رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

70 سنة نكبة.. فـماذا بعد؟

ربما كان من الأوفق أن أكتب بمناسبة فوز الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيسا للجمهورية لفترة ولاية ثانية، وإذ يبدى القلم سعادته تقديرا لشعب مصر، فإنه يعتز بأنه قد شارك فى المعركة الانتخابية منذ اشتغالها فقد كان أول من قالها صريحة ـ فى هذا المكان ـ إن مقاطعة الانتخابات الرئاسية.. خيانة وطنية وشرح وفسر المعني، داعيا الجماهير إلى ممارسة حقها الوطنى الدستوري. ثم كتب بعنوان: «وقف الخلق ينظرون جميعا..» مؤكدا أن عيون العالم ترصد كل ما يجرى فى مصر لمعرفة أين يقف الشعب وماذا يريد؟. وهكذا حتى جاءت أيام الانتخابات وفى آخرها ـ يوم هبوب العاصفة ـ ذهبنا إلى لجنة مدرسة النصر القومية بمصر الجديدة.. وأشهد أن إقبال الناخبين كان بنسبة معقولة، وأن أداء اللجنة ـ برئيستها وأعضائها ـ كان جيدا ومتكاملا ومن ثم جاءت النتائج التى أعلنها القاضى الجليل لاشين إبراهيم، كما توقعها القلم وأعنى ارتفاع عدد الناخبين قياسا على ما سبق.. ليثبت هذا الشعب مجددا أنه يتمتع بوعى يتسع ليشمل إلى جانب همومه اليومية، التحديات التى تواجه الوطن.. وكذلك المخاطر التى تهدد الأمة العربية فان «المصري» يدرك أن أمنه الشخصى مرتبط بالأمن الوطنى الذى هو ـ حتما ـ مرتبط بالأمن القومى العربي.. وإذا كان الارهاب يبرز فى مقدمة المشهد.. فإننا لا ننسى القضية المركزية العربية وأعنى بها قضية فلسطين والتى أكتب عنها الآن قبل ثمانية وثلاثين يوما من ذكرى مرور سبعين سنة على «النكبة» عندما وقف مناحم بيجين ـ منتصف مايو 1948 ـ يعلن قيام دولة إسرائيل.. وبعدها بدقيقة واحدة أعلن الاتحاد السوفيتى اعترافه بها..ثم وفى الدقيقة التالية، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية اعترافها.. ثم بريطانيا.. وتوالت الاعترافات .. وإلى أن جرى قبول إسرائيل عضوا بالأمم المتحدة رغم أنها الدولة الوحيدة التى لم تقدم للهيئة الأممية ولم تعلن حدودها!!

واتصالاً.. فإننى أخشى ومن هنا التنبيه والتحذير ـ أن تحدث «النكبة» الثانية فى هذه الذكرى المشئومة ـ عندما تعلن الولايات المتحدة الأمريكية: نقل سفارتها رسميا وفعليا من تل أبيب إلى القدس.. وهى بذلك تنضم إلى إسرائيل فى هدم القوانين والمواثيق الدولية ومن بينها قرارات الأمم المتحدة فى السبعينيات والثمانينيات التى أكدت أن القدس ـ مثل الضفة الغربية وغزة ـ أراض محتلة ـ منذ العدوان الإسرائيلى المدعم أمريكيا ولا يجوز تغيير طبيعتها بل أكدت أن القدس لها وضعية خاصة وليست عاصمة لإسرائيل، ولذلك فعندما تهورت هندوراس ونقلت سفارتها للقدس منذ سنوات قطعت دول عربية ـ بينها مصر ـ علاقاتها الدبلوماسية معها.. حتى تراجعت هندوراس.

وإذن.. ما هو العمل؟

إننى لن أطالب جامعة الدول العربية أو الحكومات بشيء.. فإن لها حساسيات وتعاقدات تراعيها.. لكنى وهذا سر الكتابة مبكرا ـ أطالب المجتمع المدنى الذى تتعدد منظماته ويرتفع صوتها سواء كانت سياسية أو حقوقية أو ثقافية أو.. غيرها لكى تتحرك وتعلن رأيها فإن كان توافق على «النكبة» الثانية، وما هو متوقع بعدها.. فلها أن تصمت وتتقوقع.. وإن كانت ترفض فإن عليها أن تفكر ماذا تفعل؟ ومن ناحيتى فإننى أقترح وأطالب بدعوة الشعوب العربية لمقاطعة البضائع والسلع الأمريكية ـ وفى مقدمتها وجبات الطعام السريعة ـ لمدة أسبوع واحد فقط بدءا من أول مايو.. لتكون المقاطعة رسالة عاجلة، رمزية للمجتمع الصناعى الرأسمالى الأمريكى الذى ينتمى إليه الرئيس دونالد ترامب ويعتز بالتعبير عنه ـ فان راجع سياسته ـ كان خيرا.. وإن تمادي.. فإن المقاطعة يمكن أن تستمر لفترة أخري!!

إن هذا مطلب عادل عاجل وهو أقل مايمكن أن يفعله المجتمع المدنى والإعلام العربى خاصة الفضائيات ـ اللهم إلا إذا كان يخاف العم سام ودولاراته!؟


لمزيد من مقالات محمود مراد

رابط دائم: