سبعة عقود مرت على أكبر مأساة حاقت بأى شعب فى العصر الحديث، فما تعرض له الشعب الفلسطينى وما تكبدته الدول العربية وشعوبها من تداعيات النكبة من خسائر فى حروب 1948 و1956 و1967 و1973، والاستنزاف المستمر لمقدراتها، كل هذا يجب أن يحول ذكرى النكبة إلى غضب عربى عارم، وليس فقط غضباً فلسطينيا، فالنكبة هى نكبتنا جميعا، وليست فقط نكبة الشعب الفلسطيني، فقد دفعت شعوبنا ولا تزال أثمانا باهظة لاغتصاب فلسطين شعبا وأرضا ومقدسات، دفعته من مقدراتها البشرية والمادية، وبتدهور برامج التنمية وتعطل نهضتها. وما يفاقم الإحساس بمرارة النكبة هذا العام القرار الأمريكى الجائر الذى نقل سفارة واشنطن إلى القدس المحتلة، الأمر الذى يعنى أن معايير القانون والعدل والشرعية الدولية قد وضعت بدم بارد على الرف، وحلت محلها شرعية الغاب.
وبالرغم من كل هذا الواقع المرير الذى يسعى لتكريس الاحتلال والعدوان برفع ستار مبنى السفارة الامريكية فى القدس المحتلة، فإن ستار الفصل الأخير من ملحمة كفاح وصمود الشعب الفلسطينى لم يسدل بعد كما يتخيل الواهمون، فعهد التميمى وأقرانها من فتية وشباب فلسطين الصامدين يؤكدون ذلك، وقد ضربوا أروع الأمثلة فى المقاومة والبطولة، وقد خرجوا يحملون أرواحهم على أكفهم، يواجهون بصدورهم العارية جنود الاحتلال المدججين بأحدث الأسلحة. هؤلاء الشباب والفتية الفلسطينيون هم زهور أرض فلسطين المباركة التى ستظل تتفتح وتزهر رغم أنف نيتانياهو وترامب وشركائهما وأعوانهما وحلفائهما، وستظل أرض الأنبياء المقدسة تدهش العالم بمعجزاتها، وسيظل الشعب الفلسطينى المؤمن بحقه، الصامد على أرضه سيفا مسلطا على رقاب المحتل الغاصب مهما طال الزمن.
لمزيد من مقالات ◀ أسماء الحسينى رابط دائم: