رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كلمة عابرة
ليس مجرد تخويف لإيران!

تستغل إسرائيل أفضل استغلال الوضع النادر الذى تحظى به، حيث تجد لها أعدادا كبيرة من المؤيدين الأشدّاء فى أعلى المستويات الأمريكية، فى الإدارة والكونجرس بغرفتيه وأجهزة المخابرات المختلفة ووسائل الإعلام عظيمة التأثير، وكلهم دائما على أقصى درجات الحماس لتصديق كل ادعاء تدّعيه، حتى ما لا يستند إلى أى دليل أو معلومات أو منطق! مثلما تعلو صرخاتها هذه الأيام بأن لديها الدليل القاطع على أن إيران تنتهك الاتفاق النووى الذى صدَّقت عليه، وأنها تجرى نشاطات نووية محظورة عليها طبقا للاتفاق، فتصدر على الفور تصريحات من عدد من كبار المسئولين الأمريكيين يؤيدون الاتهامات ضد إيران، ويؤكدون صحة الأدلة المزعومة، التى لم يُعلَن عنها شىء! ووصلت المفارَقة إلى حد أن التشكيك جاء من داخل إسرائيل، بل على لسان دانى ياتوم رئيس جهاز الموساد السابق، الذى فاجأ الجميع بقوله إن هذه الأدلة قديمة ترجع إلى ماقبل توقيع الاتفاق!!

الخطورة فى أن هذا التصعيد يتجاوز حدود وجود مناخ متوتر فى الإقليم، إلى اتخاذ خطوات مادية على الأرض، خاصة بعد تفويض الكنيست لنيتانياهو بقرار الحرب، فقط بعد موافقة وزير الدفاع. وإذا كانت الحكمة تستبعد أن تكون الضربة مباشرة ضد إيران، فستكون سوريا هى المرشحة لإظهار إمكانية اللجوء إلى قوة أكبر ضد إيران، بما يعنى المزيد من الدمار لسوريا.

لقد صار من المتداول أن أمريكا، فى عهد دبليو بوش، وافقت لإسرائيل على تحقيق مصلحتها بتدمير العراق، رغم أن هذا يتعارض مع سياسة أمريكا التى كانت استقرت عبر سنوات على الإبقاء على العراق قويا بالقدر الذى يمكنه من التصدى لإيران الطامحة للتمدد! وهو ما حدث بالفعل بعد تدمير العراق حيث بات فى إمكانية إيران أن تتحرك بسلاسة على أرض مفتوحة إلى سوريا ولبنان، وأن تتماس مباشرة مع السعودية! والمرجح أن الإسرائيليين لم يخطئوا حساباتهم، وإنما لهم خطة، حتى إذا بدت مجنونة، بأن يستدرجوا إيران إلى ما هى عليه الآن بما يستفز أمريكا ليكون لها موقف حاسم، فتتحقق أحلام إسرائيل بضربة قوية ضد إيران، بما يضيف لها مكسبا آخر بعد تدمير العراق وسوريا.

[email protected]

[email protected]
لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب

رابط دائم: