رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

السيسى والذهب ويونيو 67

احتاج المصريون إلى أكثر من 55 عاماً لمعرفة حقيقة ما جرى لرصيد مصر الذهبى الذى حرصت كل الحكومات على مراكمته لدعم العملة والاقتصاد، حتى تجاوز 15 طنا وعدة ملايين من الجنيهات الذهبية الإنجليزية بالإضافة إلى 400 مليون جنيه استرلينى دينا مستحقا على إنجلترا لمصر.

كان المصريون فى حاجة إلى رئيس مصرى قوى وشجاع وأمين ومحب للحق والحقيقة لكى يزيح لهم الستار عن سر ظل محجوبا طوال الفترة من 1962 وحتى 2018. وعلى امتداد هذه السنوات تم إطلاق عشرات بل مئات التصريحات التى تستهدف إبقاء هذه المعلومة فى الظلام، كلما تم طرح التساؤل حول رصيد مصر الذهبي، إلى أن أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسى حقيقة الأمر خلال حواره مع ساندرا نشأت، وقال إن الأوضاع كانت جيدة وأن سعر الدولار كان 30 قرشا إلى أن بدأ التدخل العسكرى المصرى فى اليمن الذى بدأ عام 1962 واستمر حتى عام 1967. ولمواجهة تكاليف هذه الحرب تقرر بيع هذا الرصيد الذهبي. وكان قوله إن سعر الدولار وقتذاك كان 30 قرشا، إشارة شديدة الذكاء توضح لأهل مصر أن حرمان الجنيه المصرى من غطائه الذهبى أفقده قوته تماما، لذا بدأ رحلة العجز والانهيار إلى أن وصل سعر الدولار فى بعض الفترات إلى أكثر من عشرين جنيها. ومن المنطقى أن هناك أسباباً اقتصادية أخرى وراء هذا الانهيار، ولكن يظل حرمان الجنيه من هذا الغطاء هو أهم الأسباب. وفى نفس الحوار المهم أزاح الرئيس الستار عن حقيقة حجم هزيمة يونيو 1967، فقال إن علاج الآثار والنتائج التى أدت إليها يتطلب حجما من الموارد المالية لا يتوافر لمصر، أى أن إصلاح ما جرى يتجاوز قدرات مصر.

كان الرجل قد أعلن من قبل أكثر من مرة أن مصر «اندبحت عام 1967».وهذا التوصيف هو الأول والأوضح والأقوى من رجل قرأ الملف كاملا وأتيحت له فرصة معرفة كل المعلومات المتاحة. ولأن الرجل لا يروج للأوهام ويريد للمواطنين أن يعرفوا الحقائق، فقد قال واختار التوصيف الأكثر تعبيرا «اندبحت». ثم عاد فى حواره مع ساندرا نشأت ليوضح أن مصر لا تملك ما يكفى من الموارد لعلاج نتائج وآثار هذه الهزيمة. وباختصار لقد واجهت مصر فى يونيو 1967 نكبة وكارثة عظيمة وفادحة جداً. أى أنها ليست مجرد نكسة مثلما وصفها أهل الحكم وقتذاك ومن ساروا فى ركابهم. لقد كان الحرص على التضليل والمداراة وإخفاء الحقائق والتعتيم على المعلومات هو البوصلة التى تحكم كل ما يصدر عنهم. وبالرغم من تقديم بعض القادة للمحاكمة أكثر من مرة وتعدد لجان التحقيق وتسجيل التاريخ، فإن الحقائق والمعلومات ظلت محجوبة خلف أستار كثيفة. ولمعرفة حقيقة هذه النكبة كان على المصريين أن ينتظروا أكثر من 50 عاماً 1967 ـ 2018.

حقيقتان رئيسيتان، لم يتح لأهل مصر معرفتهما إلا بعد انتظار طويل جداً، أى أن أصحاب الحق فى المعرفة تم إخفاء الحقائق عنهم عمداً. نعم لم يتوقفوا عن التساؤل، ولكن القوى الحريصة على التعتيم تواصل أداء دورها باقتدار وكفاءة وإصرار.

وإذا كان الرئيس السيسى قد احترم أصحاب الحق وأخبرهم بالحقيقة بعد انتظارهم الطويل،

فكم هى الأسرار أو الحقائق التى لم يعرف المواطنون شيئا عنها حتى الآن ؟؟


لمزيد من مقالات عبده مباشر

رابط دائم: