الخبراء: مطلوب حزمة حوافز وإعفاءات لجذب شركات صناعة الطائرات
استمرارا لمتابعة «مبادرة الأهرام» بإقامة مدينة جديدة لصناعات الطائرات المدنية فى مصر، والتى طرحناها من خلال صفحة «عالم المطارات» على مدى الاسبوعين الماضيين تلقينا العديد من ردود الأفعال من الخبراء والمتخصصين حول كيفية البدء فى هذا المشروع الوطنى، خاصة بعد أن نشرت «الأهرام» حوارا الإثنين الماضى حول هذه المبادرة مع خبير الطيران العالمى الدكتور هانى مصطفى مدير أبحاث الطيران فى كندا.
حيث أكد الخبراء أن إنشاء «مدينة الطيران» يتطلب قرارا سياديا وستسهم فى تحويل مصر لمركز عالمى لتصنيع مكونات الطائرات.. كما ابدى رئيس إحدى الشركات الكبرى المشاركة فى «تنمية شرق بورسعيد» اهتماما كبيرا بهذه المبادرة والتواصل مع الأهرام والبروفيسور هانى مصطفى لمناقشة كيفية البدء فى هذه المدينة ومدى إمكانية أن تصبح أحد المشروعات العملاقة بالمنطقة الاقتصادية فى قناة السويس لكى نلحق بدول فى منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا مثل الامارات والمغرب وجنوب افريقيا سبقتنا بإقامة مدن ومجمعات لصناعات الطائرات المدنية... فماذا قال الخبراء والمتخصصون؟.
بداية يؤكد الخبراء أنها مبادرة جيدة والمشكلة فى بعض القرارات والقوانين.
وقال الكابتن ايمن المقدم عن المبادرة إنها تجئ فى الوقت المناسب، وهذا ما تعودنا عليه من جريدة الأهرام وتحتاج إلى خطة استراتيجية متكاملة تعمل فيها كل قطاعات الدولة معا بالتوازى، ومصر لديها الكوادر سواء فنيين أو مهندسين ولديها أيضا الخبرة السابقة فى ذات المجال وما نحتاجه هو حوافز للاستثمار لشركات صناعة الطائرات العالمية، وفى مقدمتها إيرباص وبوينج ،واتخاذ القرارات وأعتقد أن الوقت مناسب لطرح هذا المشروع فى ظل الاستقرار السياسى والأمنى الذى تنعم به مصر حاليا.
أما الدكتور عمرو هاشم ربيع الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية فيقول إنها مبادرة ممتازة، ولكن تحتاج إلى تمويل وخبرات كما أن الخبرات تحتاج لمؤسسات تعليم يجب تطويرها بشكل سريع، والأهم من كل ما سبق توافر الإرادة السياسية والأفضل عقد ورشة عمل بالأهرام من مختلف التخصصات للخروج بخطة عمل شاملة يمكن تنفيذها.
ويقول المهندس ممدوح حجاب إن الإمكانات التى تتمتع بها مصر هائلة ولدينا قاعدة صناعية متميزة فى هذا المجال لتنفيذ مدينة الطيران بعد أن سبقنا العديد من دول المنطقة فى إقامة مدن لصناعات مكونات أحدث الطائرات التجارية فى العالم من طرازات بوينج وايرباص خلال أقل من 10سنوات! بينما مصر منذ 5عقود مضت كانت أسبق من الجميع فى المنطقة، حيث انتجت ــ لمن لا يعرف ــ عام 1963 بنجاح تام محرك طائرات.. فماذا حدث الآن؟... وهل ينتبه المسئولون عن صناعة الطيران فى مصر قبل فوات الآوان!.
ويشير خبير شئون الطيران محمد عباس إلى أن إنشاء مدينة لصناعات الطيران سيصب فى مصلحة الاقتصاد المصرى، ويحتاج إلى قرار سيادى وسياسات وإجراءات جريئة، كما أنها تحتاج إلى منظومة متكاملة تعمل بروح الفريق، وهذا ما ينقصنا فى أسلوب الإدارة، فالكل يرغب فى العمل منفردا للحصول على الشو الإعلامى مطالبا بقوانين تخدم إنشاء هذه المدينة التى يجب أن تكون أكثر جذبا للمستثمرين من الدول المجاورة من، حيث الجمارك والضرائب والاستثمار بما يسمح بحرية حركة التصنيع ونقل البضائع مثل دبى والمغرب والسعودية وجنوب إفريقيا!.
ويرى حسين شريف خبير اقتصاديات الطيران أنها مبادرة رائعة، خاصة أن لدينا مطارات كثيرة يمكن إقامة المدينة بجوارها وتمول من شركات صناعة الطائرات مثل إيرباص وبوينج، وكذلك شركات صناعة المحركات... كما أنه مشروع عملاق يسهم فى تحويل مصر لمركز عالمى لتجارة مكونات تصنيع الطائرات ومحركاتها، ويحقق مكاسب خيالية.. الموضوع يحتاج مرونة وسرعة.. فأين نحن؟!
.. وعالم المطارات إذ تطرح ردود الأفعال والخطط التى يمكن أن تسهم فى خروج «مدينة صناعات الطيران» إلى النور فإننا نؤكد أننا سنواصل تبنى هذه المبادرة حتى نراها حقيقة على أرض مصرنا الغالية التى تستحق أن تحتل مكانة متميزة فى عالم النقل الجوى.
رابط دائم: