رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كلمة عابرة
الكلام‭ ‬عن‭ ‬الشِّبْر‭ ‬مَيه‭!‬

من‭ ‬النادر‭ ‬أن‭ ‬تجد‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬يشمتون‭ ‬في‭ ‬حكومتهم‭ ‬بسبب‭ ‬كوارث‭ ‬الطبيعة،‭ ‬مثلما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬أمام‭ ‬كارثة‭ ‬الأمطار‭ ‬والسيول‭! ‬انظر‭ ‬إلي‭ ‬اليابان،‭ ‬حيث‭ ‬ضربات‭ ‬تسونامي‭ ‬الرهيبة‭ ‬تزيل‭ ‬من‭ ‬الوجود‭ ‬قري‭ ‬بأكملها‭ ‬بسكانها‭ ‬وأثاثات‭ ‬بيوتهم‭ ‬وسياراتهم،‭ ‬وتجرف‭ ‬فنادق‭ ‬بسياحها،‭ ‬وكيف‭ ‬تنهار‭ ‬الكباري‭ ‬ويذوب‭ ‬الأسفلت‭ ‬مثل‭ ‬فطائر‭ ‬المعجنات‭..‬إلخ‭! ‬وكذلك‭ ‬في‭ ‬أمريكا،‭ ‬حيث‭ ‬تضرب‭ ‬الأعاصير‭ ‬المخيفة‭ ‬شواطئها‭ ‬وتشفط‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬في‭ ‬مسارها‭ ‬وتقذفه‭ ‬في‭ ‬الهواء،‭ ‬وتعرض‭ ‬التليفزيونات‭ ‬ما‭ ‬يفوق‭ ‬أفلام‭ ‬الخيال‭ ‬العلمي‭ ‬المرعبة‭ ،‬حيث‭ ‬تتطاير‭ ‬عربات‭ ‬النقل‭ ‬بحمولاتها‭ ‬وكأنها‭ ‬علب‭ ‬كبريت‭! ‬وكل‭ ‬هذا‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬معروف‭ ‬بما‭ ‬يتمتع‭ ‬به‭ ‬البلدان‭ ‬من‭ ‬بنية‭ ‬تحتية‭ ‬فائقة‭.‬

أما‭ ‬عندنا،‭ ‬فالبعض‭ ‬يخلط‭ ‬بين‭ ‬حقه‭ ‬الدستوري‭ ‬والقانوني‭ ‬في‭ ‬موقف‭ ‬سياسي‭ ‬مُعارِض‭ ‬لنظام‭ ‬الحكم،‭ ‬وبين‭ ‬دوره‭ ‬كمواطن‭ ‬عندما‭ ‬يتعرض‭ ‬الوطن‭ ‬لخطر‭ ‬داهم‭ ‬من‭ ‬الخارج،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬عدوان‭ ‬أجنبي‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬غضب‭ ‬الطبيعة‭! ‬ففي‭ ‬حين‭ ‬تشهد‭ ‬الدول‭ ‬الأخري‭ ‬اصطفافاً‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأزمات،‭ ‬وتتجلي‭ ‬لديهم‭ ‬مبادرات‭ ‬التطوع‭ ‬والتبرع‭ ‬والحماسة‭ ‬الوطنية‭ ‬بالكلمة‭ ‬الطيبة،‭ ‬إذا‭ ‬بالبعض‭ ‬لدينا‭ ‬لا‭ ‬يهتزون‭ ‬أمام‭ ‬الكوارث‭ ‬الاستثنائية،‭ ‬ويظلون‭ ‬علي‭ ‬مبدأ‭ ‬الاعتراض‭ ‬وتحميل‭ ‬الحكومة‭ ‬المسئولية‭! ‬مثل‭ ‬اتهاماتهم‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬بأن‭ ‬ضعف‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬هو‭ ‬السبب‭! ‬مع‭ ‬التغافل‭ ‬عن‭ ‬أنها‭ ‬ليست‭ ‬أمطاراً‭ ‬معتادة،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬مصحوبة‭ ‬بموجات‭ ‬برق‭ ‬ورعد‭ ‬ضربت‭ ‬محطات‭ ‬الكهرباء‭ ‬وأتلفتها‭ ‬فتعطلت‭ ‬شبكات‭ ‬الصرف،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬هطلت‭ ‬بغزارة‭ ‬فوق‭ ‬الجبال‭ ‬المحيطة‭ ‬بطريق‭ ‬العين‭ ‬السخنة‭ ‬وجرفت‭ ‬صخوراً‭ ‬عملاقة‭ ‬في‭ ‬سيل‭ ‬هادر‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬إصدار‭ ‬قرار‭ ‬بإغلاق‭ ‬الطريق‭ ‬خشية‭ ‬علي‭ ‬الأرواح‭.‬

ليس‭ ‬المطلوب‭ ‬بالطبع‭ ‬تبرير‭ ‬أي‭ ‬خطأ،‭ ‬فمن‭ ‬الوارد‭ ‬أن‭ ‬يزيد‭ ‬الإهمال‭ ‬أو‭ ‬الفساد‭ ‬من‭ ‬الخسائر،‭ ‬ومن‭ ‬المحتمل‭ ‬أن‭ ‬يتحمل‭ ‬عهد‭ ‬مبارك‭ ‬ووزيره‭ ‬محمد‭ ‬إبراهيم‭ ‬سليمان‭ ‬قدراً‭ ‬من‭ ‬المسئولية‭ ‬عن‭ ‬منشآت‭ ‬برامجهما،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬اتهامات‭ ‬الفساد‭ ‬ضدهما‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬عالقة‭. ‬لذلك‭ ‬كان‭ ‬يُتَوَقع‭ ‬من‭ ‬الشامتين‭ ‬أن‭ ‬يُقدِّروا‭ ‬المبادرة‭ ‬السريعة‭ ‬من‭ ‬الرقابة‭ ‬الإدارية‭ ‬التي‭ ‬تحرَّكت‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬الكارثة‭ ‬لمتابعة‭ ‬كيفية‭ ‬سير‭ ‬العمل،‭ ‬والتحري‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬تقصير‭ ‬في‭ ‬انجاز‭ ‬هذه‭ ‬المشروعات،‭ ‬وبدء‭ ‬تحقيقات‭ ‬بالفعل،‭ ‬كخطوة‭ ‬أولي‭ ‬جادة‭ ‬لتحديد‭ ‬المسئولية‭ ‬وتوجيه‭ ‬الاتهام‭ ‬للمسئول،‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬اتهام

 

‭.‬ [email protected]

[email protected]
لمزيد من مقالات أحمد عبد التواب

رابط دائم: