الحياة مع إنسان آلى !

إذا كنت تعتقد أن الناس من حولك قد أصبحوا غلاظ القلب أنانيين لا يفكرون إلا فى أنفسهم ... وأن التعامل معهم قد أصبح أمرا مزعجا وكئيبا ... فهناك من يكذب ومن يخادع ومن ينافق ومن يتشدق بالكلام المعسول ومن يقول كلاما لفض المجالس ... وإذا كنت قد عانيت الأمرين على يد موظفين فى مصالح حكومية ... أو إداريين وفنيين فى مستشفى ... أو على يد عمال احتجت إليهم كسباك أو نجار لاصلاح عطل فى منزلك ... فأبشر ... سنوات قليلة وسيختفى البشر من أماكن كثيرة ... وأينما تتجه ببصرك ستجد إنسانا آليا ... سيختفى سائق التاكسى والأتوبيس والطيارون ... ولن تجد عمالا فى «السوبر ماركت» .. ستجد إنسانا آليا يرص المنتجات على الرفوف ... وأمام خزينة الدفع لن تجد من كان يجلس لتدفع له ثمن مشترياتك ... ستتولى أنت حساب ودفع ثمنها لآلة صممت لهذا الغرض ... وإذا كنت مازلت تحتفظ بفضولك وتأملت وجوه الزبائن الموجودين فى هذا المكان فستكتشف أن كثيرين منهم ينتمون إلى فئة الإنسان الآلى ... وأن بعضهم حضر لشراء مايلزم الأسرة التى يعملون لديها ... فعاملات النظافة سيختفين من البيوت ... وسيقوم بهذه المهمة إنسان آلى دون أن يصدع رأسك بالكلام عن مشاكله الخاصة ... الزوج الذى هرب ... والابن الذى رسب فى الامتحان ... أما فى حالة احتياج والدتك لمن يعتنى بها ... فهناك إنسان آلى مهمته رعاية المسنين ... وسيتم طرحه فى الأسواق فى العام المقبل .... واعطاء الدواء فى الميعاد المناسب .. ولن يزعج والدتك بالكلام المتواصل مع اصدقائه عبر هاتفه المحمول كما تفعل الممرضات وجليسات المسنين ... وفى حالة أن طلبت دواء من الصيدلية ... أو طعاما من أحد محال الأكلات السريعة ....فتوقع أن تفتح الباب لتجد أمامك إنسانا آليا يحمل طلباتك ... ومثل كل اختراع ... هناك من يؤيد ... وهناك من يعارض ... أما الخطير والمفزع فهو الخبر الذى طيرته وكالات الأنباء من أن هناك معملا فى كوريا الجنوبية يقوم الآن بتجهيز إنسان آلى قاتل ... يستطيع أن يصوب سلاحه نحو الضحية وهو على بعد 300 متر .. إذن نحن نعيش الآن لحظات حاسمة بعدها سيتغير شكل العالم ... فهل الحياة مع إنسان آلى خال من المشاعر والأحاسيس والدفء والحنية ستكون مريحة وهادئة ...أم الأفضل الحياة مع بشر حتى لو أدخلوك فى مشاحنات وصراعات وجدل ومتاهات؟! .