الأنباء التى ترد من أنقرة بعد دعوة أردوغان لإجراء انتخابات نيابية ورئاسية مبكرة تثير بغموضها وتناقضاتها الكثير من الأسئلة وعلامات الاستفهام حول الظروف الصعبة التي دفعت أردوغان لاتخاذ هذه الخطوة المفاجئة سعيا لإخراج تركيا من أزمة اقتصادية وسياسية عنيفة نجمت عن سياسات مارقة بلغت ذروتها في الاندفاع المجنون لمغامرات عسكرية عشوائية في العراق وسوريا.
والحقيقة أن تركيا تعيش أوضاعا قلقة منذ محاولة الانقلاب ضد أردوغان قبل نحو عامين نتيجة لسيطرة حالة من الشك علي أردوغان جعلته يري أن رياح الخطر تهب عليه وتهدد مقعده من كل الاتجاهات مما دفعه لاتخاذ إجراءات عنيفة غير مسبوقة في الإقصاء والتهميش والانتقام لم تقتصر علي رموز الجيش التركي الذين تحركوا ضده ،وإنما شملت معظم الأحزاب السياسية والصحف والعديد من الكيانات الاقتصادية وبالتالي فإن العقاب والحساب وروح الانتقام سيطرت علي المشهد التركي الذي بات أسيرا لمناورات واتهامات ومحاكمات تمثل استفزازا وتحديا يثير الأعصاب ويضغط علي المشاعر ويقلق المستثمرين مما أدي إلي هبوط حاد في سعر العملة التركية.
لقد آفاق الأتراك من غيبوبة طويلة بعد أن أدركوا أن الوطن التركي يدفع ثمنا غاليا بسبب سياسات وحماقات رجل يجيد المناورة والخداع ويعشق الانتقال من خندق إلي خندق حسب مصلحته الشخصية فهو مستعد للتحالف دائما مع أي أحد حتي لو كان الشيطان، طالما أن التحالف يصب في مساعدته علي نيل ما يريد ويشتهي ثم لا مانع غدا من الانقلاب علي صديق وحليف الأمس ليجعل منه عدو اليوم والغد..ولنا في انقلابه علي سوريا وبشار الأسد بعد سنوات العشق والغرام خير دليل علي شخصية رجل لا مبدأ له إلا ذاته ولو كان الثمن طوفانا من المصائب والكوارث وأنهارا من الدم وتلالا من الجماجم!
خير الكلام:
-
ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع!
[email protected]لمزيد من مقالات مرسى عطا الله رابط دائم: