رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

فارس من مصر

بريد;

رحل عن عالمنا رجل من عالم آخر، عالم الفروسية والسياسة الوطنية المخلصة والمبادئ الحرة النبيلة الأبية، عالم التضحية من أجل الآخرين، هو خالد محيى الدين الذى عاش مناضلا مكافحا مناصرا للفقراء والبسطاء والمحتاجين، وكأنه بمشاعره واهتماماته وجهوده من أجلهم واحد منهم، برغم أنه ابن الأسرة الموسرة العريقة، ومازلت أتذكر عندما كنا أنا وعدد من الأصدقاء، فتية صغارا فى بدايات ثورة يوليو 1952، ووقع الخلاف الحاد بين البكباشى جمال عبدالناصر، ومعه معظم أعضاء مجلس قيادة الثورة من جهة، وبين اللواء محمد نجيب رئيس الجمهورية ورئيس المجلس والصاغ خالد محيى الدين أصغر أعضاء المجلس سنا وأحدثهم فى الأقدمية من جهة أخري، وكانت عواطف الكثيرين من أبناء مصر، مع الرئيس نجيب، كما كان إعجابنا البالغ بالصاغ خالد محيى الدين لتمسكه بمبادئه، وانحيازه للديمقراطية والحريات وعودة الحياة المدنية، وكذلك لموقفه الأخلاقى بالنسبة للرئيس.

رحم الله خالد محيى الدين، البطل المصرى الوطني، وكم كانت مسيرة حياته الطويلة ملحمة وطنية رائعة، تنادى وتطالب بالحقوق، وتناضل وتكافح من أجل المبادئ والقيم والمثل العليا (وما أحوجنا إليها الآن!) وكم وهو شاب يافع تحمل من أجلها الكثير دون أن يتخلى عنها يوما، بل ظل وهو شيخ كبير مصرا على التمسك بها، وفى المقام الأول منها بطبيعة الحال الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية، ولتبقى ذكرى سيرته العطرة الطاهرة، وأقواله الصادقة فى كتابه الصريح «الآن أتكلم»، قصة فريدة خالدة، فيها أنبل القيم وأعمق العظات وأعظم الدروس.

جلال إبراهيم عبدالهادى مصر الجديدة

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق