رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

مبادرات اليونسكو.. هل تحمى التراث من التغيرات المناخية؟

د. نعمة الله عبدالرحمن
> التغيرات المناخية أصبحت ذات تأثير بالغ الخطورة على التراث الثقافى

أصبحت الآن التغيرات المناخية ذات تأثيرات بالغة الخطورة على التراث الثقافى حيث تعرضت لحالات من التدهور والتآكل للأبنية الأثرية بسبب تلوث الهواء ومياه السيول، والتاريخ الجغرافى لمصر يشير إلى أن التغيرات المناخية الطبيعية لعبت دورا كبيرا فى تاريخ مصر القديمة حيث أثرت على السكان وترحالهم للتوطن على ضفتى نهر النيل هربا من حالات الجفاف فى الصحراء وذلك تفسيرا لوجود العديد من المعالم الأثرية والسياحية فى صحارى مصر.

والآن تشهد مصر فترة من التغيرات المناخية التى طرأت عليها بما يجعل التصدى لها من التحديات التى تواجهها، فى هذا السياق أقيمت ندوة بمنتدى القاهرة للتغير المناخى حول «المناخ والتراث: اكتشاف الماضى واستدامة المستقبل» حيث أشار فى البداية يوليوس جورج لوى سفير المانيا بالقاهرة إلى أهمية المناقشة لطرح الرؤى والأفكار فى العلاقة بين التغير المناخى والتراث الثقافى لفهم أبعاد المشكلة ووضع الحلول لتلك العلاقة، كذلك فإن التراث ليس ذا القيمة السياحية والاقتصادية فقط بل انه رابط للنسيج القومى للشعب المصرى على مدار العصور باختلاف الجنس أو الدين، كما أشار شريف عبدالمنعم رئيس إدارة التغير المناخى فى وزارة البيئة إلى أن الخطة الوطنية وضعت تحت مظلة استراتيجية مصر للتنمية المستدامة بهدف الحصول على تعزيزات من مرفق البيئة العالمى حيث وضعت خطة بالتعاون بين الوزارة ومحافظة الجيزة لإقامة مشروع تجريبى مع التركيز على البلدان الأشد فقرا فى القدرة على التكيف مع التغيرات المناخية.

حماية إرث الماضي

على الجانب الآخر أشار المهندس مجدى منصور مدير الصيانة والترميم بوزارة الآثار إلى أن أهمية التراث الثقافى باعتباره خريطة طريق للحياة فهو بمثابة معرفة وقدرة المجتمعات المحلية للحفاظ على التراث الثقافى وتدهور تلك المراجع يؤثر على السياحة ومصر تحتاج لجهود مصرية ودولية وخطوات عديدة لحماية الآثار من التغيرات المناخية ولدينا خطة للعشرين سنة القادمة وضعت فيها الخطوات لخفض تلك التأثيرات.

كذلك أكد الدكتور غيث فارس مدير مكتب اليونسكو الإقليمى فى الدول العربية إلى أن بعض المواقع التراثية تواجه تأثيرات خطيرة للتغيرات المناخية فى المنطقة العربية مثل وادى العلاقى بمصر وجبل بوهديمة بتونس ومنطقة دانا فى الأردن والواحة بالمغرب لذلك وضعت اليونسكو برامج للمراقبة فى تلك الأماكن لتحقيق الاستدامة وتسجيلها داخل تلك الانظمة البيئية والتى من شأنها تساعدنا فى تخفيف الآثار الكارثية والتنبؤ بالمستقبل من خلال الانذار المبكر للتخفيف والتكيف، هذا فضلا عن الدور الهام للمجتمعات المحلية من أجل تحقيق المشاركة الفعالة لحماية المحميات الطبيعية لذلك هدفنا تحقيق بناء القدرات من خلال برنامج ثقافى ومبادرة بيولوجية ذكية للتشارك فى تبادل الخبرات والمعلومات ومشروعات اليونسكو كلها تهدف لإشراك السكان المحليين لوضع الحلول وفق القواعد العلمية والتعايش ببعض الأدوات البسيطة كما فعلنا فى أسوان لحماية تراث حسن فتحى بالتعاون مع المجتمعات المحلية ووزارتى الثقافة والآثار بجانب مبادرات أخرى فى البلدان العربية.

مبادرات دولية لحماية التراث

كذلك اوضحت إلسا ساتوت أخصائية البرامج البيئية باليونسكو أن اليونسكو وضعت شبكة للجيولوجيا العربية والحدائق العربية وتنفذ سياستها من خلال ورش عمل شبه إقليمية للتخطيط والتنفيذ ومن خلال تلك الشبكة وبالتعاون مع منظمات العمل المدنى وكذلك إشراك المجتمع المحلى فى إطار تخطيط شامل وإعداد نماذج صغيرة بهدف تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتحت مظلة الاتفاقيات الدولية يتم الآن تطبيق ثلاث مبادرات بهدف الحفاظ على المواقع الأثرية والبيئية من تغير المناخ وإشراك الأطراف والجهات المعنية، وكذلك السكان المحليون والجامعات لتحقيق مشاركة أكثر فاعلية.

وعن مستويات الخطورة من قبل التغيرات المناخية على التراث الثقافى أشار المهندس عبد الحميد صلاح رئيس مؤسسة إنقاذ التراث الثقافى إلى أن 99% من تراثنا عرضة للتأثر بالأملاح وهو أمر مدمر لطبقات الأحجار، وذلك فى صحراء المماليك ومنطقة الجمالية والدرب الاحمر ويتوقع مع عمل سد النهضة سوف تزداد الأملاح ويكون تأثيرها أشد والآن يتم توثيق ذلك وفق المشروع المملوكى ويحتاج لتدخل وزارة الداخلية لمساعدتنا حتى يتم الرصد لتلك التطورات وأنه يمكن تحقيق الحماية من خلال التخفيف والتكيف بميزانية منخفضة.

ولتحقيق الحماية أوضح الدكتور رودولف كوبلر رئيس معهد تهاينرشبارت بالمانيا أن التراث غير مرئى وهو من كنوز باطن الأرض والصحراء متحف مفتوح وأهم المخاطر التى يواجهها التراث الثقافى يتمثل فى السياحة والتى تدمر جزءا من هذا التراث لذلك لابد من التعاون المتشابك بين البيئة والآثار والسياحة مع رفع الوعى بقيمة تلك العلاقة من خلال تبادل الخبرات والبرامج التعليمية من أجل التطوير منذ التعليم المدرسى والجامعي.

كذلك أكد الدكتور عبدالوهاب عفيفى خبير التنوع البيولوجى بجهاز شئون البيئة على حماية المعارف التقليدية للسكان المحليين، خاصة فى منطقة البحر الأحمر واستخدام موارد الطبيعة واعتبار المحميات مركزا للسياحة البيئية.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق