رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

القراء يختارون أفضل الفائزين بالجائزة
«المان بوكر» تحتفل بـ «نصف قرن من الأدب» فى يوبيلها الذهبى 2018

هبة عبدالستار

تحتفل جائزة «المان بوكر» للأدب هذا العام باليوبيل الذهبى لها، وأعلنت الجائزة مجموعة من الفعاليات للاحتفاء بالحدث المهم فى تاريخ الجائزة الأدبية البريطانية الدولية العريقة.

ولعل أبرز ما فى الاحتفال تخصيص جائزة من شأنها أن ترفع وتيرة المنافسة بين 51 عملا أدبيا فائزا بالجائزة عبر تاريخها، منذ إطلاقها لأول مرة عام 1969، بهدف اكتشاف أفضل «ما يقف أمام اختبار الزمن ولا يزال مناسبا للقراء حتى اليوم». وتم تعيين لجنة من «خمسة قضاة» لاختيار قائمة ذهبية من خمسة كتب سيتم الإعلان عنها فى «مهرجان هاى الأدبى» يوم 26 مايو المقبل، والذى ستتحدث فيه «فيونا موزلى» أصغر الكُتاب المتنافسين فى عمر الجائزة ضمن القوائم القصيرة. ثم يتم طرح الكتب الخمسة للتصويت العلني، ويحصل القراء على شهر واحد لاختيار الكتب المفضلة لديهم، ويحددون الفائز بجائزة «المان بوكر الذهبية» والذى سيتم إعلان اسمه فى احتفال الجائزة بـ «اليوبيل الذهبى» فى مركز «ساوثبانك» فى لندن 8 يوليو المقبل، وسيتزامن ذلك مع إعلان القائمة الطويلة للجائزة العادية لهذا العام حيث تولى الفيلسوف والروائى «كوامى أنتونى أبيا» رئاسة الجائزة.

وسيتم دعم الجائزة من قبل «تجار التجزئة والمكتبات والناشرين» فى جميع أنحاء بريطانيا، ودوليا من خلال الترويج عبر الإنترنت، كما تم إطلاق كتاب «يوميات الذكرى الخمسين» الذى يستعرض الأعمال التى تنافست على الجائزة طوال نصف قرن، وتفاصيل القوائم القصيرة، فضلا عن نظرة خلف كواليس الجائزة.

وتم تقسيم مهمة لجنة التحكيم وفقا للفترات الزمنية للأعمال الأدبية حيث سيُحكِّم الكاتب والمحرر الأدبى «روبرت ماكروم» الروايات الفائزة من 1969 إلى 1979، وسيُحكِّم الشاعر «ليمن سيساي» الأعمال الأدبية الفائزة خلال الثمانينيات، وتُركِّز الروائية «كاملة شمسى» على حقبة التسعينيات، ويتولى الروائى والمذيع «سيمون مايو» تحكيم الأعمال الفائزة منذ مطلع الألفينات، بينما تُحكِّم الشاعرة «هولى مكنيش» الأعمال الفائزة منذ العقد الثانى للألفينات، والتى تتضمن قواعد الجائزة الجديدة عندما سمحت لأى رواية مكتوبة باللغة الانجليزية أيا كان موطن كاتبها أو مكان نشرها بالمشاركة فى المنافسة بعد أن كانت المنافسة مقتصرة على بريطانيا ودول الكومنولث. ومنذ تغيير تلك القاعدة التى دخلت حيز التنفيذ فى 2014 تعرضت إدارة الجائزة لهجوم حاد لقبول الكتاب الأمريكيين خاصة بعد فوز اثنين منهم بالجائزة لعامين على التوالي، حيث ذهبت الجائزة لـ «بول بيتى» عام 2016 بروايته «خيانة»، وفاز بها «جورج سوندورز» العام الماضى بروايته «لينكولن فى الباردو»، وأثار ذلك جدلا شديدا فى بريطانيا ودول الكومنولث والولايات المتحدة الأمريكية أيضا، وتجدد الجدل أخيرا بعد إعلان إدارة الجائزة احتفالها باليوبيل الذهبي، حيث وقع ما يقرب من 30 محررا أدبيا وكاتب رسالة وجهوها لإدارة الجائزة فى الأسابيع القليلة الماضية يحثونها على العودة للقواعد القديمة.

ولن تكون مهمة القضاة سهلة فهناك كُتاب تشاركوا نفس الجائزة فمثلا تشارك كل من «نادين جورديمير»، و«ستانلى ميدلتون» الجائزة عام 1974، كما فاز بها «بارى أونسورث»، و«مايكل أونداتجى» عام 1992، ولعل العقبة الثانية التى ستواجه القضاة فى الجائزة المفقودة لعام 1970 حيث اعتبر وقتها أن الكتب المتنافسة لا تستحق الجائزة لذا تم حجبها، إلا أن لجنة إدارة الجائزة اجتمعت عام 2010 لتعدل تلك القاعدة، فيما يتعلق بتاريخ نشر الأعمال المشاركة، ولإصلاح هذا الخطأ المتعلق بالعام المفقود، وتم طرح التصويت للقراء وقتها، لاختيار الفائز بهذا العام وجاء التصويت لمصلحة «جى جى فاريل» بنسبة 38% عن روايته «اضطرابات» الصادرة فى 1970.

ويتوقع كثيرون فوز الكاتب البريطانى الهندى الأصل «سلمان رشدى» بالجائزة الذهبية، حيث سبق له أن فاز عام 1981 عن رواية «طفل منتصف الليل»، وفاز بها أيضا فى احتفال البوكر باليوبيل الفضى عام 1993 عندما تم اختيار أفضل كتاب من الكتب الفائزة «Booker of Booker»، وكذلك فاز عن نفس الرواية عام 2008 عندما احتفلت الجائزة بعامها الأربعين.

وبالإضافة لرشدى هناك 4 كُتاب آخرون من أصول هندية يتنافسون على «البوكر الذهبية» هم: «فِى إس نايبول» الفائز بالبوكر عام 1971 عن رواية «فى بلد حرة»، و«أرونداتى روى» عام 1997 عن رواية «إله الأشياء الصغيرة»، و«كيران ديساى» عام 2006 عن رواية «وراثة الخسارة»، و«إفرافيند أديجا» عام 2008 عن رواية «النمر الأبيض». ويذكر أن الناشرين «توم ماسكلر» و«جراهام سى جرين» هما من أسسا «جائزة البوكر» عام 1968، وفاز بها لأول مرة «بى إتش نيوبى» عام 1969 عن روايته «شىء للرد»، وفى 2002، نقلت الجائزة إلى مؤسسة خيرية مستقلة جديدة، وهى مؤسسة «جائزة بوكر»، حيث تولت إدارة الجائزة «مجموعة مان»، وأصبح اسم الجائزة منذ وقتها «مان بوكر للأدب». وتمنح الجائزة سنويا فى مايو أفضل عمل أدبى ترجم إلى اللغة الإنجليزية ونشر فى المملكة المتحدة. وتقسم الجائزة 50 ألف جنيه استرلينى بالتساوى بين المؤلف والمترجم. ويحصل كل مؤلف ومترجم بالقائمة القصيرة على 1000 جنيه استرليني، وكانت قيمتها فى أول إطلاق لها 5000 جنيه فقط.

ونجح أكثر من كاتب باقتناص الجائزة مرتين وكانت «هيلارى مانتيل» أول امرأة، وأول كاتبة بريطانية، تفوز بالجائزة مرتين، الأولى فى 2009 عن روايتها التاريخية «وولف هول»، والثانية عن الجزء الثانى من الرواية الذى حمل عنوان «أخرجوا الجثث» عام 2012، وفاز بها مرتين أيضا «جى جى فاريل» عام 1973 عن رواية «حصار كريشنابور»، ومرة آخرى عندما فاز بالجائزة المفقودة عام 2010، وكذلك الاسترالى «بيتر كارى» عن روايته «أوسكار ولوسيندا» عام 1988، ورواية «التاريخ الحقيقى لعصابة كيلى» فى 2001، إضافة إلى الجنوب إفريقى «جون ماكسويل كوتزي» عن رواية «لحياة وزمن مايكل كين» عام 1983 و «عار» عام 1999. وكانت الكاتبة الويلزية «برنيس روبنز» التى فازت بالجائزة، بعد عام واحد من إطلاقها، أول امرأة تفوز بالجائزة عام 1969 بروايتها الأولى «الجلوس على الحافة»، كما عملت كقاضية ضمن هيئة تحكيم الجائزة عام 1986.

وفى 2005 تم إطلاق النسخة الدولية من «المان بوكر» التى يتم منحها مرة كل عامين، ثم أصبحت تمنح سنويا كاتبا يتمتع بتأثير أدبى كبير فى العالم عن مجمل أعماله، والفائزون حتى الآن هم: الكاتب الألبانى «إسماعيل كاداري» عام 2005، والنيجيرى «تشينوا أتشيبى» فى 2007، والكندية «أليس مونرو» فى 2009، والأمريكى «فيليب روث» عام 2011، والأمريكية «ليديا ديفيز» عام 2013، والمجرى «لازلو كراسناوركاى» عام 2015، والكورية الجنوبية «هان كانج» عام 2016، وأخيرا الاسرائيلى «ديفيد جروسمان» عام 2017.

وبعض الفائزين بالبوكر فازوا أيضا بجائزة نوبل للآداب مثل «نادين جورديمر» فى 1991، و«فى إس نايبول» عام 2001، و«جون ماكسويل كوتزى» عام 2003، و«كازو إيشيجورو» عام 2017. وأقصر رواية فائزة فى تاريخ الجائزة كانت «فى الخارج»، لـ «بينيلوبى فيتزجيرالد»، وكانت 132 صفحة فى 1979. وكانت قواعد الجائزة تنص على أن الرواية يجب أن تكون عملا موحدا وكبيرا، بينما أطول رواية فائزة فى تاريخ الجائزة كانت «النجوم اللامعة» لـ «إليانور كاتون»، عام 2013، وكانت 832 صفحة، وكانت كاتون أصغر فائزة فى تاريخ البوكر بعمر 28 عاما.

وتعد «دار جوناثان كيب» أكثر ناشر نجحت أعماله فى اقتناص البوكر بواقع 8 مرات، تليه دار «فابر أند فابر» بستة أعمال.

ولم تخل الجائزة من المنافسة العائلية، حيث تم اختيار «أنيتا ديساى» ثلاث مرات فى القائمة القصيرة منذ 1980، لكنها لم تفز أبدا. ومع ذلك، فازت ابنتها «كيران» بالجائزة عام 2006. وكان «مارتن أميس» على قائمة قصيرة وقائمة طويلة، فى عامى 1991 و2003، بينما فاز والده «كينجسلى أميس» بالجائزة عام 1986. وأكثر الكتب الفائزة بالجائزة مبيعا هى رواية «سفينة شاندلر» للكاتب »توماس كينالي« الفائز عام 1982، والتى تحولت لفيلم سينمائى للمخرج «ستيفن سبيلبرج»، وحصد سبع جوائز أوسكار وتخطت مبيعات الفيلم والرواية 3 ملايين دولار.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق