رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

سياسة «الصفقة»

ابتدع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أسلوباً جديداً فى السياسة الدولية أربك به قادة دول العالم الحلفاء والأعداء، وأصبحنا أمام مفاجآت «ترامبية» يومية فى شكل قرارات وتعليقات وسلوكيات غير مسبوقة فى أنحاء العالم، فقد احتار المتابعون فى فهم النسق العام لسياسة ترامب حتى رأيت كتابه «الصفقة» الذى يقدم فيه خلاصة فلسفته وخبرته فى الأعمال التجارية الناجحة والمبهرة التى يملكها وينفذها فى العديد من دول العالم، ويشرح أسلوب الفوز بالصفقات من خلال التفاوض، ويقول إن أفضل طريقة لكسب المفاوضات أن تفاجئ خصمك بسيل من المعلومات والاتهامات حتى تحاصره تماماً، وتصنع له عشرات المشكلات حتى تدفعه إلى أن يقدم هو بنفسه الحلول لها، وحينها تستطيع أن تعظم مكاسبك فى الصفقة ويقدم خصمك لك بنفسه بدائل ترضيك، فتختار ما يناسبك، وبهذا الأسلوب تدخل وتخرج من التفاوض وأنت كسبان دائما، وينفذ ترامب فى السياسة ما أجاده فى التجارة والأعمال، إذ يعلن بوضوح أنه ضد الحرب وأن المشكلات تحل بالتفاوض، فيتجه فكر الجميع إلى أنماط التفاوض المعروفة، حيث ترتكز كل نظريات التفاوض على مبدأ حرص كلا طرفى التفاوض على الآخر والوسطية فى الحوار، وسلمية الآليات المستخدمة للضغط وصولاً إلى حل يُرضى الطرفين، لكن فلسفة وأساليب وهدف التفاوض عند ترامب مختلفة تماماً.

أما سياسة الصفقة فنراها فى القرارات المتتالية للرئيس الأمريكى لتغيير الطاقم الأمريكى المعاون له، وهى الطريقة التى أربكت حسابات الجميع وزادت معها قوة الرئيس برغم المعارضة ضده. كما نراها فى علاقة ترامب وبوتين، وفى سوريا وكوريا الشمالية، ومع القرارات الاقتصادية «الترامبية» تجاه الاستيراد من الصين وأوروبا ومع حلفائه الخليجيين، والمؤكد أننا سنراها كثيراً فى الأحداث المقبلة.

د. محمد إبراهيم بسيوني

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق