رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

فى لبنان.. الثنائى الشيعى يطيح بـ«الخرزة الزرقاء»

عبد اللطيف نصار

علي ما يبدو أن «الخرزة الزرقاء»التي اتخذها رئيس وزراء لبنان سعد الحريري «تميمة» للتيار الأزرق – المستقبل - لم تكن فألا حسنا كما أراد ومريدوه ،لأنه لم يستطع الحفاظ علي 33مقعدا برلمانيا في حوزته منذ انتخابات 2009 وحتي الانتخابات النيابية اللبنانية التي جرت منذ أيام ،حيث إن تحالف الثنائي الشيعي –حزب الله وحركة أمل – استطاع في كل لبنان أن ينتصر علي الخرزة الزرقاء بالضربة القاضية فجعلها فتاتا،وخسر الحريري ثلث مقاعده السابقة ،ولم يبق في حوزته إلا 21 مقعدا ،فاقدا بذلك الأغلبية النيابية السابقة،فيما حصد الثنائي الشيعي حزب الله وحركة أمل27 مقعدا، وبلغ إجمالي نواب قوائم حزب الله وحركة أمل والمتحالفين معهما نحو 67مقعدا برلمانيا بما يتعدي النصف من إجمالي 128 مقعدا هي عدد نواب البرلمان اللبناني  .

نتائج الانتخابات التي تجري للمرة الأولي في لبنان طبقا لقانون النسبية والصوت التفضيلي ،جاءت إنتصارا مدويا لما يعرف بحلفاء المقاومة والممانعة حزب الله وحركة أمل ومن خلفهما إيران ،التي عبرت عن سعادتها بفوز الشيعة في لبنان، حيث أشاد مستشار المرشد الأعلى في إيران، علي أكبر ولايتي، بنتائج الانتخابات في لبنان واصفا ما حققه حزب الله من تقدم بأنه انتصار، وسيترتب عليه تأثيرات إيجابية للغاية في الحكومة اللبنانية، وأن تصويت الشعب اللبناني للائحة المقاومة ناتج عن تأثير السياسات اللبنانية الراهنة في الحفاظ على استقلال ودعم سوريا أمام الإرهابيين.

فيما أعتبر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن نتيجة الإنتخابات وفوز تحالفه مع بري انتصار كبير، وقال بري في مقابلة مع وكالة «فرانس برس»  إن جميع الاحزاب اللبنانية بقيت على الساحة لأن في لبنان لا يمكن أبداً تجاهل أحد،فقد جاءت النتائج مشجعة للمعادلة في لبنان، نحن نسميها المعادلة الماسية او الذهبية: الجيش والشعب والمقاومة.

أما رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري فاعترف قائلا : حصلنا على 21 نائباً في البرلمان اللبناني ونعتبر أنفسنا ناجحين، مؤكدا أن هناك ثغرات داخل تيار المستقبل وأن المسئولين عنها سيحاسبون.

وصحيح أننا لم ننل ما راهنا عليه في الانتخابات ،وأمامنا تحديات كثيرة، لكن لدينا رصيدا شعبيا كبيرا، والانتخابات محطة انتهت ،سبقتها محطات مع جمهور احتضن تيار المستقبل،ولا أحد قادر على كسر تيار المستقبل في لبنان، وأنا أمدّ يدي للجميع لأنني أعرف أن لبنان لا يحكم دون جميع مكوّناته السياسية.

أما التيار البرتقالي- الوطني الحر – برئاسة وزير خارجية لبنان جبران باسيل زوج ابنة الرئيس اللبناني،فقد حصل علي 29مقعدا بزيادة ثمانية مقاعد عن ذي قبل ،وهو مايعد إنتصارا للتيار البرتقالي بزعامة رئيس الجمهورية، بالرغم من سوء التفاهم الذي وقع منذ شهور بين باسيل ورئيس مجلس النواب نبيه بري ،مما جعل التحالف معه مستحيلا خلال الإنتخابات الأخيرة،ومع ذلك يصب فوز التيار البرتقالي في مصلحة الثنائي الشيعي حيث إنهم جميعا حلفاء في فريق 8آذار.

أما القوات اللبنانية بزعامة سمير جعجع فقد حقق فوزا كبيرا أيضا بـ15نائبا مقارنة بـ 8  نواب سابقين،فيما حافظ زعيم الدروز وليد جنبلاط علي عدد نوابه بكتلة وازنة من 8نواب كعادته. ولعل المفارقة الكبري في الإنتخابات اللبنانية هي خسارة تيار المستقبل ممثل السنة.

وتعود خسارة تيار المستقبل إلي إقرار قانون النسبية الجديد للانتخابات اللبنانية،والخلافات الجوهرية والحادة داخل التيار الأزرق مما جعل الحريري لايوافق علي ترشيح أحد صقور المستقبل في بيروت وهو رئيس وزراء لبنان الأسبق فؤاد السنيورة ،مما دفع السنيورة إلي عدم الترشح في بيروت أو غيرها،بالإضافة إلي مناهضة بعض زعماء السنة للحريري شخصيا مثل وزير العدل السابق اللواء أشرف ريفي المحسوب علي الحريري سياسيا،وكذلك النائب عبدالحليم مراد،ورئيس وزراء لبنان الأسبق نجيب ميقاتي ،مما شتت أصوات السنة وجعل الحريري يخسر مقاعده في مناطق محسومة سلفا له مثل الشمال وعكار.

أما مفارقة الثنائي الشيعي فهي طبيعية جدا نظرا لاستمراريتها ودعمها بكل السبل من إيران وسوريا،كما أن القاعدة الجماهيرية لحزب الله وحركة أمل من الشيعة اكثر تنظيما وتوافقا وإخلاصا لقادتها،علي العكس من الطائفة السنية الموزعة بين أكثر من زعيم وسياسي ،وإن كانت الغلبة فيها لبيت الحريري ،إخلاصا لذكري الشهيد رفيق الحريري. وبالرغم من زيادة عدد نواب التيار البرتقالي - عون- إلا أنه خسر بعض المناطق لصالح تفوق الثنائي الشيعي،أو القوات اللبنانية. وبالرغم من المكسب الكبير الذي حققه جعجع - القوات اللبنانية- يظل حليفا قويا للحريري ومناهضا كعادته لحزب الله وسلاحه،وضد الوجود الإيراني سواء في سوريا أو لبنان، وهو مايعني أنه قد يدخل في ائتلاف مع الحريري لاحقا.

وبالرغم من الأغلبية التي اقتنصها الثنائي الشيعي في برلمان 2018بما يقترب من نصف عدد النواب ،إلا أن هذا الثنائي لن يستطيع لاحقا اتخاذ قرارات مصيرية منفردا عن بقية الأطياف اللبنانية ،نظرا لما يعرف بالميثاقية في مجلس النواب اللبناني وهي تعني عدم إقرار شىء دون توافق،أو استبعاد أحد مكونات المجتمع اللبناني وتياراته السياسية.

وبالرغم من عدم حصول المستقبل علي الأغلبية النيابية  تظل أسهم رئيس الحكومة الحالي سعد الحريري هي الأقوي لرئاسة الحكومة المقبلة،نظرا لأن الحريري كان أحد الأضلاع الأساسية في صفقة العهد الجديد،التي جاءت بعون رئيسا مقابل الحريري لرئاسة الوزارة،ولأن عون لايزال الرئيس ،بما يعني أن العهد لايزال مستمرا ويحتاج إلي استكمال الأسس التي بني عليها ،فإن الحريري مدعوما من بري سيكون رئيس الحكومة المقبل،ولن يعترض السيد حسن نصر الله عليه نظرا للتحالف الوثيق بين حزب الله وحركة أمل،وكذلك سيحظي بدعم الرئيس عون والتيار البرتقالي،كما سيحظي بدعم الحليف في 14آذار سمير جعجع،مع توافق مسبق وتحالف انتخابي أيضا من وليد جنبلاط.

أما رئيس مجلس النواب القادم - شيعي - فهو أيضا رئيس مجلس النواب الحالي زعيم حركة أمل الشيعية نبيه بري الذي يرأس المجلس النيابي منذ 1992 وحتي الآن،وسيحظي بإجماع النواب نظرا لخبرته الواسعة ووطنيته وعروبته أيضا حيث لايختلف عليه أحد.

وسوف تشهد الحكومة المقبلة بعض التغيرات حسب الكتل النيابية للتيارات السياسية ،فقد يفقد المستقبل وزارات وازنة ومهمة كالداخلية ،نظرا لقلة عدد نوابه،وقد يطالب حزب الله وامل بوزارات جديدة نظرا لكبر حجم كتلتهما النيابية ،وكذلك سيفعل التيار البرتقالي والقوات اللبنانية.

أما الوحيد المحافظ علي كتلته وربما لاحقا علي وزرائه فهوثعلب السياسة اللبنانية وليد جنبلاط.

وهاجم وزير التربية والتعليم الإسرائيلي، نفتالي بينيت نتائج الإنتخابات اللبنانية وتقدم حزب الله قائلا  «أصبح حزب الله لاعبا مهما داخل الحكومة اللبنانية ولذلك، فإن أي هجوم ضد إسرائيل سيعني تدمير لبنان»،فحزب الله لا يشكل تهديدا وجوديا لإسرائيل، لكنه يشكل تهديدا استراتيجيا لها، متوعدا بـ«الرد بقوة كبيرة في حال تمت مهاجمة إسرائيل».

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق