تأملات سياسية
أطباء بلا تراخيص

التحقيق الممتاز الذى نشرته «الأهرام» حول أطباء بلا تراخيص وكتبته الزميلة هاجر صلاح أعاد لى الأمل فى إمكانية إعادة طرح «إعلان حقوق المريض المصرى» وهو نفس الإعلان المعمول به فى الولايات المتحدة وبريطانيا والكثير من دول العالم، ومن بين شروطه أن يعالجه طبيب يجدد رخصته بشكل سنوى لضمان كفاءته بخلاف الحق فى اختيار طبيبه ومعرفته الخيارات المتاحة أمامه قبل العمليات الجراحية .. الخ. وكنا قد شاركنا فى إطلاق جمعية أهلية لحقوق المرضى، مع بعض كبار الأساتذة بكليات الطب فى مصر لنشر الوعى بحقوق المريض إلا أن المناخ الطبى العام فى مصر غير مهيأ الآن للتجاوب مع مسألة حقوق المرضى وينتهى الأمر ببعض الأطباء إلى عدم منح الوقت اللازم للمريض وعدم الاستماع الى شكواه والى التعامل معه باعتباره رقما أو قيمة مالية مع الاعتراف بوجود قامات طبية على مستوى رفيع فى مصر، إلا أن التدهور الحاصل فى مستوى التشخيص فى مصر يؤدى فى الغالب الأعم الى كوارث يدفع ثمنها المرضى من صحتهم.

نقابة الأطباء تحولت الى قاض وخصم للمريض فلا يمكن القصاص من طبيب أخطأ فى إجراء جراحة ولا إلزام بتصوير العمليات الجراحية لمراجعتها ولا وجود لهيئات محايدة تدافع عن حقوق المريض. إلزام الأطباء بتجديد رخصتهم كل 5سنوات هو إنجاز وإن كنا نتمنى أن يتم تجديد الرخصة كل عام، فحياة الإنسان غالية ومع كل الحب والتقدير لأطباء مصر مثل مجدى يعقوب والكثير من الجراحين الكبار والأساتذة فى كل التخصصات هناك أخطاء فادحة ترتكب ومصر فى حاجة إلى تنظيم مهنة الطب حماية للمرضى.