رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الدبلوماسية الصينية فى العصر الجديد
دبلوماسية القوى الكبرى ذات الخصائص الصينية

وو سى كه ــ مبعوث الصين الخاص السابق للشرق الأوسط

شهدت الدبلوماسية الصينية فى السنوات الست الماضية، منذ انعقاد المؤتمر الوطنى الثامن عشر للحزب الشيوعى الذى عقد فى نوفمبرعام 2012، تطورا كبيرا فى ظل وضع عالمى يتسم بالتطور والإصلاح والتعديل الكبير. طرحت الصين «بناء رابطة المصير المشترك للبشرية»، وحققت مبادرة الحزام والطريق إنجازات أولية، وتم دفع دبلوماسية القوى الكبرى ذات الخصائص الصينية على نحو شامل. ارتفعت قوة تأثير الصين فى العالم. لقد أثبتت الحقائق أن الصين توسع للدول النامية مسارات التحديث وتقدم حكمة الصين ومشروعها فى معالجة مشكلات البشرية.

وقد حدد المؤتمر الوطنى التاسع عشر للحزب الشيوعى الصيني، الذى عقد فى أكتوبر 2017، أن الاشتراكية ذات الخصائص الصينية دخلت إلى العصر الجديد، وطرح السياسة الأساسية للحوكمة، ووضع خطة تنمية الصين فى الثلاثين سنة القادمة. بحلول أواسط القرن الحالي، سيتم إنجاز بناء الصين لتصبح دولة اشتراكية حديثة قوية ومزدهرة وديمقراطية ومتحضرة ومتناغمة وجميلة، على مرحلتين. هذا يتطلب أن يحقق الاقتصاد الصينى نموا ثابتا يتسم بالمستوى العالى والعدالة والفوز المشترك. أوضح المؤتمر برنامج تنمية الصين بحلول أواسط القرن الحالي. من المتوقع أن يتم إنجاز بناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل فى عام 2020 وتحقيق التحديثات الاشتراكية الأساسية فى عام 2035، وإنجاز بناء الدولة القوية الحديثة الغنية الديمقراطية المتحضرة والمتناغمة والجميلة بحلول أواسط القرن الحالي. من عام 2018 إلى عام 2020، سيكون معدل نمو الناتج المحلى الاجمالى للصين أكثر من 6.3%. سيحافظ الاقتصاد الصينى على معدل نمو بين متوسط ومرتفع، وهذا يعد المتطلبات الداخلية للصين وسيقدم قوة ضخمة لنمو الاقتصاد العالمى كله.

يسعى الحزب الشيوعى الصينى لإسعاد الشعب الصيني، ويكافح من أجل قضية تقدم البشرية. فى تقرير المؤتمر الوطنى التاسع عشر للحزب الشيوعى الصيني، رفع الرئيس الصينى شى جين بينج راية «السلام والتنمية والتعاون والفوز المشترك» عاليا، وأوضح أهمية دبلوماسية القوى الكبرى ذات الخصائص الصينية فى دفع العلاقات الدولية الجديدة، وبناء رابطة المصير المشترك للبشرية. هذا يعكس أفكار الحزب الشيوعى الصينى فى بناء مصير البشرية وتحمله مسئولية تحقيق سلام وتنمية العالم. أشار التقرير إلى أن الاشتراكية ذات الخصائص الصينية دخلت عصرا جديدا بعد جهود دءوب، هو مرحلة تاريخية جديدة للتنمية الصينية. الأمة الصينية التى عانت الكثير من المحن الطويلة الأمد منذ العصر الحديث، استقبلت طفرة عظيمة من النهوض ثم الثراء وصولا إلى تعزيز القوة، واستقبلت آفاقا مشرقة لتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية. ذلك يشير إلى أن طريق ونظرية ونظام وثقافة الاشتراكية ذات الخصائص الصينية تتطور بلا انقطاع، إذ إنها وسعت سبل توجه الدول النامية تجاه التحديث، وأتاحت خيارا جديدا تماما لتلك الدول والأمم، التى لا تأمل فى تسريع تنميتها فحسب، وإنما أيضا ترغب فى الحفاظ على استقلاليتها، كما قدمت الحكمة والحلول الصينية فى سبيل تسوية مشكلات البشرية.

تعمل الصين لبناء علاقات دولية من نمط جديد، ورابطة المصير المشترك للبشرية. تلتزم الصين بشق طريق تنمية مختلف عما سارت عليه الدول الكبيرة التقليدية الأخرى. يعد دفع الإصلاح والانفتاح للتنمية وتعزيز المنفعة المتبادلة والفوز المشترك والسعى إلى التعاون، سياسة أساسية للصين. لا تستطيع الصين تحقيق التنمية والتقدم من دون بيئة دولية سلمية ونظام دولى مستقر. تتمسك الصين بطريق التنمية السلمي، سعيا إلى إجراء التعاون الودى الذى يتميز بالمنفعة المتبادلة والفوز المشترك على أساس المبادئ الخمسة للتعايش السلمي. تواصل الصين دفع تنمية عولمة الاقتصاد، إلى اتجاه أكثر انفتاحا وشمولا وأفضلية عامة وتوازنا وفوزا مشتركا. تدفع بناء مبادرة «الحزام والطريق» وتعزز تيسير وحرية الاستثمار والتجارة. تدعو الصين بثبات إلى احترام تنوع الحضارات العالمية وتعزز التبادل والاستفادة بين مختلف الحضارات، حتى تزدهر جميع الحضارات فى العالم فى نفس الوقت. علاوة عن ذلك، تشجع الصين بحزم على الاحترام المتبادل والتشاور المتكافئ ونبذ عقلية الحرب الباردة وسياسة القوة، من أجل التصدى المشترك للتحديات التى تواجه البشرية.

تواجه دبلوماسية القوى الكبرى ذات الخصائص الصينية، متطلبات جديدة فى نقطة الإنطلاق الجديدة. يعد إسعاد الشعب الصينى وتحقيق حلم الصين ونهوض الأمة الصينية الغاية الأصلية والمهمة الرئيسية لأعضاء الحزب الشيوعى الصيني. فى الوقت الحالي، يتحمل أعضاء الحزب الشيوعى الصينى مسئولية أكبر فى مجال الدبلوماسية. يكافح أعضاء الحزب الشيوعى الصينى من أجل تقدم البشرية وتحقيق الإنصاف والعدالة فى العالم. وفى مجال الدبلوماسية، فإن أفكار شى جين بينج حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية تعكس الثقة الذاتية للحزب الشيوعى الصينى وحزمة فى دفع سلام وتنمية العالم. ثمة ترابط طويل الأمد بين الصين والدول العربية، ويشكل الجانبان معا رابطة المصير المشترك. تعتقد الصين والدول العربية أن الجانب الآخر شريك فى فرص التنمية السانحة، فيسعى كل منهما إلى التعاون والفوز المشترك والتنمية المشتركة. هناك تكامل بين الصين والدول العربية. تسعى الصين إلى تبادل الخبرات السياسية مع الدول العربية وتؤيد الدول العربية فى البحث عن الطريق الذى يتفق مع ظروف كل دولة، ولا تتدخل فى السياسات الداخلية للدول الأخرى. تريد الصين تقديم الدعم للدول العربية لتطور صناعتها وتحول نمط تنميتها الاقتصادية. إن الصين صديق جيد وشريك مخلص للدول العربية. تلتزم الصين بالمفاهيم القويمة للأخلاق والمصالح، المتمثلة فى الاحترام المتبادل والتعاون والفوز المشترك فى دفع التعاون بين الصين والدول العربية. تعمل الصين على مساعدة الدول العربية لتعزيز قدرة التنمية الذاتية، من أجل تحقيق التنمية المستدامة المستقرة. الصين تتمسك بمبادئ التشاور على قدم المساواة لمعالجة مشكلات التعاون بينهما.

يسعى الشعب الصينى إلى دفع بناء رابطة المصير المشترك للبشرية، وخلق مستقبل أفضل مع شعوب العالم، بما فيها الشعوب العربية.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق