رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أيام القاهرة للمونودراما.. بداية موفقة ودعم جماهيرى رغم سوء الأحوال الجوية

باسم صادق
مشهد من عرض «حال الدنيا» الفائز بالمركز الأول

رغم سوء الأحوال الجوية التى شهدتها القاهرة هذا الأسبوع فإن انطلاق الدورة الأولى من مهرجان أيام القاهرة للمونودراما برئاسة د. أسامة رؤوف قد شهد إقبالا لافتا بدءا من حفل الافتتاح الذى أبهر به فريق أوسكاريزما الحضور ببهجته ووهج العزف على الدرامز المحمول ومرورا بكل العروض والفعاليات، وهى بداية تعكس صدق النيات فى احتضان عروض الممثل الواحد من كل الدول بعد أن غابت طويلا عن مصر ورغم قلة التكلفة الإنتاجية لظهور المهرجان إلى النور.

واللافت أيضا فى التجربة هى حالة الاحتواء التى خص بها متابعو المهرجان هذا الحدث، رغم الأخطاء الطبيعية للتجربة الأولي، وهو ما لم ينفه د. أسامة رؤوف رئيس المهرجان، بل على العكس، أكد أن ولادة أيام القاهرة للمونودراما كانت هى بؤرة الحدث، وهذا ما دفع الجمهور للتعاطف وتقديم الدعم المعنوى وتجاوز أى نقائص لشعورهم بأن الأمور ستتحسن للأفضل فى الدورات المقبلة، والتى يسعى فيها لزيادة المشاركات العربية والأجنبية مع استمرار ورش الملتقى طوال العام وليس خلال فترة الحدث فقط.

وإذا كان الناقد الكبير الراحل د. على الراعى قد كتب فى مقدمة مسرحية «حال الدنيا» باعتبارها أول نص مونودراما يكتبه السورى المتميز ممدوح عدوان عام 1986: «إن المونودراما خرجت عن كونها طرفة مسرحية تعتمد على الممثل الواحد، وأصبحت تحقيقا نفسيا وذهنيا فى عقل شخص واحد، لا ينفصل عن الشخوص الذين لا يظهرون، بل يزيد هذه الشخوص قيمة أن الممثل الفرد الدائم الذكر لها، غير قادر على الانفصال عنها، فتكسب هذه الشخوص حضورا قادرا وان لم تظهر قط..» فإن المخرج الشاب محمد زكى والممثل الواعد رامى عبدالمقصود قد استطاعا أن ينقلا للجمهور هذا التفسير حرفيا بتقديمها لعرض حال الدنيا وفوزهما بجائزة أفضل عرض بالملتقى وأفضل ممثل ثان وأفضل ديكور وأفضل إضاءة أيضا.. فقد تشبع الممثل بقضية النص حول الزوج الذى يظهر للآخرين حزنه على زوجته الراحلة بعد صراع مع المرض فى حين يخفى مشاعره تجاهها بأنها فى نظره مواطنة درجة ثانية وأن حياته ضاعت هدرا بسبب زواجه منها، وهنا تكمن المفارقة التى فجرها الممثل بأدائه المتزن والمتأرجح بين ادعاء الحزن تارة والفرح لبدء حياته مع الجارة الصغيرة السن تارة والحسرة على ما ضاع من العمر تارة أخرى وكذلك قدرته على تجسيد دورى الزوج والزوجة بتمكن وأداء كوميدى استغل فيه كل قطعة ديكور وضعها ملاك رفعت على المسرح وظهرت بامتياز فى إضاءة باسل ممدوح، وبحركة مسرحية بارعة استغل فيها المخرج الفضاء المسرحى بسلاسة.. بحيث ترى طول الوقت كلالشخصيات فى دائرة علاقات البطل حاضرة أمامك رغم اختفاء أجسادهم.. وتلك هى مهارة المخرج فى اختيار هذا النص المتميز، واختيار الممثل المناسب للبطولة..

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق