رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كلمة عابرة
جرائم حفيد البنا

من غرائب ألاعيب الإخوان التى يراهنون فيها على ضعف ذاكرة الناس أنهم هم الذين كانوا يتعمدون أن يثبتوا ويكرروا أن الدكتور طارق رمضان هو حفيد مؤسس الجماعة الشيخ حسن البنا، ليستفيدوا من شهرة رمضان عندما كان نجماً ساطعاً فى الجامعات والصحف والتليفزيونات الغربية، وكانت المحافل هناك تقدمه بأنه فيلسوف إسلامى عصري، وذلك لكى يضيف الإخوان إلى صورة البنا التى سبق أن فبركوها بأنفسهم فضلَ أن له نبتاً طيباً! ودخلت قطر على الخط وجعلته إحدى واجهاتها وظهرت له الصور مع الشيخة موزة فى بعض المناسبات..إلخ. وما دام أن علم الحفيد لحق بالجد(!) فقد أورثوا الحفيد الخلق الرفيع الذى يزعمونه للجد، وكأن الخُلُق يجرى فى الجينات! لذلك استنكروا ونفوا بشدة الاتهامات التى وجهها للحفيد عدد من النساء فى فرنسا بأنه تحرش بهن! ولكنهم لم ينتبهوا إلى أنه لا يجوز ربط سمعة أى حفيد بأى جد، إلا بعد أن طارت الأخبار تنقل عن محامى رمضان أنه بصدد الاعتراف جزئياً بأنه كان على علاقة مع واحدة من الشاكيات، وأن ما جرى بينهما كان بالتراضي، عندها فقط تعجب الإخوان ممن يربط الحفيد بالجد، وبدأوا فى الكلام عن المسئولية الفردية..إلخ.

التفاصيل مهمة، لأن هناك خمس نساء، حتى الآن، تقدمن بشكاوي، وقد رأت سلطات التحقيق الفرنسية جدية فى الاتهامات فأصدرت أمرها بحبسه على ذمة التحقيقات منذ أول فبراير الماضي، خاصة بعد أن اشتركت الشكاوى فى تفاصيل رهيبة تتجاوز التحرش الدارج إلى الاغتصاب المقترن بالضرب والإذلال، ثم التهديد بالقتل إذا حاولت الضحية الإبلاغ!

إذن، ليست هذه حرية شخصية لرجل يقيم علاقات حرة مع النساء برضاهن، وإلا لوجد الكثيرين يدافعون عنه، ولكن هذا اتهام بجريمة بشعة تثير حساسية غير عادية هذه الأيام فى الغرب، منذ تفجَّرت فضائح هوليوود، حيث تعرضت نجمات عالميات لتحرش من بعض الأقوياء فى صناعة السينما، فى نموذج فج لاستغلال النفوذ لقهر النساء، مما دعا إلى بزوغ حركة «وأنا أيضاً» لتُشجِّع كل امرأة تعرضت للتحرش إلى أن تُوجِّه الاتهام لمن أجرم فى حقها، وألا تخجل لأنها لم تخطئ بل كانت هى الضحية.

 

[email protected]

[email protected]
لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب

رابط دائم: