رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

مصر والسودان

من أهم إنجازات القمة المصرية ــ السودانية بين الرئيسين عبد الفتاح السيسى وعمر البشير، التأكيد على إعادة العلاقات الثنائية إلى مسارها الصحيح، وهى علاقات مقدسة ضاربة فى جذور التاريخ، ويجمع بين الشعبين تاريخ مشترك وشربة ماء من نيل واحد يقطع البلدين منذ آلاف السنين.

من فوائد قمم قادة الدول إزالة أى شوائب تعترض العلاقات الثنائية والاتفاق على آليات لحل الخلافات مهما كان حجمها، فلا توجد علاقات بدون بعض اختلاف وجهات النظر، ولكن المهم حصر هذه الخلافات بسرعة وبطريقة متحضرة بعيدا عن لغة التشنج، وتجنب سياسة الاستقطاب والتجاذب مع بعض الدول الأخرى أو القوى الإقليمية بالمنطقة، فلا يمكن أن تكون العلاقات المصرية ــ السودانية رهينة لأى قوى أخرى أو مصالح ضيقة. ولعل المطلوب بين أى دولتين جارتين و يجمع بينهما نيل واحد، أن تسموا فوق أى خلافات أو تقاطعات وتجاذبات من الخارج، خاصة أن المسافة بين القاهرة والخرطوم أقصر من أى مسافة بين عاصمتين أخريين، وأن أى محاولات للنيل من هذه المسافة القصيرة ستبوء بالفشل.

وقد عكست تصريحات الرئيسين أمس هذا المعنى عندما أكد السيسى على علاقات الاخوة الأزلية والروابط المشتركة التى تجمع بين شعبى وادى النيل..بينما أكد البشير أهمية التعاون المشترك لأننا شعبا واحدا.

أمام مصر والسودان مهمة صعبة فى الوقت الراهن خاصة عشية القمة العربية المرتقبة بالرياض، فالأزمات العربية لم تعد هينة بل أصبحت مزمنة، وأمامنا الوضع الصعب والانقسامات فى سوريا وليبيا واليمن، الأمر الذى يتطلب ضرورة تنسيق المواقف جيدا بين الدول العربية.. ولن نكشف سرا إذا قلنا إن مصر تتعرض حاليا لأشرس هجمة إرهابية فى تاريخها، مما يستلزم معها تأمين الحدود المشتركة بينها وبين السودان لمنع تسلل الإرهابيين والأسلحة التى يستخدمها هؤلاء المتطرفون فى محاولاتهم الشريرة لزعزعة الاستقرار فى مصر ولكنهم لن يستطيعوا وسيفشلون وستذهب كل محاولاتهم فى مهب الريح، فأمامهم قوات مسلحة وشرطة قوية وجبهة وطنية يقظة تقف جنبا إلى جنب مع القيادة السياسية فى مواجهة هذا الإرهاب الغاشم، فالإرهاب مهما قويت شوكته فى وقت من الأوقات لن ينال من مصر التى تتقدم للأمام بخطى ثابتة ومتسارعة يشهد بها العدو قبل الصديق.


لمزيد من مقالات رأى الأهرام

رابط دائم: