مع غياب الرقابة الأسرية وانشغال الأهل بالعمل والبحث عن لقمه العيش وسيطرة الألعاب الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعى على الشباب والأطفال واستحواذها على الجزء الأكبر من حياتهم لدرجة تصل إلى الإدمان فى بعض الحالات، فجرت لعبة «الحوت الأزرق» التى تقود المراهقين والشباب إلى الانتحار مخاوف عديدة خاصة فى ظل انجذاب هذه الفئة العمرية بكل شرائحها الاجتماعيه إلى العالم الافتراضى لدرجة تؤدى إلى تدمير حاضرهم ومستقبلهم وسهولة السيطرة على أفكارهم والتحكم فى قراراتهم واتجاهاتهم. لماذا لا ننظر إلى الأمر من جانب آخر وأن نبدأ فى استغلال هذه الوسائل بشكل إيجابى من خلال إنشاء مواقع وألعاب وبرامج الكترونية قادرة على بث المفاهيم الإيجابية ونشر الأفكار البناءة وتطوير القدرات والتفاعل مع المجتمع والمشاركة فى العمل المجتمعى ليتحول «الحوت الأزرق» إلى حوت أبيض يفتح آفاقا جديدة لتفجير طاقات الشباب والاستغلال الجيد لها.وكان هناك نموذج ناجح لمشاركة الشباب الفعالة فى الألعاب الالكترونية حيث انتهت منذ أسابيع أول بطولة للألعاب الالكترونية نظمها الاتحاد المصرى للألعاب الإلكترونية جذبت آلافا من الشباب من مختلف المحافظات ومن فئات تعليمية مختلفة. ولذا تظهر الحاجة الملحة إلى اختراع برامج وألعاب هادفة وهو أمر أصبح ممكنا فى ظل تطور قدرات مصر الإلكترونية والبرامجية حيث يمكن تصميم العديد من الألعاب الالكترونية والبرامج الجاذبة لهذه الشريحة من الشباب التى تعانى الفراغ وغياب الأهداف ويأتى تصميمها من خلال مبادرة من وزارة الاتصالات ووزارة الشباب حيث يتم إطلاق مسابقة يشارك فيها الشباب المصرى من مختلف المحافظات لتصميم ألعاب إلكترونية وبرامج لتحفيز قدرات الشباب ودفعهم الى المشاركة فى بناء المجتمع .
وفى الوقت نفسه ندق ناقوس الخطر للآباء والأمهات، حيث إن اللهث وراء توفير متطلبات الحياة لايعفيهم من مسئوليتهم الأساسية فى متابعة الأبناء خاصة أن لعبة مثل الحوت الأزرق تحتاج الى مدة تصل الى 50 يوما لتنفيذ أوامرها الغريبة بداية من رسم الحوت بآلة حادة على الذراع والاستيقاظ فجرا لمشاهدة أفلام الرعب والصعود الى أسطح المنازل وكشف جميع أسرار الأسرة وكما تسيطر هذه اللعبة على تصرفات الشخص وأفعاله وتجعله فى حالة غير طبيعية وهو أمر يمكن اكتشافه فى حالة وجود رعاية ورقابة من جانب الأسرة. ونلفت الانتباه قبل وقوع مزيد من الكوارث إلى أن الأمر لا يقتصر على لعبة «الحوت الأزرق» ولكن يمتد لوجود العديد من الألعاب المماثلة ومنها لعبة «مريم» وهى نسخة عربية من ألعاب الموت والرعب التى تبدأ بطفلة صغيرة تائهة عن منزلها وحتى تتمكن من العودة الى المنزل تطرح عددا من الأسئلة الشخصية لمن يلعبها فتتمكن من معرفة أدق التفاصيل عن حياتهم وأماكن سكنهم وسط موسيقى من الرعب وحالة من الهلع تصيب اللاعب وتدفعه إلى تصرفات قد تؤذى حياته. وبالفعل هناك العديد من الابناء الذين اكتشفوا هذه اللعبة وبدأوا فى ممارستها. تنبهوا أيها الآباء.
لمزيد من مقالات إيمان عراقى رابط دائم: