رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«دفاتر الطين والدم».. مقاربة جديدة لمشكلة الثأر

إجلال راضى

عن دار روافد، صدرت مؤخرا رواية «دفاتر الطين والدم» للزميل الصحفى بالأهرام «عبد الحليم غزالى» ـ والغلاف للفنان «حسين جبيل». وهى الكتاب الخامس للغزالى بعد ديوانى شعر عامية، وكتابين فى السياسة ـ وتدور الرواية حول صراع على الأراضى الزراعية والنفوذ فى أسيوط دام سبعين عاما خلال القرن العشرين، عبر 270 صفحة. وبطل الرواية «حامد محمود سعداوى» ابن أحد كبار الأثرياء، توفيت أمه بعد ولادته مباشرة، فنشأ فى كنف جدته «إحسان» التى ساعدته هي، وعمه العالم الأزهرى الشيخ عبد اللطيف سعداوي، على استكمال تعليمه، بعكس رغبة أبيه الذى كان أراده مزارعا يتولى فلاحة الأرض مع أخوته، وهذا التناقض ظل محورا للصراع فى الرواية، حيث أصبح حامد إصلاحيا يدعو للعلم والتنوير، بعد أن أصبح معلما ثم ناظرا للمدرسة فى مواجهة التفكير التقليدى لأبيه محمود سعداوى عميد «عائلة أولاد حسان»، الحريص على مضاعفة مساحة أرضه بكد الفقراء من «العبيد والنصارى» وعائلة «المرازقة» الفقيرة، ويصل الأمر إلى حد الصدام المباشر بين الأب وابنه الذى يتمرد على القيم الراسخة، لكنه لا يذهب بعيدا فى تمرده، بعد اشتعال صراعات ثأرية مع عائلات أخرى فى قرية «النجوع الغربية». ويصل الصراع الثأرى ذروته بمقتل شقيقه الأصغر على يد أخواله، من عائلة «العمارنة»، بعد سنوات من تفجر صراع ثأرى آخر مع عائلة «الرشايدة»، سجن فيه أخوه الذى يؤثره أبيه على جميع أولاده.

والرواية الموغلة فى عالم القرية الأسيوطية، خلال القرن العشرين تكشف جوانب مهمة عن أصول أهلها التى تعود إلى الجزيرة العربية بكل رموز ثقافتها، وتتطرق إلى جوانب سياسية، مثل انتماء الأب للاتحاد القومى الذى تشكل بعد ثورة يوليو، وانتماء وريثه إلى الاتحاد الاشتراكي، فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذى تعلق به حامد كغالبية المصريين فى بداية حكمه، وما لبث أن فقد ثقته فيه، بعد نكسة1967، التى شكلت نقطة تحول فى حياة حامد لا تقل عن مقتل أخيه «منصور» قبلها بأعوام.

وترصد الرواية تطور المجتمع القروى فى أسيوط، بدءا من عهد الملكية وانتهاء بعهد السادات، كما تنطوى على صراع نفسى عميق فى شخصية البطل الذى كرّس حياته لمحاربة الثأر، لكنه تورط فيه أكثر من مرة، لدرجة أنه وافق على أخذ ابن أخيه للثأر من قاتل أبيه، كاشفا عن ازدواجية فى تكوينه الشخصي، وفى نهاية المطاف ينحاز لقيم القبيلة، وهى ضد قناعاته الإصلاحية المفترض أنها معادية للثأر. وتنتهى الرواية بترك بطلها حامد لقريته، وإقامته فى مدينة أسيوط فى محاولة للتحرر من ضغوط الدم والطين.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق