شاهدت لك هذا الاسبوع مسرحية فى حكم التجريبية وذلك بمسرح الغد الذى شهد العديد من المسرحيات الجيدة والأخرى التى تصنف بالمتوسطة. مسرحية هذا الأسبوع للكاتب الكبير سامح مهران رئيس أكاديمية الفنون السابق والذى تحمل فى فترة الإخوان أهوالا كنت أصم أذنى عن مواصلة سماعها..
المسرحية تعيدنا إلى زمن بالغ الغرابة .. هل نحن مازلنا أو تعيش معنا خفافيش الماضى الأليم؟ هل نحن نعيش حتى الآن حياة الأحياء الأشباح.. أشباح الماضى حتى بمفردات معالم هذه الشخصيات.. نكاد نشعر أننا مازلنا نعيش فى هذا الماضى الكئيب ولكن من خلال أشباح الماضي. فى البداية..
أسرة فقيرة تحاول البحث عن شقة تؤويها ليندب بهم الحظ الى شقة فخمة يسيل لها اللعاب والمالك لا يطلب مالا فقط يريد من يؤنس وحدته إذ إن إحساسه أن الشقة مسكونة أى بها أشباح تشاركه السكن فيها. تظهر لنا بعض من هذه الشخصيات شخصيات نجيب محفوظ.. سى السيد وخلافه وخلافه والست أمينة والرجل ذا الوجهين أولئك الذين لا يطمعون إلا فى هدم الدولة. حياة الأهوال بكل معالمها ومفردات شخصياتها ـ أيضا شبح سى السيد.. رأينا الست أمينة.. رأينا المراوغ والجاذب لكل ألوان الرذيلة..رأينا ذا الوجهين المتمرد الذى يحاول أن يجر المجتمع إلى الهلاك. رأينا عبدالجواد يجذبه وكآبته فى أشباح الماضي.المهم رأينا شخصيات نجيب محفوظ كلها فى شكل أشباح تعيش معنا حتى الآن.. رأينا الشاب ذا الرأسين بما له من معني. ولعل أهم ما فى العرض أن السينوغرافيا خدمت الفكرة تماما..
حتى مقاعد العرض كانت متحركة لتبعد عن صفوف المميزين والجمهور العادى لافرق بين الأول والآخر وربما تحرك المقاعد ساعد على استيعاب الديكور أكثر حيث المنزل الفخم ثم الغرفة التى تضم الأشباح ثم الراقصة أو الغانية وفى الجهة الأخرى الدولاب وما به والثلاجة وما بها. عرض عوض عروضا كثيرة لم نلحظ لها أى فكر أو رؤية ليقدم لنا مسرح الغد هذا العرض من خلال كتابه د. سامح مهران واخراج جلال عثمان والرؤية التشكيلية لنهاد السيد. عرض فى النهاية يقول إننا لايزال لدينا مسرح.
رابط دائم: