رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«داعشيات» ألمانيا وأطفالهن.. خطر يهدد قلب أوروبا

أحمد عبد المقصود
اطفال داعش قنابل متحركة داخل المانيا

حالة من القلق تصل إلى حد الرعب تعيشها الأجهزة الأمنية فى المانيا ودول اوروبا بعد بدء عودة نسائهن اللاتى إنضممن إلى صفوف «داعش» فى سوريا والعراق وليبيا وتزوجن من المقاتلين وحملن السلاح وأنجبن أطفالا لم يعرف عددهم حتى الأن وتم إغراق عقولهن بأفكار التنظيم الإرهابي..وأصبحوا قنابل متحركة داخل المدن الألمانية لا يعرف أحد متى ستنفجر.

بعد دحر التنظيم وهزيمته فى بعض الدول العربية لم تجد فتيات أوروبا مفرا من العودة إلى ديارهن خاصة بعد أن قتل أو هرب أزواجهن من مقاتلي «داعش».. عدن ومعهن أطفال صغار او شباب ومطلوب من الدولة احتضانهم باعتبارهم مواطنين ألمانا.. بالطبع لن تستطيع السلطات منعهم من الدخول وحق العودة..ولكن من المؤكد أيضا أنها ستضعهم فى خانة المتطرفين الأسلاميين وستخضعهم للرقابة الأمنية الصارمة.

فنجد مثلا هيئة حماية الدستور (المخابرات الداخلية) قد حذرت فى تصريحات صحفية من الخطر الذى قد يشكله هؤلاء الأطفال وأمهاتهم.. وأشارت إلى أنه لم تبدأ بعد عاصفة العودة الكبيرة للمتطرفين من المناطق المختلفة..ولكنه تم رصد عودة نساء وشباب وأطفال بشكل غير منتظم مما يشير إلى جهود أزواجهن المقاتلين لنقلهن إلى أوروبا.

وأكدت أن هناك أطفالا خضعوا لغسل فكرى ممنهج فى مدارس تابعة للتنظيم وجعلت منهم متطرفين.

وأضافت هيئة الدستور أن هؤلاء الأطفال والشباب يمكن أن يكونوا خطرا على الأمن فى المانيا ويمثلون تهديدا للأبرياء.. ولذلك هنا نجد أنفسنا أمام سيناريو يشبه سيناريوهات أفلام أمريكية شهيرة تدور جميعها حول فكرة واحدة وهى قيام أجهزة المخابرات بإخضاع مجموعة من الأطفال لبرامج تدريب قاسية خلال سنوات طفولتهم تقوم على السمع والطاعة العمياء، حيث يتم ذرع أفكار ومعتقدات تجعل منهم اسلحة مدمرة تقتل وتحرق وتنفذ المطلوب منها دون سؤال أو تفكير.

وهذا بالضبط ما أجمع عليه المراقبون وكان سببا فى تخوف السلطات الألمانية لأن هؤلاء الأطفال الذين ولدوا من رحم التطرف وعاشوا سنواتهم الأولى بين أب يقتل ويذبح وأم تحمل السلاح وتعلمهم التطرف وتكفير الآخر..سيصبحون يوما ما شوكة فى ظهر الأمن و مصدر تهديد أكيد لحياة الأبرياء بل أن هذه الأجهزة قد أفصحت عن قلقها من قيام نسائهم وأطفالهم بتجنيد المان آخرين للقيام بعمليات إرهابية داخل المدن المختلفة.

بعض المراقبين أكدوا أيضا ان النساء الألمانيات اللاتى عشن فى مناطق «داعش» خلال السنوات الأخيرة واعتنقن أفكارهم المتطرفة يجب تصنيفهن متطرفات..وهذا الطرح أيدته أيضا السلطات الأمنية، حيث أعلن بيتر فرانك المدعى العام عزمه تشديد الإجراءات الأمنية فى التعامل مع هؤلاء النساء، حتى وإن لم تكن لديهن مشاركات فى العمليات القتالية التى قام بها التنظيم.

ولعل فيديو الفتاة الألمانية ليندا فينتسل (16 عاما) الذى تم تصويره لحظة القبض عليها فى الموصل مع عدد من مقاتلى «داعش» حيث تزوجت فى العراق من أبو أسامة الشيشانى وانجبت منه اطفالا..قد أجبر السلطات الألمانية على الاعتراف أخيرا بأن صفوف التنظيم تضم نساء وشبابا «المان» قد هاجروا فى أوقات مختلفة إلى الدول التى يوجد بها »داعش« وعادوا بأطفال ينتمون للتنظيم الإرهابي.

وبالطبع ليندا ليست الألمانية الوحيدة التى تخلت فجأة عن عائلتها لتلتحق بتنظيم «داعش» الأرهابى بل هناك ما يزيد على ألف فتاة وقعن فى حب جنود داعش ومن أجلهم اعتنقن الفكر المتطرف وحملن السلاح وانجبن أطفالا وسيأتى وقت ليس ببعيد يكبر فيه هؤلاء الأطفال فى مدن أوروبا المختلفة لينفذوا ما تربوا عليه من أعمال إرهابية.

ولكن ما الذى دفع بهؤلاء الفتيات للانضمام إلى هذا التنظيم الذى دمر جميع القيم الإنسانية التى تربوا عليها فى بلادهن؟ تقول هنا سوزانة شروتر خبيرة الإسلام السياسى أن تنظيم «داعش» نظم حملة إعلانية كبرى كان هدفها إغراء ودفع الفتيات والنساء الشابات للالتحاق بالتنظيم فى سوريا والعراق، وقالت ان احد أسباب هذه الحملة كانت عدم وجود نساء للمقاتلين الأجانب.. وقد تمت مخاطبة النساء الأجنبيات عن طريق نشر صور لشباب يتمتعون بالجاذبية، وصور أخرى لسيدات محجبات خاضعات لأزواجهن المقاتلين، وقصص حب متنوعة تدعم وسائل الإغراء لدى التنظيم..وأطلقت الخبيرة على ذلك اسم «الجهاد الرومانسي».

وأشارت إلى أن الواقع أثبت نجاح هذه الحملة، حيث قام عدد من الشابات بالانتقال إلى هناك، والزواج من مقاتلين والقيام بالأعمال المنزلية وإنجاب أطفال سيصبحون فى المستقبل مقاتلين فى دولة الخلافة.

 وهنا يؤكد بعض المحللين الأمنيين أن أولئك الأطفال قد يكونون  مصابين بصدمات نفسية مما سيكون له آثار بالغة الخطورة على الأمن الألمانى وطالبوا بأن تتم مناقشة عودة أطفال «الدواعش» الألمان وفق اعتبارات أمنية.

مخاوف الأجهزة الأمنية من أطفال «الدواعش» عززتها ثلاث هجمات إرهابية تعرضت لها المحطة الرئيسية بهانوفر ومعبد لطائفة السيخ فى مدينة إيسن وسوق عيد الميلاد فى لودفيغشافين -وكانت جميعها بيد مراهقين لا تزيد أعمارهم على 12 عاما..وهنا نجد أن بعض المراقبين قد يتوقعون سيناريوهات أكثر عنفا فى المستقبل حال تخلى السلطات الأمنية عن مراقبتها لهؤلاء الأطفال أو معالجة إفكارهم وقد استشهدوا بالمحاكمة القضائية التى تجرى وقائعها الآن أمام المحاكم لأم المانية إصطحبت أطفالها الأربعة إلى سوريا عن طريق تركيا وانضمت إلى تنظيم «داعش» وعادت إلى المانيا بعد تعرضهم لهجمات صاروخية أصابت أثنين من أطفالها!

ويرى المراقبون أن نساء «داعش» الأوروبيات بعد عودتهن من سوريا والعراق سوف يقمن بعمليات فى قلب أوروبا نفسها، حيث إن هؤلاء النساء ذوات ميول متطرفة ولديهن قناعة لا تتزعزع وإيمان راسخ بجميع الأفكار الداعشية وانهن على استعداد للتضحية بأولادهن من أجل هذه الأفكار وبالتالى ليس من الصعب عليهن تفجير الأبرياء.

 يبدو أن المانيا سوف تدخل خلال السنوات القليلة المقبلة فى مواجهات مع مواطنين ألمان تربوا فى أحضان الفكر الداعشى وعاشوا سنوات طفولتهم وسط أنهار الدم يلهون بالقنابل والرصاص ولديهم معتقدات تخريبية لم تتعودها بلادهم ..مواجهة سوف تمتد بالتأكيد إلى جميع الدول الأوروبية.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق