البحث عن استثمار أمثل لمحمياتنا الطبيعية التى تشكل أكثر من 15% من مساحة مصر، وتحتضن روائع ومفردات بيئية هائلة يجب أن يراعى بعدين فى غاية الأهمية هما تطوير حقيقى يسهم بفعالية فى جذب السائحين وكذلك وجود إعلام قوى قادر على الترويج لتلك المحميات وإبراز ماتتفرد به من تنوع هائل وتكوينات رائعة ومناظر خلابة ويدعم ذلك خطط للصيانة والحماية تستطيع أن تحافظ على هذا التراث الطبيعى المتميز بل وتنميته.
هذا ما كشفت عنه فعاليات ورشة العمل والزيارة الحقلية التى كانت مدينة مرسى علم مسرحاً لأحداثها هذا الأسبوع برعاية الدكتور خالد فهمى وزير البيئة، وبإشراف محمد شهاب الرئيس التنفيذى لجهاز شئون البيئة، ومشاركة الهيئة الإقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن (بيرسيجا).
وخلال الافتتاح قال الدكتور خالد علام رئيس الإدارة المركزية للتنوع الحيوى: تكتسب هذه الورشة أهمية خاصة فى ظل استعداد مصر ممثلة فى وزارة البيئة باستضافة مؤتمر الأطراف الرابع للاتفاقية الدولية للتنوع البيولوجى، والمزمع إقامته فى شرم الشيخ فى نوفمبر المقبل وعلى مختلف النظم الأيكولوجية لجذب السياح، ويمكن أن تسهم السياحة بصورة مباشرة في صون المناطق والموائل الحساسة من خلال مجموعة من الأنشطة وبرفع الوعي بأهمية التنوع البيولوجي وهنا كمسارات لضمان الاستدامة الطويلة الأجل للسياحة مع ضمان أيضا إسهامه الإيجابي للتنوع البيولوجى، ومن بينها دمج التنوع البيولوجي في سياسات ونماذج التنمية الاقتصادية والاجتماعية للسياحة وتعزيز أنشطة السياحة ،وتعزيز السياحة البيئية كخبرة تعود بالنفع على الزوار مع تحسين تقدير حفظ التنوع البيولوجي واستخدامه المستدام، وأنماط الإنتاج والاستهلاك المستدامة، وحفظ المناظر الطبيعية الأرضية والنظم الأيكولوجية.
وتحدث د.ماهر عبد العزيز منسق برنامج التنوع البيولوجى والمحميات الطبيعية بهيئة «بيرسيجا» عن أهمية بيئة البحر الأحمر وخليج عدن، كمصادر مائية تحتضن عناصر تنوع تتميز بقيمتها البيئية والسياحية الهائلة ، ومن هنا وضعت الهيئة بالتعاون مع جميع الدول الأعضاء فيها والواقعة على البحر الأحمر وخليج عدن على قمة برامجها واهتماماتها تنفيذ خطط برامج وتدريب تحقق أهداف الصون، والحماية، والتطوير، والاستدامة وتشمل التدريب وتنظيم سياحة الغوص والحد من الصيد، والتوعية بالقيمة الحقيقية لتلك العناصر فى إطار السياحة البيئية، حيث تحقق سمكة القرش الواحدة على سبيل المثال نظير المشاهدة من السائحين 200 ألف دولار سنوياً فى حين أنها تحقق من مشاهدة سياحة الغوص 200 ألف جنيه سنوياً وعمرها يتراوح بين 20 و 40 سنة أى أنها يمكن أن تحقق من 4 ــ 8 ملايين دولار، فى حين أن من يصطادها لن يحصل منها إلا على 120 دولارا ، كذلك تحقق مشاهدة عروس البحر 189ألف دولار سنوياً وهى تعيش 70 سنة ، والدرفيل الواحد يحقق91ألف دولار سنوياً وهو يوفر على جانب آخر 15 وظيفة للشباب العاملين فى مجال سياحة الغوص لمشاهدة الدرافيل.
وتحدث محمود سرحان، مدير مشروع الاستدامة المالية للمحميات الطبيعية، عن خطة تطوير المحميات الطبيعية فقال:- الخطة بدأت بالفعل بوادى دجلة، والغابة المتحجرة التى تم رفع 45طنا من القمامة والمخلفات منهما، ومستمرة فى جنوب سيناء والبحر الأحمر، وتستهدف الكثير من عناصر التطوير مثل البنية التحتية والمسارات والمدقات واللوحات الاسترشادية والإنارة، وفى أقل من سنة تم إنجاز المرحلة الأولى التى نجحت فى تحقيق أهدافها من خلال الجذب السياحى الداخلى والخارجى وأولها بطولة إفريقيا للدراجات الجبلية بوادى دجلة التى شارك فيها 16 دولة ، كما بدأنا المرحلة الثانية بتكلفة 70 مليون جنيه.
وانتقل أحمد غلاب رئيس قطاع محميات البحر الأحمر للحديث عن خطط الصون والحماية بتلك المنطقة الثرية فقال: هناك ظواهر سلبية كثيرة ومؤثرة للغاية اختفت من محميات البحر الأحمر على رأسها عدم رصد أى مظاهر جديدة لابيضاض الشعاب المرجانية ، وتحقيق ضوابط هائلة للحد من الصيد الجائر للأنواع النادرة للحفاظ على التوازن فى بيئة الشعاب المرجانية والأحياء البحرية فى البحر الأحمر بصفة عامة ، ووقف جميع الأنشطة البشرية الجائرة خاصة فى الاستثمار السياحى والأنشطة السياحية بصفة عامة.
رابط دائم: