رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

قاطعوهم.. حاصروهم ثم اعزلوهم

مع اقتراب موعد الرابع عشر من مايو الحالى يرتفع منسوب الخوف والقلق عند العرب جراء الكارثة التى تخطط لها إدارة الرئيس الأمريكى ترامب بالإسراع بنقل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية إلى القدس حيث سيصبح الأمر للأسف واقعاً لا محالة حيث القرار اتخذ بالفعل وضرب الموعد وبات من ضمن هدايا وجوائز الترضية التى ستقدمها هذه الإدارة الأمريكية لتل أبيب ثمناً وفواتير مستحقة للأدوار التى لعبها اللوبى اليهودى فى الولايات المتحدة من أجل وصول ترامب إلى عتبات البيت الأبيض.

وقد اختارت هذه الإدارة هذا الموعد فى الذكرى الـ 70 لقيام دولة الاحتلال الإسرائيلى على أنقاض أراضى الفلسطينيين والعرب ليصبح العيد عيدين.

ولكن للأسف لم تعد المشكلة قصراً على الولايات المتحدة الأمريكية بل الأزمة والكارثة القادمة فى الطريق هى بداية انفراط العقد من قبل دول أخرى فى العالم بعضها أعلن صراحة وبكل صلف نيته هو الآخر أن يحذو حذو الولايات المتحدة الأمريكية والإقدام على قرارات كارثية كدول جواتيمالا والتشيك ورومانيا وهندوراس نقل سفاراتهم فى هذا الموعد وما خفى كان أعظم حيث بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى ـ يعد بمفاجأة تعيسة لنا نحن العرب حيث أعلن صراحة فى الساعات الماضية أنه فى ضوء التأكيدات التى حصلت عليها حكومة تل أبيب بألا يقل العدد فى يوم إعلان وتطبيق القرار الأمريكى بنقل السفارة إلى القدس عن ست دول وربما يصل إلى عشر بالتمام والكمال فى هذا اليوم فى حالة من الصفاقة والحماقة الإسرائيلية عبر تقديم العديد من الامتيازات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية والعسكرية والاستخباراتية.

ولكن فى المقابل أين نحن العرب من هذه الكارثة لا حراك ولا حكى ولا قرارات معطلة لمثل هذه التحركات أو ضغوط تمارس على الدول التى ربما تلجأ إلى مثل هذه الخطوة فى الموعد المحدد أو فى المستقبل القريب كما تخطط حكومة تل أبيب وبغطاء أمريكى حيث سيكون هذا الموعد ومع كل يوم وساعة تمر دون هذا الحراك العربى أو تعليق الجرس لمن حتى يفكر أو يقدم على مثل هذه الخطوة أعظم شراً ووصفا كارثيا لا يقل ضراوة وأهمية عن قرار ضياع فلسطين وتمرير مشروع التقسيم الذى لم يستفد أو يغنم منه العرب بالنذر البسيط.

فى تقديرى أن الفرصة لم تفت واللعبة لم تنته حيث مازالت هناك البقية الباقية فى الكروت التى يمكن أن يستخدمها العرب وجامعتهم العربية مع التلويح بها بشدة من الآن واليوم قبل الغد قبل أن تتوالى تلك الكارثة فصولاً وستصبح أمراً واقعاً وتضيع القدس إلى الأبد حيث فى مثل هذا الأمر وجب علينا عدم قبول أنصاف الحلول أو أشباه الخيارات حيث يتطلب الأمر فى وضع مع مثل هذه الكارثة اللجوء إلى التصعيد فى الخيارات وأسلوب الإنذارات والاشتراطات المسبقة حتى تكون هناك مرجعية ملزمة لكل دولة تجعلها تفكر ألف مرة وتعد المائة قبل الإقدام على أى خطوة فى مثل هذه الاتجاه.

وأنا لا أدعو ولا أطالب من ضمن هذه الخيارات باللجوء إلى التصعيد العسكرى أو الدخول فى معارك مع إسرائيل أو الولايات المتحدة الأمريكية حيث العرب ليس لديهم اليوم أو غدا القدرة على أن يحاربوا طالما أنهم اختاروا بالإجماع طريق السلام كخيار استراتيجى منذ قمة بيروت العربية عام 2002 وكنت حاضراً بها وشاهداً على سلامة وصدقية مواقفهم وخياراتهم له.

بل أرى أن هناك أساليب وإجراءات أكثر ردعا وتغليظاً للعقوبات والتلويح باستخدام المقاطعة والقطيعة عربيا مع أى دولة تقدم على مثل هذا الخيار بنقل سفارتها فى تل أبيب إلى القدس أسوة بالقرار الأمريكى الجائر الذى يشهد فى هذا اليوم المشئوم احتفالية أمريكية بالأساس أكثر منها إسرائيلية حيث سيشارك نصف قيادات الإدارة الأمريكية الحالية و 800 شخصية للحضور إلى القدس لهذا الغرض.

وبالتالى الكرة مازالت فى الملعب العربى وعلى دولة وحكومات المبادأة رفع الصوت عاليا الآن وقبل الغد بإعداد لائحة عقوبات صارمة ورادعة ووضع جملة اشتراطات ملزمة بأن أى خطوة فى هذا الاتجاه فى أى دولة ستقابل برفض ورد فعل عملى عملياتى وليس استنكاراً أو تنديداً بل التلويح بقطع العلاقات أو سحب القرار ووقف كل أشكال العلاقات السياسية أو الاقتصادية والتجارية وإغلاق ملفات التعاون وربما سحب الاستثمارات العربية إذا لزم الأمر ووقف مشروعات التعاون أيا كانت إلى أجل غير مسمى ناهيك عن البدء فى صياغة خريطة طريق عربية سياسية بحصار مثل هذه الدول وعزلها على جميع الأصعدة الإقليمية والدولية ومنع حضور قادتها إلى العالم العربى ووقف زيارات مسئوليها وتجميد العلاقات بشكل تام فهذا أضعف الإيمان العربى حيث إن مثل هذه الخطوة وغيرها ممن يمكن أن يبتكرها العرب ويلوحوا بها ستكون أفضل الممكن أو المتاح فى هذا التوقيت.

وإذا كانت هناك صعوبة أو التفكير فى خطوات عربية متدرجة وممنهجة فلتكن هناك مواقف ملزمة لأى عاصمة تريد نقل سفارتها إلى القدس ضمن جملة الاشتراطات العربية تلك والحال هكذا فلابد أن أى اعتراف فى هذه الدول بتلك الخطوة لصالح إسرائيل أن تقابله خطوة ملزمة وفى الحال بالاعتراف أيضا وفى نفس اليوم والساعة بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية وبالتالى نحصل كفلسطينيين وعرب على نصف المكاسب بدلا من الخروج من تلك المعركة القادمة خالين الوفاض أو كمن يكتفى من الغنيمة بالإياب وقبول الأمر الواقع.

نعلم جيداً أن هناك هوسا وجنونا يركب عقل نيتانياهو هذه الأيام باضافة اعداد إضافية كل يوم للدول التى تعترف بالقدس لإسرائيل ومن جانبنا يجب ألا نقل بأى حال من الأحوال أن يعترينا هذا الهوس بتعطيل وإفساد تلك التحركات وضربها فى مقتل اليوم وقبل الوصول إلى هذا اليوم المشئوم حيث لم ولن يردع جواتيمالا والتشيك ورومانيا وغيرها إلا باستخدام إجراءات ولائحة العقوبات القاهرة لتلك الدول وغيرها ولن ينفع ويجرى معهم إلا الحصار والعزل والمقاطعة وتجميد كل أشكال العلاقات والتعاون .. فلنجرب مثل هذه الأسلحة قبل فوات الأوان وضياع القدس .. فهل نفعل ذلك الآن .


لمزيد من مقالات ◀ أشرف العشرى

رابط دائم: