى مصر، وما وضعته مصر من خطط وبرامج لتنمية مختلف أنواع السياحة الشاطئية والتاريخية. وثمة ملاحظة أخيرة ينبغى التوقف عندها بالكثير من الاهتمام، وتتعلق بضرورة اضطلاع روسيا بدور أكثر نشاطا، من أجل استعادة زخم العلاقات الاقتصادية والتجارية والارتقاء بها إلى المستوى الذى يليق ويتناسب مع مواقع وقدر البلدين العريقين.     

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق