رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كل يوم
نحن والذهاب إلى سوريا!

بصرف‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬المشاعر‭ ‬الطيبة‭ ‬وعلاقات‭ ‬الأخوة‭ ‬التاريخية‭ ‬بين‭ ‬مصر‭ ‬وسوريا‭ ‬فإن‭ ‬كل‭ ‬خطوة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الأزمة‭ ‬السورية‭ ‬الراهنة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تخضع‭ ‬لأدق‭ ‬درجات‭ ‬الحساب‭ ‬السياسي‭ ‬والاستراتيجي‭ ‬خصوصا‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬الحديث‭ ‬يدور‭ ‬حول‭ ‬احتمالية‭ ‬موافقة‭ ‬مصر‭ ‬علي‭ ‬إرسال‭ ‬قوات‭ ‬عسكرية‭ ‬إلي‭ ‬سوريا‭ ‬حيث‭ ‬الساحة‭ ‬مفتوحة‭ ‬علي‭ ‬مصراعيها‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬لتدخلات‭ ‬أجنبية‭ ‬وإقليمية‭ ‬أدت‭ ‬إلي‭ ‬اتساع‭ ‬نطاق‭ ‬الصراع‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬قصر‭ ‬حدوده‭ ‬داخل‭ ‬إطار‭ ‬الأرض‭ ‬السورية‭.‬

ومع‭ ‬التسليم‭ ‬بأن‭ ‬مصر‭ ‬مازالت‭ ‬ملتزمة‭ ‬باستمرار‭ ‬تحمل‭ ‬مسئولياتها‭ ‬الإيجابية‭ ‬للمساهمة‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬تستطيع‭ ‬في‭ ‬إطفاء‭ ‬الحرائق‭ ‬التي‭ ‬تندلع‭ ‬نيرانها‭ ‬فوق‭ ‬أي‭ ‬أرض‭ ‬عربية‭ ‬للحيلولة‭ ‬دون‭ ‬تطاير‭ ‬الشرر‭ ‬هنا‭ ‬أو‭ ‬هناك‭ ‬فإن‭ ‬مصر‭ ‬لا‭ ‬يغيب‭ ‬عنها‭ ‬صعوبة‭ ‬المشهد‭ ‬السوري‭ ‬الراهن‭ ‬واختلاط‭ ‬أوراق‭ ‬الأزمة‭ ‬بشكل‭ ‬كثيف‭ ‬وبما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬الأخطار‭ ‬مازالت‭ ‬قائمة‭ ‬بل‭ ‬إنها‭ ‬مازالت‭ ‬مرشحة‭ ‬لمزيد‭ ‬من‭ ‬المخاطر‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تجاهلها‭.‬

ولعل‭ ‬أكثر‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬صعوبة‭ ‬الأوضاع‭ ‬الميدانية‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬أنها‭ ‬ليست‭ ‬قصرا‭ ‬علي‭ ‬قوي‭ ‬داخلية‭ ‬متحالفة‭ ‬مع‭ ‬عشرات‭ ‬التنظيمات‭ ‬الإرهابية‭ ‬برعاية‭ ‬إقليمية‭ ‬ودولية‭ ‬وإنما‭ ‬نحن‭ ‬إزاء‭ ‬أوضاع‭ ‬تزداد‭ ‬تفاقما‭ ‬بتدخلات‭ ‬دولية‭ ‬مباشرة‭ ‬تقترب‭ ‬وتبتعد‭ ‬وفق‭ ‬حساباتها‭ ‬الذاتية‭ ‬وليس‭ ‬مهما‭ ‬أن‭ ‬تطول‭ ‬الأزمة‭ ‬السورية‭ ‬أعواما‭ ‬بعد‭ ‬أعوام‭ ‬بأنصاف‭ ‬الحلول‭ ‬التي‭ ‬ربما‭ ‬في‭ ‬أفضل‭ ‬الأحوال‭ ‬تكرس‭ ‬واقع‭ ‬اللاسلم‭ ‬واللاحرب‭.‬

وعلينا‭ ‬أن‭ ‬نتمعن‭ ‬جيدا‭ ‬في‭ ‬المبادرات‭ ‬المطروحة‭ ‬تباعا‭ ‬في‭ ‬جنيف‭ ‬والأستانة‭ ‬وعواصم‭ ‬أخري‭ ‬ثم‭ ‬اتضح‭ ‬أنها‭ ‬ليست‭ ‬سوي‭ ‬ذريعة‭ ‬لقوي‭ ‬دولية‭ ‬ارتدت‭ ‬عباءة «‬أصدقاء‭ ‬سوريا‭ «‬وأرادت‭ ‬أن‭ ‬تجعل‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأطروحات‭ ‬المتناقضة‭ ‬أوراقا‭ ‬قابلة‭ ‬للاستخدام‭ ‬حين‭ ‬تخدم‭ ‬مصالح‭ ‬هذه‭ ‬القوي‭ ‬أما‭ ‬عندما‭ ‬تتعارض‭ ‬مع‭ ‬أهدافها‭ ‬ومقاصدها‭ ‬يكون‭ ‬التجاهل‭ ‬والإهمال‭ ‬هو‭ ‬مصيرها‭.‬ وحسنا‭ ‬ما‭ ‬أذاعته‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬لإنهاء‭ ‬اللغط‭ ‬بقولها‭ ‬إن‭ ‬ذهاب‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬المصرية‭ ‬إلي‭ ‬خارج‭ ‬الحدود‭ ‬يخضع‭ ‬لآليات‭ ‬دستورية‭.. ‬ومن‭ ‬جانبي‭ ‬أضيف ‭ ‬«إذا‭ ‬ما‭ ‬اقتضت‭ ‬الظروف‭ ‬أو‭ ‬حتمت‭ ‬التطورات‭ ‬بحث‭ ‬الأمر‭ ‬وفق‭ ‬أدق‭ ‬الحسابات‭».

خير الكلام:

<< سلحفاة فى الطريق الصحيح تسبق نمرا فى الطريق الخطأ!

[email protected]
لمزيد من مقالات مرسى عطا الله

رابط دائم: