أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أنه بحث مع الرئيس الأوغندى يورى موسيفينى أمس ملف مياه النيل، وأهمية تعزيز التعاون بين دول الحوض بغرض تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه خلال قمة حوض النيل التى عقدت فى عنتيبى عام 2017 بشأن الاستخدام المستدام للموارد المائية فى حوض نهر النيل، بما من شأنه أن يُحقق المصالح المشتركة لكافة شعوب الحوض سواء فى دول المنابع أو المصب وتجنب الإضرار بأى طرف. وقال الرئيس فى كلمته بالمؤتمر الصحفى المشترك الذى عقد بقصر الاتحادية عقب المباحثات إنه أوضح لنظيره الأوغندى الموقف المصرى الخاص بملف سد النهضة ومدى حرصه على التوصل إلى حل للمسائل العالقة وفقا لاتفاق إعلان المبادئ الموقع فى 2015، وذلك فى ضوء اهتمامه البالغ بنهر النيل.
وفيما يلى نص كلمة الرئيس:
«أخى فخامة الرئيس يورى موسيفينى، رئيس جمهورية أوغندا»
السيدات والسادة
اسمحوا لى فى البداية أن أرحب بأخى العزيز فخامة الرئيس يورى موسيفينى فى بلده الثانى مصر، فى هذه الزيارة المهمة التى تعكس عمق العلاقات بين الدولتين والشعبين الشقيقين، والتى نعمل على توطيدها وتدعيمها لتحقيق الأهداف المشتركة فى التنمية والازدهار فى البلدين. وأود بهذه المناسبة أن أعرب عن تقديرى الكبير للجهود المتواصلة لأخى الرئيس موسيفينى فى تعزيز الأمن والاستقرار فى القارة الإفريقية، ودوره كقيادة أفريقية تاريخية حكيمة لديها خبرة متراكمة، ومشهود لها فى تعزيز العمل الإفريقى المشترك وتحقيق ما تصبو إليه شعوب القارة من طموحات، وهو الدور الذى يحظى بتقدير كبير على المستويين الإقليمى والدولى.
السيدات والسادة
لقد شهدت العلاقات المصرية الأوغندية زخما ملحوظا خلال الأعوام الماضية، وقد اتفقت مع أخى الرئيس موسيفينى، منذ لقائنا الأول فى قمة مالابو الإفريقية فى يونيو 2014 وخلال زيارتى لأوغندا فى ديسمبر 2016 وعبر لقاءاتنا المتتالية على هامش الفعاليات الإفريقية المختلفة، على ضرورة العمل لتدعيم وتطوير العلاقات بين البلدين بما يحقق التكامل الاقتصادى ويرسخ المصالح المشتركة بيننا، والتوصل لأفضل السُبل للاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية والبشرية المُتاحة لدينا. وأود أن أنوه بتزامن هذه الزيارة الكريمة لفخامة الرئيس موسيفينى مع انعقاد الدورة الثانية للجنة الوزارية المشتركة بين مصر وأوغندا بالقاهرة على مدار الأيام الماضية. وأرحب فى هذا الإطار بما شهدته اجتماعات اللجنة الوزارية المشتركة من رغبة صادقة لدى الطرفين فى تعزيز التعاون الثنائى، وتوصلها إلى اتفاقات فى عدة مجالات، بما فى ذلك مجالات الزراعة والكهرباء، وبما يحقق المنفعة المشتركة وتبادل الخبرات وتنمية الكوادر البشرية فى الدولتين.
الأخوة والأخوات
لقد تباحثنا اليوم حول فرص زيادة التعاون الاقتصادى بين البلدين، خاصة فى ضوء الاهتمام الكبير الذى يبديه القطاع الخاص المصرى لزيادة استثماراته فى السوق الأوغندية فى مجالات صناعية وزراعية متنوعة. وقد اتفقنا على أهمية تقديم كل التسهيلات الممكنة من حكومتى البلدين لدعم تلك الاستثمارات، وكذا العمل على زيادة حجم التبادل التجارى بين مصر وأوغندا بما من شأنه أن يمثل نموذجا ناجحا للتكامل المطلوب بين الدول الافريقية.
السيدات والسادة
لقد تباحثت مع شقيقى الرئيس موسيفينى أيضا حول موضوع مياه النيل، وأهمية تعزيز التعاون بين دول الحوض بغرض تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه خلال قمة حوض النيل التى عقدت فى عنتيبى عام 2017 بشأن الاستخدام المستدام للموارد المائية فى حوض نهر النيل، بما من شأنه أن يُحقق المصالح المشتركة لكافة شعوبنا فى دول المنابع ودول المصب وتجنب الإضرار بأى طرف. كما أوضحت لأخى العزيز الموقف المصرى الخاص بملف سد النهضة ومدى حرصنا على التوصل إلى حل للمسائل العالقة وفقا لاتفاق إعلان المبادئ الموقع فى 2015، وذلك فى ضوء اهتمامنا البالغ بنهر النيل وأهميته القصوى فى الوفاء باحتياجاتنا المائية. كما تبادلت مع أخى الرئيس موسيفينى وجهات النظر فى مختلف القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك وفى مقدمتها قضايا قارتنا الإفريقية، حيث اتفقنا على أهمية التنسيق المصرى الأوغندى للعمل على حل الأزمات المختلفة التى تواجهها القارة، وأود فى هذا الصدد التنويه بالتحرك المصرى الأوغندى المشترك لتعزيز الاستقرار بجنوب السودان كأحد الأمثلة الناجحة للعمل الإفريقى المشترك.
وقد شهدت مباحثاتنا أيضاً مناقشة سبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين فى مجال مكافحة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة، وأهمية تعزيز تكاتف المجتمع الدولى لقطع مصادر تمويل الإرهاب الذى يمثل مصدر تهديد حقيقيا لمختلف دول العالم، بما يتطلب أخذ مواقف حاسمة ضد كل الدول والكيانات التى ترعى مثل تلك الأنشطة أو توفر لها الملاذ الآمن للقيام بأعمال تخريبية.
السيدات والسادة
أود أن أعرب مجددا عن سعادتى البالغة باستقبال أخى الرئيس موسيفينى اليوم بالقاهرة، فى هذه الزيارة التاريخية التى نتطلع لتكرارها كثيرا، كما أتمنى له وللشعب الأوغندى الشقيق دائما كل الخير والازدهار.
شكرا لكم، وأعطى الكلمة لفخامة الرئيس «موسيفينى»، فليتفضل.
رابط دائم: